أخبار عربية

“بحماقة من قتل خاشقجي، أصبح بموته أكثر تأثيرا “


جمال خاشقجي

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

مشاركة المئات في وقفة احتجاجية أمام القنصلية السعودية في ذكرى مقتل جمال خاشقجي. اسطنبول ، تركيا 25 أكتوبر/تشرين الأول 2018

المشروع الذي كان يحلم به الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي لم يكن يصف نفسه بالمعارض، كان يهدف لمحاربة ما يعرف ب”الذباب الإلكتروني”، وهي مجموعة من الحسابات الوهمية يُعتقد أنها تحت سيطرة مسؤولين حكوميين من أجل “حشد الراي العام وقمع الأصوات المعارضة” كما أكد لي عاملون على “مشروع النحل”.

وفي بلد هو الأكبر عربيا في استخدام موقع التواصل الاجتماعي تويتر، لا يقل الفضاء الإلكتروني أهمية عن الفضاء العام، وقد نقل لي أصدقاء خاشقجي المقربون منه أنه كان منزعجا من ظاهرة الذباب الإلكتروني حتى أنه قال لأحد أصدقائه إن أسوأ فترات يومه، بعدما غادر لمنفاه الاختياري في واشنطن، كان عندما يستيقظ في الصباح ليرى وابلا من التعليقات على موقع تويتر تسبه وتتهمه وغيره بـ”خيانة الوطن”.

مصدر الصورة
Sicialmedia-twitter

جمال خاشقجي: التسجيلات السرية لمقتل الصحفي السعودي

من هو جمال خاشقجي الذي شغل اختفاؤه العالم؟

اليوم العالمي لحرية الصحافة: جمال خاشقجي “أبرز القتلى” في 2018

“سيد الذباب”

بعد مقتل خاشقجي، بدأ تحقيق سعودي حول الحادث، واستمرت التحقيقات حسب بيان حصلنا عليه من السفارة السعودية في لندن مع عدد من المشتبه بهم ووجهت الاتهامات لأحد عشر شخصا وعُقدت حتى الآن ست جلسات للمحاكمة.

وقد شملت قائمة المشتبه بهم والمتهمين عددا من الأشخاص الذين شكلوا الفريق الذي ذهب لاسطنبول لإتمام “المهمة”، وشملت أيضا وجوها معروفة كنائب رئيس الاستخبارات السابق العقيد أحمد عسيري .

لكنها لا تشمل الرجل الذي تعتقد وكالة الاستخبارات الأمريكية أنه لعب دورا رئيسيا في مقتل خاشقجي، إنه سعود القحطاني مستشار الديوان الملكي السابق والمقرب من ولي العهد .

وتؤكد السلطات السعودية أنها تحقق معه وإذا ثبت ضلوعه في القتل فسيواجه عقوبة بالسجن.

لكن القحطاني الذي كان معروفا في الأوساط المعارضة ب”سيد الذباب الإلكتروني” لاعتقاد عدد من النشطاء بأنه يقف وراء تحريك “جيوش إلكترونية” من عدد كبير من الحسابات للسيطرة على الرأي العام – الإلكتروني – كان موضوع تحقيق من نوع آخر.

وقد علق موقع تويتر حساب القحطاني في الآونة الأخيرة مؤكدا أن ذلك جاء نتيجة لخرقه سياسات المنصة الخاصة ب”التلاعب”، ورغم أن تويتر لم يذكر أي تفاصيل إلا أنني عندما بحثتُ عن تفاصيل هذه السياسات وجدتُ أن الخروقات تشمل التضليل والتلاعب بالمستخدمين عن طريق تشغيل حسابات مزيفة، واستخدام عدد كبير من الحسابات المختلفة لتقوم بإعادة التغريد من أجل حشد الآراء في اتجاه معين وإساءة استخدام خدمات المنصة.

وكان القحطاني، حسبما يقول أصدقاء خاشقجي، أحد الدوافع وراء تفكير الصحفي السعودي وأصدقاءه في مشروع يقدم طرحا بديلا، وقد تبرع خاشقجي للمشروع بخمسة آلاف دولار أمريكي قبل وفاته. وانطلق مشروع النحل الإلكتروني بعد مقتله.

مصدر الصورة
Twitter

Image caption

كان سعود القحطاني أحد مساعدي محمد بن سلمان المقربين ورئيس مكتب الاتصالات الخاص به

ماهو “النحل الإلكتروني”؟

في العاصمة الآيرلندية دبلن التقيت الناشط السعودي، عبد العزيز المؤيد، الذي يدير مشروع النحل الإلكتروني من هناك، وقد قال لي:”بحماقة من قتل جمال، أصبح أكثر تأثيرا بعد مقتله” إذ أصبح يتابع المشروع ما يقرب من عشرين ألف شخص على تويتر بينما انضم مائة ناشط أغلبهم من داخل السعودية للمشروع.

ويتواصل القائمون على المشروع مع المتطوعين من داخل السعودية عبر تطبيقات إلكترونية آمنة دون طلب الإفصاح عن هويتهم الشخصية حتى لا يتعرضوا للملاحقة، وقد أخبرني المؤيد أن المشروع يوفر لهم مساحة آمنة للحوار الإلكتروني مع عدد آخر من النشطاء وينشأ العاملون في المشروع حسابا للناشطين على تويتر باستخدام هواتف آمنة تنشر رسائلهم بدون الكشف عن هويتهم. وتتضمن تلك الرسائل في أغلب الأحيان رسائل دعم للنشطاء الحقوقيين ممن هم في السجن الآن ورسائل أخرى تنتقد النظام السعودي، ولا سيما فيما يخص ملفات حرية التعبير عن الرأي وحقوق الإنسان.

تحدثت إلى أحدهم عن طريق تطبيق إلكتروني، ورغم أنه لم يرد الكشف عن هويته حفاظا على سلامته إلا أنه بحسب كلماته:”أصبح هناك نوع من الانكشاف لدى العديد من السعوديين خاصة الشباب منهم في أهمية الحصول على معلومات من مصادر مستقلة غير حكومية خاصة بعد التناقضات في الرواية الرسمية السعودية حول أحداث القنصلية”.

مصدر الصورة
Socialmedia-twitter

إرث خاشقجي

ما تزال العاصفة التي تسبب فيها مقتل خاشقجي مستمرة بعد عام من وفاته.

وما تزال هناك علامات استفهام كبيرة تدور في خلد كثيرين ممن تابعوا التفاصيل المرعبة التي نشرت بحسب الرواية التركية… ورغم أن المشروع الذي يعتبره القائمون عليه إرث خاشقجي، لايزال في بداياته وليس من الواضح بعد مدى تأثيره الحقيقي في الرأي العام السعودي، لكن تبقى له دلالة بأن وفاة الصحفي، الذي كان لأعوام طويلة مقربا من دوائر اتخاذ القرار في الرياض، تشكل نقطة فارقة لدى كثيرين.

—————————————

يمكنكم تسلم إشعارات بأهم الموضوعات بعد تحميل أحدث نسخة من تطبيق بي بي سي عربي على هاتفكم المحمول.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى