لماذا قد تقامر إيران بمهاجمة منشآت النفط السعودية؟
[ad_1]
أعلنت السعودية أن لديها أدلة تؤكد تورط إيران في هجمات استهدفت منشأتين نفطيتين شرقي المملكة، يوم السبت الماضي، بطائرات بدون طيار، ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك. والسؤال الآن: هل تتجه المنطقة إلى الحرب؟
حجم الهجمات الأخيرة وتأثيرها على النفط يكشف أن السعودية لا يمكنها أن تتجاهل ما حدث، وقرارها تحديد إيران كمتهم يفرض عليها الرد على هذه الهجمات.
لكن من المحتمل أن تنتظر السعودية انتهاء تحقيقات سيجريها فريق مستقل من خبراء الأمم المتحدة.
ورغم أنه من المرجح أن تتوصل التحقيقات الدولية إلى نفس الاستنتاجات المتعلقة بأن مثل هذه الهجمات لا يمكن تنفيذها دون دعم مادي وتوجيه من إيران، إلا أن الفترة الزمنية للانتهاء منها ستمنح الرياض الوقت الكافي لتقييم الموقف والنظر في خيارات الرد.
وبالنسبة لإيران، لن يكون الإنكار مفيدا.
تعتقد السعودية وحلفاؤها أن إيران اتخذت هذه الخطوة عالية المخاطر من أجل إقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بتخفيف العقوبات التي شلت اقتصادها.
وكان ترامب قد أعاد فرض عقوبات اقتصادية أكبر وأشد على طهران بعد الانسحاب من الاتفاق النووي في العام الماضي، وطالبها بالتفاوض على صفقة بشروط جديدة.
ويأمل القادة الإيرانيون في أن تصاعد مخاطر انزلاق المنطقة إلى الحرب سيجعل القوى العالمية تدرك أن العقوبات الأمريكية كانت خطوة كارثية.
- وزير الخارجية الإيراني يحذر من أن أي ضربة عسكرية ضد بلاده ستؤدي إلى “حرب شاملة”
- السعودية: التهاون مع إيران “يشجعها على ارتكاب مزيد من الأعمال العدائية”
كما كانوا يأملون أن تنجح خطة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تقديم حد ائتمان بقيمة 15 مليار دولار لإيران مقابل امتثالها للاتفاق النووي، ووقف أنشطتها التي تسهم في زعزعة الاستقرار في المنطقة، لكن ترامب رفضها.
وقرر الرئيس الأمريكي تشديد العقوبات على إيران وطلب من وزير الخزانة، يوم الأربعاء، زيادة العقوبات بشكل كبير.
إذاً، ربما تكون إيران قد بالغت في تقدير قوتها باتخاذ مثل هذه التحركات الأخيرة.
مثل هذه الهجمات لا يمكن أن تحدث بدون موافقة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامنئي. لكنه تجاهل تماما الهجمات الأخيرة على السعودية وكذلك خطر اندلاع الحرب المتوقع في أي لحظة، ولم يذكرها في خطاب ألقاه هذا الأسبوع.
وبدلا من ذلك، كرر خامنئي رفضه عقد أية محادثات بين مسؤولين إيرانيين وأمريكيين على أي مستوى، طالما بقيت العقوبات الأمريكية سارية.
لكن عاجلا أم آجلا، قد يضطر خامنئي إلى تغيير موقفه والموافقة على المحادثات، التي تدافع عنها الشخصيات الأكثر اعتدالا في إيران.
صادرات النفط الإيرانية تقترب من الصفر، وبدأ تدفق الإيرادات يتوقف، ويُعتقد أن احتياطيات إيران من العملة الصعبة تكفي فقط عدة أشهر. وأدى انخفاض قيمة العملة إلى ارتفاع معدل التضخم إلى 40 في المئة، مما أفقد الإيرانيين نصف القوة الشرائية لعملتهم، وباتوا يواجهون صعوبة كبيرة في تلبية احتياجاتهم.
إذاً، هل ستقوم السعودية بعمل عسكري لإجبار إيران على التراجع؟
قد تكون المملكة مترددة في القيام بذلك، وهو أمر مفهوم، نظرا لعدة اعتبارات.
يبلغ عدد سكان إيران 80 مليون نسمة، بينما لا يزيد عدد سكان السعودية عن 33 مليون نسمة.
وتمتلك إيران آلاف الصواريخ مما يجعل منشآت النفط السعودية والقواعد العسكرية والمناطق السكنية معرضة للخطر، في المقابل تمتلك السعودية مئات الصواريخ صينية الصنع، لكن قدراتها الصاروخية الدفاعية تبقى محدودة.
لدى السعودية نفس عدد الطائرات المقاتلة الموجودة في إيران، لكن طائراتها أكثر تطورا، وأكثر قدرة وفاعلية في مواجهة الطائرات الإيرانية القديمة والتي لا يمكن الاعتماد عليها.
لكن إيران تعتمد على وكلاء ومؤيدين من الشيعة في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك داخل السعودية نفسها.
وتخوض السعودية حاليا حربا مكلفة للغاية في اليمن ضد مليشيا الحوثي المتمردة المدعومة من إيران.
وستعتمد أي حرب مباشرة بين البلدين حتما على القدرات الجوية والصاروخية وتبادل القصف. إذاً، لن يخرج أي طرف منها منتصر.
ورغم انتشار قوات أمريكية وطائرات وسفن حربية في منطقة الخليج، فإن الرئيس ترامب يبدو مترددا في التورط في مثل هذه الحرب.
لكن هذا لن يمنع إيران من استهداف السفن والقواعد الأمريكية بالصواريخ.
ونظرا لأن حوالي خُمس النفط العالمي يمر من مضيق هرمز قادما من الخليج، فإن أسعار النفط سترتفع، وبالتالي أسعار الوقود في الولايات المتحدة، وهو ما سيجعل ترامب يشعر بالقلق على حملة إعادة انتخابه رئيسا.
ويعد الدعم العسكري الأمريكي أمرا مهما وحاسما للسعودية، لكن ترامب يريد من السعوديين تولي زمام المبادرة في المواجهة مع إيران، وكذلك تحمل فاتورة المساعدات الأمريكية في الحرب.
كما تريد السعودية تدخلا قويا من الحلفاء الإقليميين ومساندتها في المواجهة، خاصة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين.
ويمكن للولايات المتحدة أن تحصل على دعم سياسي ودبلوماسي من حلفائها الأوروبيين. ومع ذلك، يرى الأوروبيون أن التوتر والتصعيد الحالي نتيجة مباشرة لانسحاب ترامب من الاتفاق النووي، الذي وقعته قوى دولية مع إيران عام 2015.
وفي الوقت نفسه، ربما يعيد المتشددون في إيران التفكير في استراتيجيتهم الحالية، وكيف أنها قد تقود بلادهم إلى الحرب والدمار، بدلا من تحقيق هدفها المنشود بتخفيف العقوبات الأمريكية المرهقة.
[ad_2]
Source link