أخبار عربية

مظاهرات العراق: ما أسبابها ولماذا اتسع نطاقها؟


متظاهرين عراقيين

مصدر الصورة
AHMAD AL-RUBAYE

Image caption

الاحتجاجات ضد الحكومة العراقية متكررة

يشهد العراق منذ مطلع شهر أكتوبر/ تشرين الأول الحالي موجة مظاهرات عنيفة خرج فيها آلاف من الشبان في العاصمة بغداد وعدة مدن أخرى، للاحتجاج على استشراء الفساد والبطالة وسوء الخدمات العامة.

وقد حاولت قوات الأمن فض المظاهرات باستخدام خراطيم المياه، والغاز المسيل للدموع وبإطلاق الرصاص الحي والمطاطي. وسقط خلال الأيام الستة الأولى من تلك الاحتجاجات أكثر من مئة قتيل وستة آلاف جريح.

فلماذا اندلعت الاحتجاجات ولماذا امتدت من بغداد إلى عدة مدن أخرى؟

تعد هذه الاحتجاجات أكثر اتساعاً من سابقاتها، ومعظم المشاركين فيها شباب من مناطق فقيرة مهمشة، فتحوا أعينهم على حكومات ما بعد أحداث الغزو عام 2003. وهي عفوية لا علاقة للأحزاب والكتل السياسية وحساباتها بها، ومطالب الشباب المنتفض تنبع من ما يقولون إنها معاناتهم اليومية.

وتأتي الاحتجاجات بعد عام كامل من تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة عادل عبدالمهدي وإخفاقها في التعامل بجدية مع ملفات مهمة كان من المتوقع أن تعالجها، مما أبقى الحال كما هو عليه في السنة الأولى من عمر الحكومة ربما باستثناء التحسن في توفر الطاقة الكهربائية.

آفة الفساد

فقد ظل المواطن العراقي يعيش حياته اليومية مع استمرار استشراء الفساد، حسبما ترصد منظمات دولية مثل منظمة الشفافية الدولية التي صنفت العراق كواحدة من أكثر دول العالم التي تعاني من مشكلة الفساد.

يضاف إلى ذلك تردي الوضع الاقتصادي، وانحدار مستوى الخدمات وتفاقم البطالة، وتعثر جهود إعادة الإعمار، واستمرار صيغ المحاصصة بأشكالها، وارتفاع وتيرة التدخلات الخارجية.

وزارة الداخلية العراقية: قوات الأمن “لم تطلق النار مباشرة على المحتجين”

العراق: الصدر يدعو الحكومة للاستقالة والتحضير لانتخابات مبكرة

#العراق_ينتفض والسلطات تحجب مواقع التواصل الاجتماعي

واتسعت دائرة الاحتجاجات مباشرة إثر التعامل الفظ مع المشاركين في اعتصامات ساحة التحرير في بغداد، خصوصا الجامعيين المطالبين بحقوق مهنية. وقد زاد من زخمها وارتفاع مستوى التعاطف والتضامن معها، طريقة التعامل العنيفة دون الأخذ بالحسبان أنها شبابية عفوية واسعة النطاق لا جهة منظمة وراءها يمكن تحييدها أو المساومة معها.

مصدر الصورة
Anadolu Agency

Image caption

عام 2016 اقتحم المتظاهرون البرلمان العراقي في ذروة الاحتجاجات ضد الفساد الحكومي

وما أثبت جديتها وتأثيرها الإصرار الرسمي على إجراءات مثل حجب وسائل التواصل الاجتماعي، وقطع الإنترنت، ومحاولة توجيه وسائل الإعلام.

ورافق خروج الاحتجاجات دخول مجموعات مسلحة تمارس العنف وتنفذ هجمات وتطلق النار بكثافة على المتظاهرين. ويظهر تسجيل فيديو انتشر في وسائل التواصل إطلاق نار كثيف من مكان ما على الشبان المتظاهرين والقوات الأمنية معاً في ساحة التحرير. وهذا مؤشر واضح على خطورة الموقف.

الاستجابة المتمثلة بالخطاب الرسمي وشبه الرسمي، جاءت مبهمة ولم تأتِ بمستوى ما يجري إذ لم تتضمن خطوات واضحة نحو إجراء إصلاحات، بل بدت منفصلة عن الواقع وبعيدة كلياً عن تحقيق تهدئة.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى