ترامب يهدد بـ “سحق” اقتصاد تركيا لو تجاوزت حدودها
[ad_1]
هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتدمير الاقتصاد التركي إذا “تجاوزت” تركيا الحدود، بعد قراره المفاجئ بسحب القوات الأمريكية من شمالي سوريا.
وفي سلسلة من التغريدات الغاضبة دافع الرئيس الأمريكي عن قراره الذي قد يمهد لشن تركيا هجوما على المقاتلين الأكراد عبر الحدود..
وانتقد حلفاء ترامب من الحزب الجمهوري بشدة قرار سحب القوات.
وللولايات المتحدة قوات قوامها نحو ألف جندي في سوريا وتم سحب نحو 20 منها من المنطقة الحدودية، وفقا لمسؤول بارز في وزارة الخارجية الأمريكية.
بدأت القوات الأمريكية الانسحاب من مواقع في شمال شرقي سوريا، لتفسح الطريق أمام عملية عسكرية تركية وشيكة، ضد قوات كردية مسلحة.
ويرى الأكراد أن هذا التحول الأمريكي يعد “طعنة في الظهر” بعد السماح بعملية عسكرية تركية ضدهم.
لكن ترامب قال في تغريدة صباح الثلاثاء إن الولايات المتحدة انخرطت “أكثر وأكثر في حرب بلا هدف في الأفق”.
وتقول تركيا إنها تريد إبعاد وحدات حماية الشعب الكردي، التي تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني “المحظور”، عن الحدود التركية، وإقامة منطقة آمنة لإعادة لاجئين سوريين إليها.
ودأبت تركيا على إدانة الولايات المتحدة بسبب دعمها وحدات حماية الشعب الكردية.
وفي يناير/كانون الثاني، هدد ترامب بـ “تدمير تركيا اقتصاديا” إذا أقدمت على مهاجمة قوات كردية عقب انسحاب أمريكي مخطَّط له من سوريا.
إلا أن بيان البيت الأبيض، الصادر يوم الأحد، لم يشر إلى وحدات حماية الشعب الكردي التي اضطلعت بدور بارز في إنزال الهزيمة بتنظيم الدولة في سوريا.
وقال البيان الأمريكي إن الأتراك يتحملون المسؤولية عن كل أسرى تنظيم الدولة في المنطقة، الذين تحتجزهم القوات الكردية.
وجاء البيان عقب اتصال هاتفي بين الرئيس دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب اردوغان.
ويقول جوناثان ماركوس، مراسل شؤون الدفاع في بي بي سي، إن ترامب يخالف في تلك الخطوة نصائح عدد من الشخصيات في وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) ووزارة الخارجية الأمريكية.
سياسة خارجية مختلة
تحليل لجوناثان ماركوس
مراسل شؤون الدفاع
بدلا من الوضوح، لا يوجد لدينا إلا تغرديدات الرئيس الأمريكي وتصريحات يبدو أنها تعارضه من وزراتي الدفاع والخارجية.
وهذا الصباح أشار ترامب إلى سحب القوات الأمريكية من سوريا وبدا كا لو أنه يغسل يديه منها، فيما يعني ضمنيا إعطاء الضوء الأخضر لهجوم تركي كبير.
والآن تقول كل من وزارتي الخارجية والدفاع إنه لا يوجد حول كبير في السياسة الأمريكية، وإنه لم يتم سحب إلا عدد ضئيل من القوات الأمريكية حفاظا على سلامتها، خوفا من تحرك تركي.
وأكدت الوزراتان على أن الإدارة الأمريكية، بما في ذلك الرئيس، تقف بحزم ضد أي تحرك تركي عبر الحدود.
إذن هل تصرف الرئيس وفقا لأهوائه على تويتر إثر محادثته الهاتفية مع إردوغان، ثم أطلعه مسؤولون على التبعات المحتملة لما قاله؟
هذا درس يوضح مدى خلل السايسة الأمريكية الخارجية
ماذا قال ترامب، والبيت الأبيض؟
وعلى موقع تويتر، كتب الرئيس الأمريكي ترامب في تغريدات متوالية: “الولايات المتحدة كان من المفترض أن توجد في سوريا لثلاثين يوما فقط، وقد كان ذلك منذ أعوام عديدة. لكننا بقينا وانخرطنا أكثر وأكثر في حرب بلا هدف في الأفق”.
وأضاف ترامب: “وعندما وصلتُ أنا واشنطن، كان تنظيم داعش يعيث في المنطقة، وسرعان ما أنزلنا بخلافتهم هزيمة مئة في المئة”.
وعن الأكراد قال ترامب: “لقد حارب الأكراد معنا، لكنهم حصلوا مقابل ذلك على كميات هائلة من الأموال والمعدات”.
وقال ترامب: “بعد نحو ثلاث سنوات، لقد حان الوقت لكي نخرج من تلك الحروب التي بلا نهاية، وأن نعيد جنودنا إلى الوطن”.
