لماذا “يحج” ملايين المسلمين سنويا إلى ضريح بمبا في السنغال؟
[ad_1]
افتتح في العاصمة السنغالية دكار أكبر مسجد في غرب افريقيا شيدته الطريقة المريدية الصوفية ويسع 30 ألف مصل.
وتضمنت زينة المسجد قبة مذهبة ومآذن ضخمة وقام بتصميم المسجد متخصصين من المغرب.
وذكرت التقارير أن كلفة بناء المسجد بلغت 30 مليون دولار جاءت من التبرعات كما قدمت الحكومة 10 ملايين دولار إضافية لزينة المسجد وإضاءته.
وفي غضون ذلك، يتدفق عدد كبير من السنغاليين في مثل هذا الوقت من كل عام على مدينة طوبى، ثانية كبريات المدن في البلاد، للمشاركة في زيارة ضريح مؤسس الطريقة الصوفية المريدية أحمد بمبا.
وتشير التقارير إلى أن الملايين من أهل البلاد يشاركون في هذه الزيارة.
ويعتقد بعض اتباع الطريقة المريدية في السنغال أن الحج حجان، الحج إلى بيت الله الحرام والحج إلى ضريح مؤسس الطريقة في السنغال الشيخ أحمد بمبا، وهو شيخ قاوم الاستعمار وامتهن الدعوة للإسلام وتجديد إيمان السنغاليين كما يقول أتباع الطريقة.
ففي كل عام يصطف بضعة ملايين أمام ضريح بمبا لتخليد ذكرى نفيه من قبل السلطات الفرنسية إلى الغابون.
ويتوافد على مدينة طوبى شرق السنغال، مكان الضريح، أتباع الطريقة من داخل السنغال وخارجها للتبرك والتزود بالإيمان حسب اعتقادهم، وزيارة الضريح بالنسبة للبعض تكاد تكون فريضة.
ويقول الشيخ سيني، وهو من أقطاب المريدية، إن الطريق الذي وضعه الشيخ بمبا هو الإسلام الحقيقي، مشيرا إلى أن العديد من المسلمين في أنحاء العالم يرفضون ذلك. ويقول “يعتقدون أننا لا شيء، وأنهم أكثر تفوقا”.
ويضيف قائلا: “إذا جاءوا إلى طوبى فسوف تبهرهم أنوار الشيخ أحمد بمبا”.
من هو أحمد بمبا؟
بعد وفاة أحمد بمبا عام 1927 دفن قرب مستوطنة طوبى الصغيرة التي أسسها عام 1887.
والآن يتمتع بمبا بوضعية أشبه بالقديس بين أتباعه ففي ضريحه يوجد مسجد ضخم بأربعة مآذن وقبة خضراء ضخمة ويسع آلاف المصلين.
ولد أحمد بمبا عام 1853 في وسط السنغال، وقد أسس الطريقة المريدية عام 1883، وتركزت دعوته الصوفية على نبذ العنف والعمل الجاد.
وقاد بمبا نضالا سلميا ضد الاحتلال الفرنسي، ومع تنامي شعبيته تم نفيه إلى الغابون ثم موريتانيا.
ما هي الصوفية التي استهدف مسجدها في سيناء؟
وبحلول عام 1910 اعلنت فرنسا أنه لا يمثل تهديدا وسمحت بعودته، وفي عام 1918 فاز بوسام الشرف الفرنسي لدفعه أتباعه للمشاركة إلى جانب فرنسا في الحرب العالمية الأولى وتوفي عام 1927.
ومنذ وفاته تولى أبناؤه شؤون الطريقة المريدية التي تضم نحو 5 ملايين سنغالي من بين عدد السكان البالغ عددهم 14 مليونا. ويقول باحثون في الطريقة المريدية إنها تعني الذين يريدون الوصول إلى الله، وجاءت كثورة على باقي الطرق الصوفية.
نفوذ كبير
وتتمتع الطريقة المريدية بقوة تنظيمية تميزها عن باقي الطرق الصوفية، وتحظى بسطوة ونفود كبيرين، فكبار شيوخها يسيطرون على مكامن السلطة الاقتصادية والسياسية وإن كان اتباع الطريقة ينفون عنها الصبغة السياسية بمفهومها المتداول.
ويعتقد الكثيرون أن ولاء السنغالي هو أولا للطريقة الصوفية، فقلة قليلة فقط من السنغاليين لا يتبعون طريقة صوفية معينة، ولعل ذلك كما يقول البعض ما حال دون اختراق الفكر المتشدد للمجتمع السنغالي.
يذكر أن 95 بالمائة من السنغاليين يدينون بالإسلام، لكنهم يتوزعون في انتمائهم إلى أربع طرق صوفية وهي التيجانية والمريدية والقادرية واللايينية.
وتتميز الطريقة الصوفية في السنغال بقوة التنظيم والنفوذ السياسي والاقتصادي، وهو ما دفع الدولة لاستغلال ذلك في محاربة الفكر المتشدد.
ولعل من أشهر أتباع هذه الطريقة الموسيقي يوسو نور الفائر بجائزة غرامي عام 2004 عن ألبومه مصر الذي احتفى فيه بأحمد بمبا والمريدية.
وقال نور إن المريدية بالنسبة لي تعني أمرين الأول طريق إلى الله والثاني العمل الجاد والكرامة لأنك إذا لم تعمل ستمد يدك وتتسول فتفقد كرامتك.
وبالنسبة لأتباع الطريقة المريدية فإن السفر إلى الخارج ليس من أجل كسب المال وإرساله للأهل فقط وإنما هناك بعدا روحيا أيضا.
فبعيدا عن الوطن يعني أتباع المريدية ببعضهم البعض فيوفرون لبعضهم فرص العمل وغيرها.
[ad_2]
Source link