مقتل جمال خاشقجي: تصريحات محمد بن سلمان “شفافية” أم “استغفال” للعقول؟
[ad_1]
ناقش كتاب عرب مقابلة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع قناة “سي بي إس” الأمريكية والتي تعرض فيها للعديد من الأمور الداخلية والخارجية.
وتزامنت مقابلة بن سلمان مع الذكرى السنوية الأولى لمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول.
وبينما أشادت الصحافة السعودية بمقابلة بن سلمان، انتقدته صحف أخرى، لا سيما فيما يخص تصريحاته عن مقتل خاشقجي.
رجل “سلام”
يرى عبد اللطيف الملحم في جريدة اليوم السعودية أن بن سلمان “أصبح أحد الشخصيات المؤثرة في العالم والأكثر متابعة نظرًا لما يقوم به من أمور كثيرة في بلد مثل المملكة العربية السعودية التي تعتبر محورًا أساسيًا ولاعبًا رئيسًا لكل ما يدور في المنطقة والعالم”.
ويضيف: “استطاع الأمير محمد أن يتعامل مع الحدث بكل أريحية وبكل بساطة وشفافية، سواء فيما يخص الشأن الداخلي السعودي من إصلاحات وخطوات تنموية أو ما يخص المملكة والعالم الخارجي”.
- التايمز: كيف خرج محمد بن سلمان من مقتل خاشقجي أكثر قوة؟
- مقتل جمال خاشقجي: التسجيلات السرية لمقتل الصحفي السعودي
وفي جريدة الرياض، يقول إبراهيم النحاس إنه “في إجابته عن التجاوزات التي من الممكن أن تحدث من المسؤولين العاملين في مؤسسات الدولة، جاءت إجابة ولي العهد الأمين واضحة ومباشرة لا لبس فيها، وهي قوله: إنه ‘عندما ترتكب جريمة ضد أي مواطن سعودي على يد مسؤولين سعوديين، كقائد علي تحمل المسؤولية… وعلي اتخاذ كافة التدابير اللازمة لتجنب حدوث هذا مستقبلا'”
ويضيف النحاس: “ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان رجل يدعو للسلام، ويدعم الاستقرار، ويسعى للبناء والتنمية، وينادي بالتطور والتحديث، ويعمل لتعزيز العلاقات الدولية وخدمة المصالح المشتركة التي تعود بالنفع على العالم أجمع”.
“انتقائية” الإعلام الغربي
يقول مشاري الذايدي في جريدة الشرق الأوسط اللندنية إن “المقابلة تزامنت مع زخم إعلامي غربي، وحماسة من خصوم السعودية، مع ذكرى مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي”.
ويضيف الكاتب: “لماذا إصرار الميديا الغربية، المتياسرة، على النظرة بعين الذباب، الذي يهمل كل شيء حسن، ويركز فقط على نقطة بالغة الصغر، يحبذها ذوق الذباب؟”
ويتابع الذايدي: “هناك انتقائية تصل للصبيانية أحيانًا في تصوير الحال بالسعودية، يعني لو جرى ربع – بل خمس – ما يجري في السعودية في مجال تمكين المرأة، ودعم الانفتاح، وإصلاح القوانين، وصناعة الترفيه، والشراكات الرياضية والاقتصادية والسياحية العالمية، هل كانت الميديا الغربية ستكون بهذه العدوانية والانتقائية تجاه التغييرات في إيران؟”
ويختتم الكاتب مقاله بقوله: “نعم هناك أخطاء تحصل في الطريق، لأننا على عجلة من أمرنا، وهناك ملفات كثيرة عالقة، داخليًا وخارجيًا، ولكن التهيب والتردد ليس هو الحل، بل النزول للحلبة وتشمير الساعد، والخطأ، إن حصل، يصلح أثناء العمل”.
ويرى يوسف الديني في جريدة الشرق الأوسط اللندنية أن “ولي العهد تعامل مع الأسئلة، بهدوء وصراحة تامة، على الرغم من صياغتها الحادة، وبعض الاستفزاز على مستوى التعميم واللغة في التقارير الجانبية، وهو أمر متفهم، خصوصًا في الإعلام الغربي، بغرض الإثارة وإظهار أكبر قدر من الحياد والشفافية، لينهي الجدل الطويل في ملفات لطالما استثمر فيها تجار الأزمات بعد حادثة خاشقجي”.
“استغفال”
وتحت عنوان “بن سلمان واغتيال خاشقجي: 60 أكذوبة في الدقيقة”، تقول افتتاحية جريدة القدس العربي اللندنية: “لم يستطع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مقاومة إغراء الظهور على شبكة ‘سي بي اس’ الأمريكية في برنامجها الشهير ’60 دقيقة’، معتقدًا أن مشاركته هذه يمكن أن تسهم في حملات تحسين صورته التي انحدرت إلى الحضيض بعد اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي”.
وتتساءل الافتتاحية: “كيف يعقل أن يكون بن سلمان مسؤولًا عن الجريمة النكراء ولكنه في الآن ذاته لم يكن على علم بها قبل وقوعها، مع أن رجاله الأقربين هم أدوات التخطيط والتنفيذ والتلفيق والتعمية؟ وإذا كان هو المسؤول الأول في حكم المملكة كما أوحى في حواره وسوف يحاكم الجناة مهما علت مراتبهم، فما الذي ينتظره منذ سنة كاملة؟”
وتتابع القدس العربي قائلة إن “استغفال عقول العباد على هذا النحو جعل المقابلة أقرب إلى سيل من الأكاذيب بمعدل 60 أكذوبة في الدقيقة الواحدة، وتكشف عجز بن سلمان عن تسويق أباطيله، بحيث تجلى الفشل تباعًا في مفردات الخطاب ولغة الجسد، وفي ردود أفعال الصحافية الأمريكية المحاورة التي لم تجد أي صعوبة في إحراج ولي العهد إزاء الحقائق الساطعة التي ظلت تفرض معطياتها على الحوار”.
وفي السياق نفسه، يرى فؤاد إبراهيم في جريدة الأخبار اللبنانية تحت عنوان “عام على قتل خاشقجي: الجريمة اللعنة” أن من يشاهد مقابلة [بن سلمان] مع برنامج ’60 دقيقة’ على قناة ‘سي بي اس’ الأمريكية نهاية الأسبوع الماضي، ينتابه شعور بأن الرجل أقرب ما يكون إلى حمل وديع مستسلم”.
ويتابع الكاتب: “ولكنه في الوقت نفسه بدا غارقًا في حالة إنكار تام لكل الجرائم التي وقعت في عهده، نافيًا أي صلة له بما يجري في السجون من تعذيب وحشي للناشطات وبقتل خاشقجي وتقطيعه…”.
ويضيف: “أنفق مبالغ طائلة على شركات العلاقات العامة في سبيل إعادة تسويق نفسه، وترميم صورته المهشمة، إلا أنه لم ينجح حتى الآن في تحقيق خرق فارق؛ فطبيعة الجريمة لجمت كل ذي قلم ولسان، ومنعته من الدخول في لعبة التلميع”.
[ad_2]
Source link