أخبار عربية

ما هو دور رئيس مجلس العموم في بريطانيا وكيف ينتخب؟


جون بيركو رئيس مجلس العموم البريطاني

مصدر الصورة
UK Parliament

أعلن رئيس مجلس العموم البريطاني، جون بيركو، عزمه على التنحى عن منصبه، في يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول، أو في موعد الانتخابات المقبلة، أيهما يحل أولا.

وكان بيركو تعرض لانتقادات شديدة من النواب المؤيدين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خلال السنوات القليلة الماضية.

وقد خلف بيركو، عضو حزب المحافظين السابق، سلفه، مايكل مارتن، رئيس البرلمان السابق في يونيو/حزيران 2009.

وأعيد انتخابه في هذا المنصب لثلاث مرات بعد الانتخابات العامة في عام 2010 و 2015 و 2017.

نقدم هنا نظرة سريعة عن دور رئيس مجلس العموم في بريطانيا وآلية انتخابه.

ما هو دور رئيس مجلس العموم؟

ببساطة شديدة، يمكننا القول إن رئيس مجلس العموم هو الشخص المسؤول عن كل ما يجري تحت قبة المجلس وأعلى سلطة فيه.

وقد اعتاد الناس على مشاهدة رئيس المجلس يكرر صيحة باتت معروفة كلما احتدم النقاش داخل قاعة المجلس “أود-دوررر”(Odd-DEURRR!) في دعوة للنواب للالتزام بنظام الجلسة.

وفي العرف البرلماني البريطاني العريق، يعد رئيس مجلس العموم فوق الميول السياسية، ومن المفترض به أن يمثل القوانين والأعراف البرلمانية فقط.

كما أنه الشخص المسؤول عن إدارة المناقشات في المجلس ومنح حق الكلام للأعضاء أثناء النقاش تحت قبته.

و لا يحق لرئيس المجلس المشاركة في التصويت أو الإدلاء برأيه والاشتراك في المناقشات إلا لأغراض تنظيمية.

لذا عندما يتم انتخاب رئيس مجلس العموم من بين أعضاء المجلس، يتوجب عليه أن يتوقف عن تمثيل الحزب الذي ينتمي إليه في البرلمان.

يتم انتخاب رئيس مجلس العموم في بداية كل دورة برلمانية جديدة وفي أعقاب نتائج الانتخابات العامة، أو في حالة استقالة رئيس المجلس أو وفاته.

ويظل الرئيس المنتخب في منصبه حتى نهاية الدورة البرلمانية أو حل البرلمان، ما لم يتقدم باستقالته قبل انتهاء الدورة.

ويعيد مجلس العموم عادة انتخاب الرئيس الذي يعلن عن رغبته في إعادة انتخابه لدورة جديدة، ولكن يحق للمجلس نظريا رفض إعادة الترشيح، الأمر الذي لم يحدث أبدا في تاريخ التقليد البرلماني البريطاني.

ويعد رئيس المجلس أعلى سلطة برلمانية كما يمثل المجلس في العلاقات مع الهيئات الخارجية وفي مجلس اللوردات وفي الهيئات غير البرلمانية وفي الاحتفالات في المناسبات الرسمية.

وعادة ما ينتخب مجلس العموم ثلاثة نواب لرئيسه يقومون بوظائف مختلفة.

مهمة خطرة

يرجع تاريخ بدء هذه المهمة في المملكة المتحدة إلى عام 1377، وكان السير توماس هانغرفورد أول من تولاها.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

كان السير توماس هانغرفورد أول من تولى هذا المنصب

وعودا إلى تلك الأيام في القرن الرابع عشر، كانت هذه المهمة في غاية الخطورة.

فقد قطعت رؤوس ما لا يقل عن سبعة من رؤساء البرلمان قبل عام 1535.

وتطور هذا الدور في العصر الحديث، ليتم إقرار استقلالية رئيس البرلمان عن الأحزاب السياسية في القرنين الثامن والتاسع عشر.

وينصب دور رئيس مجلس العموم على ضمان أن تحترم الأحزاب القوانين والأعراف البرلمانية السائدة ولا تخرقها بأي شكل من الأشكال.

في مقابلة مع قناة سي إن إن الأمريكية وصف رئيس مجلس العموم البريطاني الحالي، جون بيركو، مهمته بأنها أقرب إلى دور الحكم في المباريات الرياضية مستخدما هذه الاستعارة “أنا دائم الحضور مع ابني في النادي الذي اشجعه، وأحمل بطاقة فصلية لحضور مباريات نادي أرسنال. ثمة نحو 60 ألف متفرج في الملعب ممن يعتقدون أن لديهم معرفة أفضل من الحكم”.

ماذا سيحدث لاحقا؟

مصدر الصورة
AFP

Image caption

يختار مجلس العموم رئيسه في اقتراع سري

سيختار النواب رئيس مجلس العموم الجديد، سواء كان رجلا أم امرأة، في اقتراع سري تحت قبة المجلس.

وإذا حصل المرشح للمنصب على نسبة أكثر من 50 في المئة من الأصوات في جولة الاقتراع الأولى، سيعد منتخبا لهذا المنصب.

ولكن إذا لم يحصل أي من المرشحين على نسبة أكثر من نصف أصوات أعضاء المجلس، ستعقد دورات اقتراع سري جديدة.

وفي كل جولة جديدة يتم اسقاط المرشحين الذين حصلوا على أقل الأصوات، والاستمرار في التصويت على من نالوا أعلى الأصوات حتى يحصل واحد منهم على الأغلبية.

وظل الحزبان الرئيسيان في مجلس العموم البريطاني يتناوبان على شغل المنصب تقليديا . وإذا جرى الالتزام بذلك فسيكون الرئيس المقبل من حزب العمال.

بيد أن نائبة رئيس المجلس الحالي، إليونار لانغ، التي تمثل المحافظين أيضا، أعلنت عن نيتها للترشح لشغل المنصب.

وأعلنت هاريت هارمان، نائبة رئيس حزب العمال سابقا، عن عزمها للترشح للمنصب كما أعلن النائب العمالي كريس براينت عن ترشحه أيضا.

وفي خضم الوضع السياسي القلق الذي يعيشه البرلمان البريطاني والبلاد عموما في ظل الخلاف على اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي، يترقب الكثيرون من سيمسك بموقع ضبط النظام وسط هذا الجدل المحتدم، ويصيح “أود-دورررر”.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى