أخبار عربية

هل فرض حزب الله قواعد جديدة للاشتباك مع إسرائيل؟

[ad_1]

برج مراقبة في قرية مارون الراس على حدود لبنان مع إسرائيل

مصدر الصورة
Getty Images

لا تزال صحف عربية تعلق على التوتر الحاصل على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بعد قصف حزب الله اللبناني ناقلة جند إسرائيلية قرب الحدود رداً على ضرب إسرائيل أهدافا للحزب بطائرات مُسيَّرة.

وتراوحت تعليقات كُتّاب الرأي بين من أشاد بردّ حزب الله “الدقيق” على إسرائيل، وبين من انتقده واعتبره مجرد لواء في الحرس الثوري الإيراني وأنه أضعف الدولة اللبنانية. وهناك آخرون رأوا أن ما حدث وضع قواعد اشتباك جديدة بين الجانبين.

‘معادلة الردع’

يقول نبيل هيثم في جريدة “الجمهورية” اللبنانية: “تجاوز لبنان قطوع الحرب، ولو إلى حين. فالرد على اعتداء الضاحية، من خلال عملية حزب الله في أفيفيم، وبالشكل الدقيق الذي نفّذت فيه، سحب فتيل مواجهة شاملة لا أحد يريدها”.

ويضيف: “دقة العملية ليست في التنفيذ، بقدر ما هي في التكتيك، الذي جعل الكل رابحاً في تجنّب تدحرج التوتر عبر الحدود اللبنانية – الفلسطينية إلى حرب”.

ويرى أن حزب الله “كرّس معادلة الردع، من دون أن يخاطر بالمكتسبات التي حققتها حرب تموز [يوليو] عام 2006، وفي الوقت ذاته، جنّب البلد سيناريوهات مفتوحة على احتمالات أقلّها كارثي”.

وفي موقع “فلسطين أونلاين”، يشيد وليد الهودلي “بالمقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله وأدائه المميز وحسن تصرفه وفق الموازنات والمعادلات الدقيقة، ومن وحي تجربتنا ندرك تماما أهمية هذه الجبهة مع هذا الاحتلال البغيض وأن السلاح الموجه إلى هذه المعركة المركزية له منا كل الاحترام ونشترك معه على الهدف ذاته”.

ويتمنى الكاتب لكل المتحاربين في العالم العربي “أن يوجهوا حرابهم وأموالهم وكل جهد يخسرونه في معارك جانبية ليتحول ربحا مضاعفا ومقدسا في هذه المعركة المفتوحة مع هذا العدو الواضح الذي لا يختلف على عدوانه اثنان. ليتوقف صوت المعارك كلها (في اليمن وسوريا والعراق وليبيا) فلا صوت يعلو فوق صوت البندقية التي توجه نحو الاحتلال”.

أما خيرالله خيرالله في صحيفة “العرب” اللندنية، فيرى أن المشكلة تكمن في “سلاح حزب الله”.

ويقول: “كان في استطاعة الذين التقوا في قصر بعبدا الاستعانة بأحداث يوم الأحد الماضي ليتأكّدوا من أن المشكلة الحقيقية في لبنان اسمها سلاح حزب الله … الذي ليس سوى لواء في الحرس الثوري الإيراني”.

ويرى الكاتب أن “إطلاق ‘حزب الله’ صواريخ موجهة في اتجاه مدرعتين إسرائيليتين في أفيميم قرب الحدود اللبنانية يعني أول ما يعني الإساءة إلى لبنان الذي يشكو من الخرق الإسرائيلي للقرار 1701”.

ويضيف: “فضّلت إسرائيل التظاهر بأن ما حدث كان مجرد حادث عابر مع ما يعنيه ذلك من إضعاف لموقف الحكومة اللبنانية في تعاطيها مع المجتمع الدولي. هذا المجتمع الذي بدأ يطرح جدّيا أسئلة من نوع هل لبنان دولة بكل معنى الكلمة تمارس سيادتها على كل متر مربّع من أرضها أم لا؟ أين موقع لبنان في ظل الحسابات الإيرانية والحسابات الإسرائيلية؟”.

