الانتخابات الرئاسية التونسية: الدروس المستفادة من تقدم قيس سعيد وشعاره “الشعب يريد”
[ad_1]
ناقشت صحف عربية نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات التونسية والتي شهدت تقدم أستاذ القانون المحافظ قيس سعيد، وقطب الإعلام الذي يحاكَم بتهم فساد، نبيل القروي، على بقية المرشحين الآخرين وصعودهم إلى الدور الثاني.
ولم يتأهل للدور الثاني سياسيون وإسلاميون منهم: رئيس الوزراء يوسف الشاهد، ورئيسا وزراء سابقان، ورئيس سابق، ووزير الدفاع، إضافة إلى عبد الفتاح مورو، مرشح حزب النهضة الإسلامي المعتدل.
وناقش بعض كتاب الرأي دور الشباب في الانتخابات، بالإضافة إلى أهم الدروس المستفادة من المرحلة الأولى من الانتخابات.
- انتخابات تونس: ماذا يعني صعود قيس سعيد ونبيل القروي؟
- قيس سعيد ونبيل القرويّ يتصدران النتائج الأولية في انتخابات الرئاسة التونسية
‘الشباب هو الخزان الانتخابي’
يقول الحبيب الأسود في جريدة ‘العرب ‘ اللندنية إن “الفوز الذي حققه أستاذ القانون الدستوري قيس سعيد في الدور الأول… فاجأ المراقبين والمحللين، ولكنه قبل ذلك زلزل الساحة السياسية واقتلع منظومة الحكم الكلاسيكية من قصر قرطاج، وأكد فشل الأحزاب والائتلافات، وأطاح بكهنة السياسة ومحترفي التخطيط والاستشراف، وشرّع الأبواب والنوافذ على مستقبل يستبشر به البعض ويخشى عواقبه البعض الآخر”.
وعزا الأسود صعود السعيد إلى مساندة عدد من الشباب له عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
يقول الكاتب: “تم إحداث صفحات تحمل اسمه وصورته وبعض مقولاته، ومقولات أخرى تُنسب إليه تتعلق بالقضايا الساخنة مثل السيادة والثروات والقرار الوطني والعدل الاجتماعي والعدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية والحقوق العامة والخاصة، وهي مقولات صادرة في الحقيقة عن ضمير أولئك الشبان الذين يتبنون خيارًا ثالثًا لا هو خيار السلطة ولا خيار المعارضة، ولا هو خيار يساري ولا يميني، ولا ديني ولا مدني، ولا سلفي ولا حداثي، ولا رجعي ولا تقدمي”.
ويتابع: “خيار متمرد على كل التعبيرات السائدة والمتداولة، يهدف إلى تكريس رؤية جديدة للحكم والدولة والمجتمع”.
وفي السياق ذاته، يقول محمد جويلي في جريدة ‘المغرب ‘ التونسية إن “الشباب هو الخزان الانتخابي للمترشح قيس سعيد وهو على الأغلب من الشباب الجامعي والمتعلم والذي يرى في مرشحه تجسيدا لقطيعة مع المنظومة الحالية بأخلاق سياسية جديدة. وهو الشباب الذي تولى القيام بالحملة الانتخابية في تحمل واضح للمسؤولية دون أن يكون ذلك من صنف الزبونية الانتخابية التي تعتمدها الأحزاب السياسية في حملاتها الانتخابية”.
ويضيف: “هناك نوع من الالتزام الشبابي الذي تحركه جملة مبادئ وقناعات ولا ننسى أن الشعار الانتخابي لقيس سعيد هو ‘الشعب يريد’ في إشارة وتذكير واضح بشعارات الثورة. هناك رغبة في استعادة الثورة بعد أن رأى صنف من الشباب أنها سُرقت منه بطريقة أو بأخرى. وهو شباب تصرف بمنطق المريد المعجب أيما إعجاب بشيخ يحمل مشروعا للتغيير وفق نظرهم”.
أما حسن مدن فيقول في جريدة ‘الخليج ‘ الإماراتية إن: “الشباب التونسي الناقم اختار العزوف عن المشاركة في الانتخابات تعبيرًا عن يأسه ومن شاركوا منهم صوتوا للأستاذ الجامعي قيس سعيد لأنهم رأوا فيه صوتًا مختلفًا، ودفعت به أصواتهم إلى تبوء المركز الأول”.
‘دروس الانتخابات التونسية’
يقول حسن أبو طالب في جريدة ‘الوطن ‘ المصرية إن “قيس سعيد، أستاذ أكاديمى … هو الرجل الذى قالت استطلاعات الرأى إنه محافظ مستقل غير حزبي لا فرصة لديه للفوز، فإذا به يأتي فى المرتبة الأولى بنسبة تقارب خُمس عدد الذين توافرت لديهم إرادة المشاركة وتحديد من يرونه الأفضل”.
ويتابع: “هذا الفوز، وإن تضمن دهشة واستغراب البعض، خاصة الإعلام الفرنسى وذوي الميول الغربية فى المجتمع التونسي، لا يخلو من درس سياسي وعملي فى آن واحد … أن الأحزاب لم تعد مؤثرة فى الشارع التونسي، وأن رغبة الانقلاب الشعبي عليها كبيرة للغاية. الأحزاب التونسية بدورها بحاجة إلى قراءة متعمقة لهذا الدرس، درس يتعلق بعدم قدرتها على الحشد، وعدم قدرتها على تقديم ما ينفع الناس، وعدم قدرتها على بلورة حلول ودراسات للمشكلات الضاغطة على كل مواطن تونسي”.
وفي سياق متصل، يطرح جلبير الأشقر في جريدة ‘القدس ‘ اللندنية “أهم الدروس التي يمكن استخلاصها من الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية التونسية”.
فيقول الأشقر: “فلنبدأ إذاً بنسبة الاقتراع. من المعروف أنها جاءت شديدة الانخفاض، لا تزيد عن 40 في المئة من الناخبين القاطنين في تونس … فهذا يعني أن ثلاثة أخماس الناخبين المقيمين في تونس (60 في المئة منهم)، أي غالبيتهم الواسعة، فضلوا الامتناع عن التصويت في انتخابات مصيرية بالنسبة لمستقبل بلدهم”.
ويتابع: “هذا يشير إلى علة أساسية في النظام الدستوري الذي اعتمدته كلٌ من مصر وتونس بعد ثورتيهما والذي يستوحي من الأنظمة الرئاسية، الفرنسي منها على الأخص، فهذه صيغة قليلة الوفاء لشروط الديمقراطية الفعلية. وقد كان أحرى بالبلدين أن يعتمدا نظامًا برلمانيًا مصحوبًا بآليات ديمقراطية حقيقية تتيح للناخبين استبدال نوابهم لو حاد أي من هؤلاء عن الأهداف التي تم انتخابهم من أجلها”.
ويضيف الكاتب أن نسبة المقترعين القليلة، كما وصفها، “تعني أن ما من مرشح بين الذين خاضوا المعركة الانتخابية يحوز على مصداقية في تمثيل التغيير الجذري الذي تصبو إليه غالبية التونسيين”.
[ad_2]
Source link