المسلسلات التاريخية أين؟ | جريدة الأنباء
[ad_1]
دلال العياف
للتاريخ مدرسة فكرية عظيمة، ولكل دولة عظيمة فكر وخط تاريخي خاص بها، ويعتبر ثروة بحد ذاته، فمن ليس له تاريخ ليس له وطن، فالوطن قائم على التاريخ، والتاريخ العربي عريق جدا، وفيه اتجاهات فكرية وعلمية دقيقة لأشخاص يظهر التاريخ أمجادهم بشكل يليق ببلدانهم وما مرت به من أحداث.
ولدينا العديد من الكتاب الذين فجروا ثورة الدراسات التاريخية وكانت لهم استنباطات لأنماط درامية مختلفة وصورة جديدة نقلت أفكارهم بالصوت والصورة، ليوثقوا للأجيال القادمة تاريخ كل بلد، والسؤال الذي يدور في الاذهان حاليا: أين تلك التوثيقات الدرامية الفنية والأعمال التاريخية في الفترة الأخيرة؟ وهل يستيقظ الكتاب ويلتفتوا الى تلك الاعمال المهمة لنراها بشكل أكثر على الشاشة؟.
في السطور التالية سنستذكر بعض هذه الأعمال التي أثرت فينا وعرفنا تاريخنا من خلالها:
هناك أعمال لها ثقل ووثقت التاريخ بصورة رائعة، وجسدت سيرة حياة أغلب الفنانين حتى الذين كانت لهم بصمة في التاريخ على مر العصور، واذا تناولنا الأعمال الكويتية فهناك أعمال جميلة ورائعة، ومن ضمنها مسلسل «أسد الجزيرة» الذي لم يعرض، وكان نصا جميلا للكاتب القدير شريدة المعوشرجي، ورغم انه كان متعوبا عليه وكان يحاكي حقبة معينة من الزمن من 1896 حتى 1915 وهي فترة حكم المغفور له بإذن الله الشيخ مبارك الكبير الذي لقب بـ«أسد الجزيرة» كونه كان سياسيا محنكا، وأول زعيم عربي يتفق مع الإنجليز على حماية هذه المنطقة ككل بدءا من الكويت في ظل الأطماع لكثير من الدول في ثرواتها وموقعها الجغرافي وطبيعتها، وصحيح ان المسلسل لن يعرض لكن يبقى علامة فارقة، خصوصا انه ثري وزاخرا بالمعلومات وبأدواته الفنية.
ومن ناحية أخرى، مسلسل «ساهر الليل» الذي تناول المعاناة التي عاشها الشعب الكويتي في مرحلة الغزو الغاشم على الكويت وآثاره، وأخرجه بحرفية عالية المخرج المبدع محمد دحام الشمري وتمكن من جمع المعلومات والصياغة الدرامية المؤلف فهد العليوة، ودارت أحداثه في الكويت في فترة التسعينيات من القرن الماضي وبدأ تصويره في 2012 واستمر حتى بداية عرضه، والبطولة كانت جماعية.
واذا تناولنا الدراما التاريخية التركية، نذكر «قيامة أرطغرل» وهو مسلسل تاريخي تركي تقع احداثه في القرن الثالث عشر الميلادي، ويعرض مقدمات ودوافع تأسيس الدولة العثمانية مع عرض سيرة حياة الغازي أرطغرل بن سليمان شاه، قائد قبيلة قاي، من اتراك الوغوز المسلمين ووالد عثمان الأول مؤسس الدولة العثمانية، وقدمت القصة في 150 حلقة وخمسة مواسم وشاهده قرابة 3 مليارات شخص في العالم حسب وكالة الإناضول.
واذا تحدثنا عن التاريخ المصري الذي ضم الكثير والكثير من القصص العظيمة التي لا تختصر ببضعة أعمال درامية، فقد كانت مصر في طليعة الدول العربية المهتمة بإنتاج المسلسلات التاريخية، منها مسلسلات «محمد رسول الله»، «الوعد الحق»، «عمر بن عبدالعزيز»، «عقبة بن نافع»، «موسى بن نصير» وغيرها، وتقديم أهم أعمال عن شخصيات تاريخية في الوطن العربي والإسلامي.
والتلفزيون في مصر حافل بأعمال تعيد للأذهان حضور العمل التاريخي الذي اشتهرت به الدراما المصرية، وكذلك سلسلة عظيمة وثقتها السينما المصرية قدمت قصصا لمن لهم دور اثر في البلاد، منهم قصص العندليب الاسمر عبدالحليم حافظ وكوكب الشرق أم كلثوم، ونقلت لنا حياتهم الاجتماعية والفنية على حد سواء وعندما نتطرق للسياسة أيضا نجد فيلم «الكرنك» إحدى الروائع السينمائية.
واذا تناولنا الدراما التاريخية السورية فنبدأ مع المخرج الثري فكريا وإخراجيا نجدت أنزور الذي وثق بداية التسعينيات وقدم ما يعرف اصطلاحيا بـ «الفنتازيا» التي نسبها البعض الى التاريخ غير المحدد المكان أو الزمان، وانتشرت هذه السلسلة من الاعمال الى أن لمع نجم المخرج حاتم علي فقدم «صلاح الدين»، «صقر قريش»، «ربيع قرطبة»، «ملوك الطوائف» وأغلبها اعمال من العيار الثقيل وحققت حضورا مهما في العالم العربي.
وكان للدراما التاريخية اللبنانية دور مهم في توثيق حقب مهمة، مثل مسلسل «وأشرقت الشمس»، وهو عبارة عن قصة حب تدور احداثها في أوائل القرن الماضي، في زمن الحكم العثماني، وتبدأ أحداث العمل بصراع بين الشيخ عبدالله ونسيبه الشيخ خليل ينقلانه بعد عشرين عاما الى ولديهما طلال وجلنار في زمن المجاعة والبؤس والاحتلال العثماني، ومن أبطال العمل: رولا حمادة ونهلا داوود وجوزيف بونصار.
[ad_2]
Source link