ويقول داهم القحطاني في “القبس” الكويتية: “إن المواجهة الحقيقية مع العدو الصهيوني تتطلب أولا مواجهة من يتخذ من مواجهة إسرائيل مبررا لتكوين قوة طفيلية تضعف الوطن الأم لبنان، ومن يحوِّل المواجهة مع إسرائيل إلى مجرد مناوشات محدودة تستهدف إضفاء شرعية على خلق كيان طفيلي موازٍ للدولة اللبنانية”.

ويضيف: “المواجهة الحقيقية مع العدو الصهيوني تتطلب تعاملا سياسيا واعيا لا يعطي لإسرائيل فرصة لأن تستغل مناوشات هذه القوة الطفيلية لتصور للعالم بأنها كيان يتعرض للإرهاب العربي بشكل مستمر”.

قواعد اشتباك جديدة

مصدر الصورة
Getty Images

يرى أحمد جميل عزم في صحيفة “القدس” الفلسطينية أن “ما بات يحدث في لبنان من مناوشات بين الحين والآخر بين حزب الله والإسرائيليين هو نوع من ‘الفحص الدوري’ لقواعد الاشتباك، شبه المتفق عليها ضمنا، مع محاولات إسرائيلية مستمرة لتغيير تدريجي في هذه القواعد”.

ويحدد الكاتب أربع قواعد اشتباك: الأولى “أنه لن تقوم إسرائيل بهجمات دون رد عليها من حزب الله”، والثانية أن “الرد يمكن أن يكون أقل من حجم الفعل الإسرائيلي”، والثالثة أن “إسرائيل تضرب في سوريا ولبنان والرد يكون في لبنان أو منه فقط، فتبقى قاعدة هدوء جبهة الجولان السورية قائمة”، والرابعة “أن ما يحدث هو سياسة فحص حدود إسرائيلية، أي فحص مدى تقبل الاعتداءات بصمت”.

ويرى الكاتب أن حزب الله يعمل “على منع تثبيت إسرائيل نوعا من سياسة استخدام طائرات بدون طيار باعتبارها وسيلة تجسس واغتيال في لبنان يمكن أن يقابلها الحزب بالصمت”.

ويرى محمد حسين المومني في الجريدة نفسها أن هناك “ثلاثة أطراف رئيسة مؤثرة في تداعيات المواجهة بين حزب الله وإسرائيل: إيران، نتنياهو، وحسن نصرالله. لا الولايات المتحدة، ولا الحكومة اللبنانية، ولا الحكومة الإسرائيلية مؤثرة بشكل رئيسي في قرار المواجهة أو الحرب بقدر الثلاثة أطراف الأولى”.

ويقول: “الحكومة الإسرائيلية قرارها بيد نتنياهو فإن نجح بإشعال المواجهة لن يكون أعضاء حكومة نتنياهو إلا داعمين لها، والحكومة اللبنانية لا تقوى على المواجهة العسكرية … أما الولايات المتحدة فستكون حتما داعمة لإسرائيل في أي مواجهة مع حزب الله”.

ويضيف: “لإيران دور مؤثر كبير في قرار المواجهة مع إسرائيل بالنظر لثقلها المعلن على ذراعها حزب الله، وهي لا شك تضع هذا القرار ضمن الصورة الاستراتيجية الشاملة في المنطقة من حصار اقتصادي مفروض عليها وتطورات العلاقة مع الولايات المتحدة. إيران، لذلك، ليست معنية بتصعيد المواجهة بين إسرائيل وحزب الله في المرحلة الراهنة، فمصلحتها تقضي أن تكون هكذا مواجهة جزءا من دفاعها عن مصالحها الذاتية، أو كورقة ضمن أوراق تضاف لقوتها الإقليمية، وليس دفاعا عن سيادة لبنان”.

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى