بالفيديو الحويلة لـ الأنباء 3398 | جريدة الأنباء
[ad_1]
- التهميش وهضم الحقوق التعليمية والوظيفية والاجتماعية لذوي الإعاقات السمعية يسبب لهم خيبة أمل
- بعض الأندية مقصرة في الاهتمام بالعنصر النسائي من فئة الصم وأحيانا تحجبهن عن المشاركة في الأنشطة
أجرت اللقاء – لميس بلال
من يفقد إحدى حواسه الخمس يعتبره المجتمع «معاقا» إلا أن هذا المفهوم يجانبه الصواب، فالمعاق هو من لديه قدرات أيا كانت هي ولا يعمل على تطويرها واستخدامها بما يعود عليه وعلى مجتمعه بالفائدة، وها نحن نرى أعداد كبيرا من ذوي الاحتياجات الخاصة يحققون إنجازات علمية وثقافية ورياضية واجتماعية يعجز كثير من الأصحاء عن تحقيقها.
ومع تغير العصر، وبعد أن باتت وسائل التواصل الاجتماعي تمثل الحواس الخمس لكثير ممن يستخدمها، فإنه وبكل أسف أصبح كثير من أبنائنا الأصحاء هم من يجب اعتبارهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، حين يضيعون كل وقتهم في استخدام هذه الوسائل دون أن تعود عليهم بفائدة حقيقية، والأدهى أنهم يمتنعون عن القراءة في أمور مفيدة، ويصمون آذانهم عن الاستماع إلى ما ينمي فكرهم ويصقل شخصياتهم.
«الأنباء» التقت رئيسة الجمعية الكويتية للإعاقة السمعية د.أمثال الحويلة التي تعلمت لغة الإشارة لتتواصل معهم ولم تستوقفها أي لغة من اللغات المتاحة لتكمل رسالتها الإنسانية في التواصل مع هذه الفئة والتحاور معهم والسعي الحثيث لتذليل كل الصعوبات أمامهم، والعمل بجد مع الأطراف المعنية سعيا لدمجهم في المجتمع وإشراكهم بالأنشطة المجتمعية في المناسبات المختلفة سواء للتعبير عن فرحة العيد أو حب الوطن وغيرها من الأنشطة التي قد تمنعهم إعاقتهم عن التعبير عنها أو المشاركة فيها.
وخلال اللقاء قالت الحويلة إنها وقفت إلى جانب هذه الفئة لتعبر بلغة الإشارة وتكسر الحاجز بعيدا عن عالم التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا التي جعلت جيلا كاملا يعاني من مرض إدمان شاشات الأجهزة الذكية والتلفاز ليصبح معاقا بالتلقي والانعزال بعيدا عن المجتمع الذي طالما تعلمنا منه وعلمنا غيرنا من الأجيال.
وتطرقت الحويلة إلى المعوقات التي تواجه الجمعية للارتقاء بالخدمات المقدمة لهذه الفئة، وتحدثت أيضا عن المعوقات التي تواجههم في المجتمع بشكل عام، وإلى مزيد من التفاصيل:
بداية، ما هو هدفك من خدمة وإعانة ذوي الاحتياجات الخاصة؟
٭ تقدم الدول يقاس بما تقدمه لذوي الاحتياجات الخاصة من رعاية وتأهيل وخدمات على جميع الأصعدة الصحية والتعليمية والنفسية والاجتماعية، والحمد لله الكويت تعتبر من أبرز الدول الرائدة في مجال رعاية مثل هذه الفئات والإنفاق عليهم، وذلك انطلاقا من إدراك الدولة لمسؤوليتها ومبادئها الإنسانية خصوصا أن الكويت أحاطت أبناءها من فئة ذوي الإعاقة بمختلف أوجه الرعاية الاجتماعية والنفسية والصحية وتسعى جاهدة للوصول بهم إلى درجة تمكنهم من تلبية احتياجاتهم والعمل على تدريبهم وتأهيلهم وتشغيلهم بهدف تحقيق الدمج المجتمعي والأمن والأمان لهم.
وهنا نؤكد أن «الإعاقة قد لا تمنع العطاء ولا تقلل إنتاجية المواطن ما دام يحظى بالمساواة في كل حقوقه وعليه جميع الواجبات بحسب قدراته وإمكانياته».