وتابع: “سنحارب أينما كان لنا في الحرب منفعة. وسنحارب لننتصر لا غير. تركيا وأوروبا وسوريا وإيران والعراق وروسيا والأكراد يتعين عليهم الآن أن يجدوا حلولا للموقف”.
وقال بيان أصدره البيت الأبيض يوم الأحد: “تركيا ستمضي قدما قريبا في عمليتها، المخطط لها منذ فترة طويلة شمالي سوريا”.
وأضاف البيان: “لن تدعم القوات الأمريكية العملية أو تشارك فيها، ولن تكون قوات الولايات المتحدة، بعد أن هزمت خلافة تنظيم الدولة، في المنطقة التي تجري فيها العملية”.
كما ذكر بيان البيت الأبيض أن تركيا ستتولى المسؤولية الكاملة فيما يتعلق بمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية ممن وقعوا أسرى في العامين الماضيين.
وثمة أكثر من اثني عشر ألفا يشتبه في كونهم أعضاء في تنظيم الدولة يقبعون في معسكرات يسيطر عليها الأكراد جنوبي “المنطقة الآمنة” التي تخطط لها تركيا، وبين هؤلاء، هناك أربعة آلاف على الأقل من جنسيات أجنبية.
ونوه البيان عن أن “الحكومة الأمريكية مارست ضغوطا على كل من فرنسا وألمانيا وغيرهما من الدول الأوروبية، التي وفد منها هؤلاء الأسرى التابعون لتنظيم الدولة، وذلك لاستردادهم لكن هذه الدول رفضت ذلك وأبدت عدم رغبة في عودتهم”.
وأضاف البيان:”لن تتحمل الولايات المتحدة مسؤوليتهم لمدة قد تطول لسنوات عديدة وتكاليف طائلة من أموال دافعي الضرائب الأمريكية”.
ما خطة تركيا؟
وفي وقت متأخر من يوم الأحد، أفاد مكتب الرئيس التركي أنه تباحث مع الرئيس ترامب عبر الهاتف بشأن خطة تركية لتدشين “منطقة آمنة” شمال شرقي سوريا.
وقال المكتب إنه كانت هناك حاجة إلى هذه الخطوة لمكافحة “الإرهابيين” وتهيئة الأجواء الضرورية لعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم.
وتستضيف تركيا ما يربوا على 3.6 ملايين سوري فروا بحياتهم من نيران الحرب الأهلية التي اندلعت عام 2011.
وترغب تركيا في ترحيل مليوني لاجئ سوري عندها إلى المنطقة الآمنة المشار إليها.
وفي المكالمة الهاتفية، أعرب أردوغان عن “إحباطه” مما وصفه بفشل البيروقراطية الأمريكية على الصعيدين العسكري والأمني في تنفيذ اتفاق بشأن المنطقة كان قد تم التوصل إليه في أغسطس/آب.
ولوّح اردوغان، أمس الأول السبت، بأن قوات تركية ستشن هجوما عبر الحدود في الأيام المقبلة، دون أن يقدم تفاصيل عن مدى الهجوم المخطط له.
ويتساءل كونتين سمرفيل، مراسل بي بي سي لشؤون الشرق الأوسط، عما إذا كنا بصدد اجتياح كامل، أم توغل تركي محدود شمال شرقي سوريا؟
ويرى سمرفيل أن المؤشرات الأولى تشير إلى توغل تركي محدود.
رد فعل الأكراد
قالت قوات سوريا الديمقراطية، التي تتبع وحدات حماية الشعب الكردي، والتي تسيطر على المنطقة التي كانت في قبضة تنظيم الدولة شمال شرقي سوريا، اليوم الاثنين،إن القوات الأمريكية بدأت في الانسحاب من مناطق حدودية، متهمة واشنطن بالإخفاق في “الوفاء بمسؤوليتها”.
وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، كينو غابرييل، إن الفصائل “عازمة على الدفاع عن شمال شرقي سوريا بأي ثمن”.
وفي تغريدة منفصلة، وصفت قوات سوريا الديمقراطية العملية التركية المخطط لها بأنها “آلية الموت” الكفيلة بتحويل المنطقة إلى “حرب دائمة”.
وقال غابرييل في حديث لتلفزيون الحدث الكردي: “كانت هناك تطمينات من الولايات المتحدة بأنها لن تسمح لأي عملية عسكرية تركية في المنطقة”.
وأضاف: “لقد جاء البيان الأمريكي مفاجئا ويمكننا القول إنه طعنة في ظهر قوات سوريا الديمقراطية”.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره في المملكة المتحدة، إن قوات أمريكية قد انسحبت بالفعل من مواقع رئيسية.
وقال التلفزيون الكردي شمالي العراق إن قوات سوريا الديمقراطية وضعت بعض وحداتها في حالة تأهب بعد أن حشد الجيش التركي قواته على الحدود اليوم الاثنين.
ولقيت الخطوة الأمريكية إدانة قوية من قوات سوريا الديمقراطية ذات القيادة الكردية.
[ad_2]
Source link