موغابي: “بطل تحرير زيمبابوي وديكتاتورها”
[ad_1]
عندما أعيد انتخاب رئيس زيمبابوي، روبرت موغابي، للمرة السابعة كانت هناك مخاوف من إمكانية الإطاحة به من قبل الدائرة المقربة منه، وهو ما تحقق مع فرض الجيش السيطرة على العاصمة والقصر الرئاسي.
ولد موغابي في عام 1924 في أسرة فقيرة، وأكمل دراسته الجامعية ليعمل مدرسا في بداية حياته، وتعرض للسجن مدة 10 سنوات خلال الفترة ما بين 1964 و1974 بسبب نشاطه المناهض لنظام الحكم العنصري آنذاك.
ماض ثوري
وبعد الافراج عنه فر إلى الموزمبيق المجاورة وتولى قيادة حزب زانو الذي قاد حرب عصابات ضد حكومة إيان سميث العنصرية في روديسيا الجنوبية ( زيمبابوي حاليا).
خلال مرحلة الكفاح المسلح ضد حكومة روديسيا برز اسم موغابي بإعتباره ثوريا ومناضلا في سبيل حرية الأفارقة ضد الأقلية البيضاء الحاكمة، هذا الأمر جعل القادة الافارقة مترددين في توجبيه النقد له ولممارساته حتى الأن.
ومنذ استقلال البلاد تغير العالم كثيرا لكن بالنسبة لموغابي كان ما زال حزب زانو الذي يقوده “يحارب التوأمين الشريرين: الرأسمالية والاستعمار”.
وأي نقد وجه لموغابي كان يوصف بأنه خيانة وعمالة، وهي التهم ذاتها التي كانت سائدة خلال مرحلة حرب العصابات، وكانت تعني الموت لمن يتهم بها وقتها.
وحمّل موغابي الدول الغربية وعلى رأسها بريطانيا المسؤولية عن المشاكل الاقتصادية التي تواجهها بلاده لأنه صادر مزارع البيض، بينما قال معارضوه إنه لا يملك أدنى فكرة عن الاقتصاد الحديث.
بدأ موغابي التضييق منذ أوائل ثمانينيات القرن الماضي على المعارضة وبدأ بإرسال اللواء الخامس في الجيش الذي تدرب على يد ضباط من كوريا الشمالية إلى مقاطعة متابلاند، معقل منافسه جوشوا نكومو. وأدت المواجهات بين الطرفين إلى مقتل الآلاف وانتهت المعارك بتوقيع اتفاق بينهما.
ويدّعي موغابي أنه يدافع عن حقوق الفلاحين الأفارقة الفقراء لكن معظم المزارع الكبيرة التي صادرها من المزارعين البيض باتت بيد أعوانه.
“شخصية كرتونية”
شغل موغابي منصب رئيس الوزراء بعد فوز حزب زانو في الانتخابات التي جرت عام 1980 حتى 1987 حيث تولى منصب الرئاسة دون منازع حتى الآن.
عام 2000 خسر موغابي الانتخابات الرئاسية فهاجم أنصاره المزارع التي كان البيض يمتلكونها واعتدوا على أنصار المعارضة.
وأعلن قبيل الانتخابات التي جرت 2008 “أن من يخسر الانتخابات ويرفضه الشعب عليه أن يترك العمل السياسي”، لكن بعد أن حل في المرتبة الثانية بعد زعيم المعارضة مورغان تسفانجراي أقسم اليمن: “إن الله وحده يمكنه أن يزيحه عن السلطة”.
وبعدها شهدت البلاد موجة عنف موجهة ضد المعارضة، ما أجبر زعيم المعارضة على الانسحاب من الجولة الثانية من الانتخابات للحفاظ على حياة أنصاره.
وعلى الرغم من أن موغابي اضطر لقبول تسفانجراي نائبا له لمدة أربع سنوات لكنه ظل الحاكم الفعلي من دون منازع.
ومن بين انجازات زيمبابوي والتي يعود الفضل فيها لموغابي أن بلاده هي الافضل من حيث التعليم في القارة الافريقية برمتها رغم مواردها المحدود إذ لا تتجاوز نسبة الأمية فيها الـ 10 بالمائة.
وقال الأسقف ديزموند توتو الحائز على جائزة نوبل إن موغابي أصبح شخصية كرتونية لنموذج الديكتاتوريين الافارقة.
كان موغابي لا يظهر في المناسبات إلا باللباس الرسمي وبربطة العنق لكنه منذ الحملة انتخابات الرئاسة عام 2000 تخلى عن ذلك وبات لا يظهر منذ الحين إلا وهو يرتدي ملابس ذات ألوان فاقعة تحمل صوره.
[ad_2]
Source link