أخبار عاجلة

صانع النجوم سيمون أسمر وداعا | جريدة الأنباء

[ad_1]

توفي ليل الأربعاء الماضي في أحد مستشفيات بيروت المخرج التلفزيوني اللبناني سيمون أسمر عن 76 عاما بعد صراع مع مرض السرطان، طاويا صفحة غنية من تاريخ التلفزيون في لبنان والعالم العربي، ساهم خلالها بإطلاق عدد كبير من المغنين والمذيعين.

وأُطلق على أسمر لقب «صانع النجوم»، إذ شكل برنامجه التلفزيوني الطليعي «ستوديو الفن» منذ سبعينيات القرن العشرين منصة انطلاق للكثير من الفنانين وأصحاب المواهب ممن أصبحوا نجوما على مستوى لبنان والعالم العربي، وأدار أعمال عدد من هؤلاء وسواهم من النجوم.

وتعود بداية «ستوديو الفن» إلى العام 1972 على شاشة التلفزيون اللبناني الرسمي، ثم عرض البرنامج منذ نهاية الثمانينيات على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال (ال بي سي)، قبل أن يتوقف في العام 2002 ليعود ويعرض على محطة «ام تي في» في العام 2010.

وأنتج أسمر نسخة مصرية من «ستوديو الفن» في العام 2003، وكان يعد لنسخة من هذا البرنامج الناجح في تونس، غير أنها لم تبصر النور إثر الثورة التي أطاحت نظام الرئيس زين العابدين بن علي مطلع 2011. وقد شهد برنامج «ستوديو الفن» انطلاقة عشرات الفنانين الذين باتوا من أهم نجوم الغناء العربي في العقود الماضية، من أمثال ماجدة الرومي ووليد توفيق وراغب علامة وعاصي الحلاني ونوال الزغبي وإليسا ووائل كفوري والكثير غيرهم.

وكان أسمر بدأ مشواره في الإخراج التلفزيوني في منتصف الستينيات عبر التلفزيون اللبناني الرسمي، ومن البرامج التي وقعها آنذاك «بيروت في الليل» مع المقدم المصري حسن المليجي و«ماما عفاف» و«عندي مشكلة»، كذلك كانت له تجربة قصيرة في إخراج المسلسلات مع 13 حلقة لعمل من بطولة الفنان حسن علاء الدين (شوشو).

وفي مرحلة لاحقة، تميز أسمر ببرامج الألعاب والمسابقات الترفيهية، منها «افتح يا سمسم»، و«ليلة حظ» و«الأول على ال.بي.سي» الذي قدمه الراحل رياض شرارة وغيرها. لكن أسمر، الذي نال جوائز عدة في لبنان وخارجه، انتقل في العام 2013 من قمة الشهرة إلى تجربة السجن الصعبة، إذ أمضى عشرة أشهر وراء القضبان بعد اتهامه بتحرير شيكات بلا رصيد. ولم تثبت عليه تهمة قتل رجل سوري كان يعمل في مطعمه في نهر الكلب (شمال بيروت)، وبعد أن خرج أسمر من السجن، عاد إلى الشاشة الصغيرة قبل عامين، ولكن أمام الكاميرا كعضو لجنة التحكيم في برنامج «ديو المشاهير».

مراسم الدفن

قررت عائلة المخرج الراحل سيمون أسمر إقامة الصلاة اليوم الجمعة بعد الظهر في كاتدرائية مار جرجس المارونية – بيروت، ثم ينقل الجثمان إلى بلدته غزير، ويوارى الثرى في مدفن العائلة.

جوائز الأسمر

نال الراحل سيمون أسمر أكثر من ٢٠ جائزة في لبنان ومختلف أنحاء العالم، منها «أفضل مبدع تلفزيوني» 1994، وجائزة مفتاح سيدني في أستراليا في العام نفسه. وقدمت له موسوعة جائزة العام الدولية في 1997، وفي 2003 وبمناسبة مرور 44 عاما على خدماته في مجال الفن، كرمته لجنتا تخليد عمالقة الشرق و«أصدقاء سيمون أسمر».

وداع النجوم

عبر النجوم عن حزنهم الشديد لرحيل المخرج سيمون أسمر وودعوه بكلمات الرثاء كل واحد على طريقته، حيث كتبت النجمة اللبنانية إليسا كلمات مؤثرة عبر «تويتر» قائلة: «الله يرحمك يا إستاذ.. إنت جزء كبير من تاريخ الفن والتلفزيون بالعالم العربي، وكلنا كان إلنا شرف نمرق بمدرستك بيوم من الإيام، ورح يضل يذكرك التاريخ إنك صانع النجوم والفرح.. نفسك بالسما».

وقالت النجمة نوال الزغبي للمخرج الراحل عبر «تويتر»: «الرحمة لروح المخرج الكبير سيمون أسمر، كان علامة فارقة في عالم التلفزيون والإعلام وصناعة الفن.. تعازي لعائلته ولكل محبيه».