ما هي أهمية لغة الإشارة برأيك؟
٭ تكمن أهمية لغة الإشارة في خدمة الصم كونها وسيلة الاتصال والتواصل بين الأصم وأفراد المجتمع، وقد وفرت الكويت جميع الإمكانيات لذوي الإعاقة بوجه عام، وللإعاقة السمعية بوجه خاص، وذلك من خلال تسهيل جميع متطلباتهم في جميع المجالات التربوية أو الثقافية، وتسليط الضوء على المناهج التي تلائم هذه الإعاقة، مفيدة أن لهذه الفئة الحق في الأنشطة الثقافية والترفيهية وتوفير كل ما يلزمهم من كافة الأمور حتى تبث فيهم روح الثقة والاندماج مع المجتمع العام.
تواصل سهل
ما دور مؤسسات المجتمع المدني نحو ذوي الإعاقة السمعية؟
٭ يستــلزم من الجهات المعنية في الدولة العـــمل على تـــدريب الموظفين على لغة الإشـــارة ليسهل التواصل مع فئــــة الصم والبكم لجعل لغة الإشارة ركيزة أساسية في المصالح والدوائر التي تتعامل مع المراجعين. وكذلك توفير ورش العمل التي يقدمها الأكاديميون والمتخصصون لتوفير لغة التواصل مع ذوي الإعاقة السمعية.
وما هو دور الجمعية الكويتية للإعاقة السمعية؟
٭ الجمعية الكويتية للإعاقة السمعية أخذت على عاتقها مسؤوليات كثيرة من أهمها نشر وتوعية أفراد المجتمع بالإعاقة السمعية وما يتصل بها من نواح ثقافية واجتماعية وتربوية.
كما تسعى الجمعية إلى تفعيل الأنظمة واللوائح لمساعدة ذوي الإعاقة السمعية وتنظيم العمل معهم وتهيئة الوسائل والسبل لاستثمار أوقات فراغهم من خلال ممارسة الأنشطة الثقافية والاجتماعية، ومن أبرز الأعمال التي قامت بها الجمعية في هذا الإطار إقامة دورات للغة الإشارة في جامعة الكويت والمساهمة في إصدار قاموس إشاري إسلامي وقاموس عربي موحد والعديد من الأعمال المفيدة.
وهنا تعاون مستمر مع إدارة التعليم الخاص لعمل دورات تدريبية للغة الإشارة.
ويسعى القائمون على الجمعية للوصول بإذن الله لأهدافهم وتحقيق الغايات المرجوة منها والتي بدورها ستخدم في مجملها شريحة كبيرة من ذوي الإعاقة السمعية بل والمجتمع ككل.
حقوق مهضومة
وما المعوقات التي واجهتك في بداية مشوارك مع الإعاقة السمعية؟
٭ من أهم وأبرز المعوقات التي واجهتنا تتمثل في خيبة الأمل الناتجة عن استمرار التهميش وهضم الحقوق التعليمية والوظيفية والاجتماعية، لذوي الإعاقات السمعية، وهذه الامور تجعلهم محرجين اجتماعيا، علما بأن الكويت من الدول السباقة عالميا في مجال رعاية المعاقين بمختلف فئاتهم، من خلال «قانون المعاقين» الذي يعتبر «دستورا» يكفل حقوقهم الاجتماعية والقانونية والصحية، ويقدم لهم سبل الدعم والامتيازات المالية.
وهنا لابد من ذكر أن إجمالي عدد الإعاقات السمعية في البلاد للعام الماضي بلغ 3398 للجنسين، بينما تبلغ نسبة انتشار الإعاقة السمعية بمستوياتها المختلفة لدى الأطفال ما قبل المدرسة، تقدر بنحو 15%، وأن الإعاقة في هذه المرحلة العمرية تنتج في معظم الأحيان عن ضعف توصيلي وهي قابلة للعلاج الطبي.
وهناك معوقات من الناحية الرياضية تتمثل في تقصير بعض الأندية وعدم اهتمامها بالعنصر النسائي من فئة الصم وحجبهن عن المشاركة في الملتقيات والبطولات والورش والمؤتمرات الخارجية لتمثيل بلادهن.
وهناك أيضا معوقات اجتماعية، من أهمها ضعف مستوى التعليم المقدم لهذه الفئة في المدارس الخاصة، ما يعيق اندماج الصم منهم في التعليم النظامي العمومي، نظرا لغياب لغة التواصل وخطط الدمج الفردية، التي تستدعي الأخذ بعين الاعتبار مراجعة المناهج والتركيز على مهارات معينة تتيح للطالب الأصم مجاراة زملائه والحصول على الثانوية باستحقاق وكفاءة.
وبالطبع هناك مشكلة كبيرة تتمثل في قلة خبراء لغة الإشارة والمترجمين المحترفين الملمين إلماما جيدا بالمناهج في عدد من مدارس البلاد العامة، إلى جانب مشكلة نقل المعلمين ذوي الخبرة في تعليم الصم إلى مدارس أخرى لا تدرس الطلبة الصم، مما يشكل خسارة كبيرة لفقدان هؤلاء المعلمين بعد تدريبهم وتأهيلهم لتعليم الصم.
كما يعاني بعض الصم أو ضعاف السمع من حضور الفعاليات الاجتماعية والإعلامية، نظرا لصعوبة التواصل وفهم ما يجري، في ظل غياب الترجمة الفورية، بالإضافة الى النقص في أعداد مترجمي لغة الإشارة والذي يعد مؤشـــرا بلــيغا على أهمية إعداد كوادر من الخبراء بلغة الإشارة لخدمة هذه الفئة.
وفيما يخص المعوقات الوظيفية، فإن التوظيف يحصر هذه الفئة في مجالات ووظائف بسيطة برواتب ضعيفة لا تفي باحتياجاتهم، في حين انه بإمكان الواحد منهم أن يتبوأ أفضل من ذلك، من خلال تعليمه وتدريبه.
خريجو الثانوية من أبناء هذه الشريحة يواجهون عقبة كبيرة تمنع التحاقهم بمؤسسات التعليم العالي، ذلك أن معظم هذه المؤسسات تشترط حصول الطالب على درجة مقبولة وفق نظام اختبارات اللغة الإنجليزية الدولي آيلتس، التي تتضمن قياس مهارة التحدث ومهارة الاستماع، مما يمنع ذوي الإعاقة السمعية من تجاوزها.
وإذا كانت هناك رؤية متكاملة لابد من توظيف خريجي مدارس الصم في الوزارات الحيوية، مثل الداخلية والدفاع والصحة، وإدارات كالمرور والجوازات، وبالأماكن الحساسة والطارئة، مثل خدمة الطوارئ الهاتفية والإطفاء والمستشفيات لخدمة إخوانهم مع تدريب فريق كامل على لغة الإشارة.
أما بالنسبة لمناهج التعليم العام المخصصة لذوي الإعاقة السمعية فإنها تعاني من قصور معرفي يجعلهم دون المستوى ومتأخرين عمريا عند المقارنة بأقرانهم في الصفوف الأخرى، بالإضافة إلى الإشكاليات المستقبلية التي تخص مجال التعليم العالي والعمل تجاه المعاقين عموما، والصم على وجه الخصوص، كما أن التجارب الجامعية التي سمح بها في الجامعات العامة ما زالت محدودة وعانت من معوقات في بدايتها، لكن وبطبيعة الحال فإن لهؤلاء المعاقين الحق في الحصول على فرصة تعليمية بالموازاة مع أقرانهم في صفوف التعليم العام، وتأهيل الكوادر بما يتناسب مع هذا المطلب.
ما الذي تطمحين إليه؟
٭ ليس طموحا وإنما هدف أسعى له بإدخال لغة الإشارة ضمن مناهج المدارس والجامعات للسامعين من جهة، ولضعاف السمع الذين يستعينون بمعينات سمعية أو زارعي قوقعة من جهة أخرى، بما يشمل مادة الصوتيات الخاصة بمخارج أصوات الحروف التي تعلم للصم.
ما أهمية الإرشاد النفسي؟
٭ تكمن أهمية الإرشاد النفسي والاجتماعي والتأهيلي للصم في الاستقلال عن الآخرين والوصول إلى أهدافهم للتعامل مع العالم الخارجي وتحقيق ذواتهم، عن طريق فهم الجوانب الغامضة لديهم المسببة لإحباطهم، إلى جانب توفير الدعم الاجتماعي والانفعالي لهم ولأسرهم.
[ad_2]
Source link