“إرهاب الدولة العثمانية” تغريدة تلهب مواقع التواصل وتشعل”أزمة دبلوماسية”
[ad_1]
في تطور دبلوماسي سريع، استدعت وزارة الخارجية التركية، في 5 سبتمبر/ أيلول، السفير اللبناني لدى أنقرة، على خلفية تصريحات الرئيس اللبناني ميشال عون بشأن الحقبة العثمانية.
فما الأسباب؟
بدأت الأزمة عشية الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس لبنان، عندما نشر عون سلسلة تغريدات عبر حسابه الشخصي على تويتر، تطرق فيها إلى محطات في تاريخ بلاده.
وصف عون في إحدى تغريداته ممارسات الدولة العثمانية بـ”الإرهابية” واتهمها بـ “إذكاء الفتن الطائفية وبقتل مئات الآلاف من اللبنانيين “.
وعلى إثرها، أصدرت وزارة الخارجية التركية بيانا اعتبرت فيه تصريحات عون “تزييفا متعمدا للتاريخ”، قائلة إن “الحقبة العثمانية في الشرق الأوسط كانت فترة استقرار سادها التسامح”.
وأضاف البيان بأن “المنطقة لم تنعم بالسلام مجددا منذ تقسيمها على أساس اتفاقية سايكس بيكو، بعد الحرب العالمية الأولى”.
وسرعان ما، تواترت ردود فعل المسؤولين اللبنانين على البيان التركي. فقد اعتبر مستشار الرئيس اللبناني للشؤون الروسية، أمل أبو زيد، البيان انعكاسا لـ ” ذهنية التسلط والهيمنة، التي ورثتها الدولة التركية عن السلطنة العثمانية البائدة”، حسبما كتب في تدوينة له.
وتصاعدت وتيرة الأحداث لتأخذ منحى آخر بعد أن علق شبان لافتة على بوابة السفارة التركية في بيروت، كُتب عليها عبارة “أنتم كمان انضبوا” (أو الزموا حدودكم).
ويعتقد أن أعضاء من مجموعة “أوميغا تيم” التابعة للتيار الوطني الحر الذي ينتمي إليه الرئيس اللبناني ميشل عون، كانت وراء اللافتة.
“فتح مبين أم غزو أثيم”؟
ورغم أن الموقف انتهى بتشديد الحماية على السفارة التركية، إلا أنه أحيا نقاشا قديما عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول الإرث الذي تركه العثمانيون في البلاد العربية.
وتباينت آراء المعلقين اللبنانيين حول تصريحات عون والجدل الذي صاحبها.
فمنهم من وصف تصريحاته بأنها سياسية، أكثر منها تاريخية. كما أطلق نشطاء لبنانيون هاشتاغ بعنوان “#خلافتنا_نور_عهدكم_ظلام” للتعبير عن رفضهم لتصريحات عون.
و تفاعل مع الهشتاغ مغردون من دول عربية أخرى ممن راحوا يعددون مناقب الدولة العثمانية.
ويرى مغردون أن تغريدات عون جاءت لتوائم توجهات دول أخرى في المنطقة “باتت تجاهر بالعداء لتركيا ورئيسها الذي لا يفوت أي مناسبة دون ذكر تاريخ العثمانيين”، على حد وصفهم.
وفي هذا الإطار، علقت ميرال الرواي :”تصريحات تتماشى مع التطورات الإقليمية. بقدرة قادر تحولت الامبراطروية العثمانية من دولة خلافة إلى دولة غازية في السعودية وها هو عون اليوم يستعين بمصطلح الإرهاب الذي لم يكن مستخدما في السابق”.
في حين كتب المغرد الأردني يزن المصري:” الدول الاستعمارية من فرنسا وبريطانيا وغيرهما هي المسؤولة عن كل المآسي التي تعيشها المنطقة من تخلف وانقسام وأنظمة استبدادية وعنصرية وغيرها ومن ثم تحمل المسؤولية للدولة العثمانية ظلما. هذه الدول تحاول تلميع صورة الاستعمار لأسباب عنصرية كما يفعل السيد ميشيل عون” .
كما شهدت مدينة طرابلس أمس وقفات احتجاجية وخطب جمعة تستنكر تصريح الرئيس اللبناني.
بالمقابل، تبنى مغردون آخرون تصريحات عون وطالبوا بإعادة كتابة تاريخ العثمانيين في المنطقة واصفين إياه بـ “الغزو الأثيم”.
فكتب المغرد فارس شهابي: “الغزو العثماني لمنطقتنا الذي دام أربعة قرون كان أخطر وأشرس غزو عبر التاريخ لما فيه من نهب وقتل وتشريد ومجاعة و مجازر… مجازر الأرمن و مجازر السريان خير أدلة. العثماني عدو أجدادنا وعدونا”.
أما جوزف الهاشم فاكتفى بالتعليق التالي:” هل قال الرئيس عون أكثر مما قال أتاتورك في الإمبراطورية العثمانية إقرأوا التاريخ”.
قراءة التاريخ في العالم العربي
وفي خضم السجال بين المؤيدين والمعارضين لتصريحات عون، ظهر فريق آخر يدعو إلى تنحية الخلافات السياسية والمذهبية جانبا عند قراءة التاريخ.
وأشار مثقفون عرب على مواقع التواصل إلى أن التاريخ الذي يقرأه اللبنانيون والعرب عموما في المدارس مشوه، إذ اضطرت -بحسب قولهم- دول عدة إلى التنازل عن الموضوعية لتقديم مادة دراسية تخدم الحاكم ونظامه السياسي وأيدولوجيته.
و يرى هؤلاء بأن تاريخ العثمانيين في المنطقة، لم يكتب بطريقة علمية منهجية، فتارة “تنمق صورة الامبراطورية وتقدم على أنها فترة ذهبية وتارة أخرى تصور كفترة فاسدة”.
وتابعوا بأن الحقبة العثمانية مرت بمراحل مختلفة كباقي الدول والحضارات، ولها مناقبها وسلبياتها.
“لبنان العثمانية”
يذكر أن العثمانيين بسطوا سيطرتهم على جميع الأراضي الواقعة ضمن الجمهورية اللبنانية حاليا مطلع القرن السادس عشر أي عام 1516.
كلف العثمانيون في البداية فخر الدين المعني الدرزي بحكم المنطقة التي تعاقبت على إدراتها فيما بعد أسر مثل آل حرفوش وآل علي الصغير والأسرة الشهابية والجنبلاطيون وآل أرسلان حتى سيطرعليها والي مصر محمد علي باشا عام 1831م.
وتحدثت بعض المراجع التاريخية والدراسات الأكاديمية عن “المأساة التي عاشها أهالي منطقة لبنان تحت الحكم العثماني في الربع الأول من القرن التاسع عشر”.
وتفيد نفس المصادر بأن البعثات العثمانية إلى منطقة الشام ساهمت في تأجيج الخلافات الطائفية في جبل الشوف بين الدروز والموارنة، بداية عام 1918.
على النقيض، تذكر مراجع تاريخية أخرى “الامتيازات التي كان يحظى بها أهل جبل لبنان، إذ كانوا يتمتعون بحكم شبه ذاتي، إلى أن وضعت الحرب العالمية أوزارها”.
كما تشير المراجع ذاتها، إلى التطور العمراني في لبنان في ظل الحكم العثماني، إذ يقول المؤرخ خالد جنيد إن “الدولة لم تكن تفرق بين الديانات والطوائف، بل بانت الكنائس والمساجد على حد سواء”.
وبعد ما يقارب تسعة عقود على نهاية حكم الدولة العثمانية، لا يزال العرب منقسون حول إرثها.
ففي الوقت الذي يدافع فيه البعض عن تلك الحقبة باعتبارها “آخر دول الخلافة”، يتهمها آخرون بـ “إعلاء القوة والغطرسة على نشر العلم، ما أسهم في تخلف المسلمين”.
فهل كانت الدولة العثمانية سبب تخلف المسلمين فعلا؟ أم أنها كانت حاميتهم في العالم؟ هذا ما تحاول التغريدات التالية الإجابة عليه:”
[ad_2]
Source link