بدورها، كتبت الفنانة نجوى كرم عبر «تويتر»: «كنت بمعركة الفن، كان الفن بحاجة إلك، إنت كنت عنوانو، الله يرحمك وتكون نفسك بالسما».

أما المطربة ديانا حداد فطلبت من جمهورها الدعاء بالشفاء لأستاذها سيمون اسمر، وبعد إعلان وفاته قدمت العزاء عبر «تويتر» وكتبت: «ورحل صانع النجوم صاحب النظرة الفنية الثاقبة المخرج سيمون أسمر، رجل لن يتكرر في الفن، وداعا سيمون أسمر».

ونعت الفنانة دانييلا رحمة أسمر، عبر «تويتر» قائلة: «مؤسف رحيل المخرج الكبير وصانع النجوم سيمون أسمر، الرحمة لروحه، أعمالو وبصماتو رح تبقى تشهدلو كل العمر».

في المقابل، نشرت الفنانة سيرين عبدالنور صورة للفقيد ونعته عبر «تويتر»، قائلة: «العباقرة حياتهم جدل ورحيلهم إجماع، الله يرحمك، العبقري سيمون أسمر».

سيمون أسمر أضاء العتمة في الفن

وصف الصورة

جهاد ايوب

سيمون أسمر.. التلفزيونات العربية قبل سيمون أسمر حالة، وخلال صناعته برامج المنوعات والنجوم شعلة مضاءة، وبعد سيمون أسمر حالة مظلمة وأحيانا مشرقة، ولكن!

هو المخرج المعلم، والمشاكس، والحاكم بأسلوبه، والحاسم برأيه، هو المميز والكبير سيمون أسمر.

هو من أعطى برامج المنوعات وهجاً وحضورا، وقيمة في جماليات الصورة، وتماسك الفكرة والموضوع والحوار والصنعة والوقت والضيوف، والمشاركين، والمتسابقين، والفائزين.

هو من وزع الفن في ربوع لبنان خلال مواسم الحروب الأهلية التي كانت، وقدم المجتمع اللبناني إلى العالم العربي خارج نطاق الحرب، لا بل انفصم نتاجه عن بشاعة المرحلة التي كانت.. في الشوارع يتقاتلون، يتذابحون، يتنافقون، يتسابقون على خراب الوطن، وهو سيمون أسمر يقدم الصوت الأجمل في «ستديو الفن»، أجمل الصفحات التي أغنت الذاكرة، ومسح المتاريس عن ألوان الربيع والفرح والسعادة والغناء، وبأن لبنان يرفض هؤلاء وحربهم.. ومع تراكمات السنوات نجح سيمون أسمر وفشل كل من حمل السلاح!

نجح سيمون الذي زرع البهجة على من زرع الموت والبشاعة، نجح سيمون أسمر في أن يقدم صورة ما في داخل كل مواطن فينا خارج سموم من حارب، وانتصر سيمون.

نعم سيمون أسمر أشعل الشموع، وأضاء العتمة في الفن، وغيره شوّه الوطن والفن رغم من حاربه، وانتقده، وجرح بعمله وبسمعته وبشخصه، ولكن لم يستطع أحدهم أن يتطاول على عمله وصناعته، ومن تركه خسر الكثير!

هو لم يكن مجرد مخرج عبر، أو يعمل خلف الشاشة، ويوجه هذا وذاك، هو كل ما له علاقة بفن الفن، بفن الصورة، بفن من يعمل داخل وخارج المربع، بفن برامج المنوعات، وبفن توزيع الأدوار.. أقصد هو أبوها وأمها!

هو من فرض أسلوبه، وطريقته على الجميع، وهو من ترك بصمة إخراجية لنوعية برامج غالبية من يعمل اليوم في كل الفضاء العربي، واشدد على كلمة «كل» يقلده، ويسعى إلى أن يصل إلى تجربته رغم الإمكانات الضخمة اليوم، ورغم اختلاف الظروف، والسياسة التي تتحكم بصناعة هكذا برامج في فضاء عربي عجين!

هو المخرج العربي الوحيد الذي أخرج أفكاره في كل الوطن العربي، وعمل في غالبية التلفزيونات العربية من لبنان إلى مصر، وإلى الأردن ودبي، وسورية، والعراق.. ناهيك على أن اسمه كمخرج تلفزيوني أصبح نجما ينافس نجوم التمثيل والغناء، ووصل إلى أوسع شهرة في كل الوطن العربي، وهذا من النادر حدوثه!

سيمون أسمر لا يشبه أحدا، ولا أحد يشبهه، هو حالة نادرة، خاصة، تفوق على كل من يعمل في مجاله، وترك خلفه نجاحات متميزة، وأساليب تدرس، وجدلية ستبقى إلى ما بعد رحيله، سيمون أسمر نجومية من ذهب، وقيمته بما قدمه، وبما صنعه، وبما قاله في الفن.. نعم الفن مع سيمون غير، وبعد سيمون اسمر اختلف ولم يلمع كثيرا!



[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى