من هو سرحان سرحان الذي أدين بقتل كينيدي وطعن في السجن؟
[ad_1]
بعد أكثر من 51 عاما في السجن إثر إدانته بقتل المرشح الديمقراطي للرئاسة روبرت إف كينيدي بإطلاق النار عليه ثلاث مرات في فندق “أمباسدور” في لوس أنجليس في 5 يونيو/ حزيران 1968 تعرض سرحان سرحان لحادث طعن في محبسه ولكن حالته الصحية مستقرة، بحسب مصادر أمنية أمريكية.
فمن هو سرحان سرحان المدان بقتل روبرت كينيدي؟
ولد سرحان بشارة سرحان لعائلة فلسطينية مسيحية في القدس عام 1944 وفي السنوات الأولى من عمره شهد أحداث حرب 1948 .
وتقول والدته ماري إن نجلها شاهد رجلا يتحول إلى أشلاء جراء انفجار قنبلة خلال هجوم في حيهم في طفولته وظل هذا المشهد يطارده.
طعن قاتل روبرت إف كينيدي في سجن أمريكي
مآسٍ متكررة لأسرة الرئيس الأمريكي الراحل جون إف كينيدي
وعندما كان سرحان في الثانية عشر من عمره هاجر إلى الولايات المتحدة بتأشيرة خاصة كانت تمنح للاجئين الفلسطينيين فانتقلت عائلته إلى نيويورك حيث استقرت لفترة وجيزة، ثم توجهت إلى ولاية كاليفورنيا التي واصل فيها تعليمه.
وتقول والدته ماري إن الدين كان مهما بالنسبة له لدرجة أنه شكا لها من أن الأطفال الآخرين في مثل عمره لا يأخذون الدين بجدية.
كان قد انضم للكنيسة المعمدانية، ولكن في عام 1966 أي قبل الحادث بعامين تحول إلى طائفة روحانية سرية ذات نزعة فلسفية هرمسية تدعى الصليب الزهري أو “روسيــكروسيانـيـسـم” نسبة لمؤسسها كريستيان روسينكريوز الذي توفى في 1484. وتدعو إلى التآخي بين النـاس، وترى أن الإنسان لدية طاقة أكبر ومن الممكن أن يستعملها ليصبح أفضل وأسعد. بحسب موقع صحيفة The Atlanta Journal-Constitution.
ولم يستقر سرحان في عمل واحد أبدا، بل مارس العديد من الأعمال البسيطة كالبيع في المتاجر الكبرى أو العمل بمضمار سباق حيث كان يتمنى أن يصبح فارسا وهو ما لم يتحقق أبدا.
5 يونيو 1968
وفي 5 يونيو/حزيران عام 1968 وبعد أن ألقى كينيدي خطاب فوزه في كاليفورنيا والذي تحدث فيه عن حربه ضد الفقر والجوع في أمريكا والسلام في فيتنام أطلق النار عليه في مطبخ الفندق الذي كان يقيم به وكان في الثانية والأربعين من عمره.
وكان بعض العاملين في الفندق قد شاهد سرحان، الذي كان في الرابعة والعشرين من عمره، قرب المصعد أمام المطبخ وهو المسار الذي كان سيسلكه كينيدي. كما شهد أحدهم أنه شاهده في الفندق قبل الحادث بيومين.
وبحسب شهادات وردت في المحاكمة فإنه في الثالث من يونيو/حزيران عام 1968 أيضا قام سرحان سرحان بشراء مسدس من أحد متاجر السلاح، كما شوهد وهو يتدرب على استخدامه في نادي سان غابراييل فالي للسلاح في نفس اليوم.
ووفقا للشهود فإن كينيدي كان يصافح العاملين في الفندق، عندما اقترب منه سرحان مبتسما ليصيح “كينيدي يا ابن الزانية” ويبدأ في إطلاق النار.
وأصيب كينيدي بثلاث رصاصات الأولى في إبطه، والثانية في ظهره، والثالثة في رأسه من الخلف وراء أذنه اليمنى فسقط على الأرض وهو ينزف.
وصرخ سرحان: “دعوني أوضح، بوسعي التوضيح، لقد فعلت ذلك من أجل بلدي، فأنا أحب بلدي.”
وقبل انتزاع المسدس من يده كان خمسة آخرون قد أصيبوا في الحادث.
مذكرة بخط اليد
بعد الحادث عثر المحققون على مذكرة بخط يد سرحان في شقته والتي كشفت عن تصاعد غضبه ضد من وصفهم بالصهاينة وقد ورد اسم كينيدي بينهم، بل وحدد الخامس من يونيو يوما لقتله، وهو اليوم الذي شهد قبل عام من الحادث بداية حرب عام 1967 بين إسرائيل من جانب ومصر وسوريا والأردن من جانب آخر.
كان سرحان غاضبا من تأييد كينيدي لبيع طائرات حربية لإسرائيل وقد اتخذ قراره بقتله بعد سماع خطاب له في ربيع عام 1968 يعلن فيه دعمه بيع الطائرات الحربية لإسرائيل وقد كتب في مذكرته حينئذ “كينيدي لابد وأن يموت قبل 5 يونيو.. مت.. مت.. مت”.
وتوفي كينيدي في المستشفى بعد مرور 24 ساعة على إطلاق النار عليه.
وتم دفن جثمانه في “مقابر أرلينجتون” بالقرب من جثمان أخيه جون كينيدي الذى أغتيل أيضا عام 1963.
ورفض سرحان التحدث أو تعريف نفسه حتى التاسع من يونيو/حزيران قبل أن يعترف بارتكابه الجريمة ورغم ذلك رفض الإقرار بالذنب في المحكمة.
“مختل عقليا”
وخلال المحاكمة دفع محاموه بأنه مختل عقليا، وزعم سرحان خلال المحاكمة أنه لا يذكر أي شيء عن إطلاق النار على كينيدي، مشيرا إلى أنه كان مخمورا في الليلة السابقة للحادث.
وقد حُكم على سرحان بالإعدام بالغاز عام 1969، إلا أن الحكم خفف بعد ثلاث سنوات إلى السجن مدى الحياة عندما ألغت كاليفورنيا عقوبة الإعدام.
وفي لقاء تليفزيوني، قال سرحان إنه شعر بالخيانة عندما دعم كينيدي إسرائيل خلال حرب يونيو/ حزيران 1967 .
نظريات المؤامرة
ويرى مؤيدو نظرية المؤامرة أن سرحان مثل لي هارفي أوزوالد المتهم بقتل الرئيس الأمريكي جون كينيدي مجرد غطاء لقوى أخرى استخدمته لقتل المرشح الرئاسي.
وفي عام 2011 رفض طلب سرحان بالعفو، وكان محاموه قد زعموا في وثائق هذا الطلب أنهم تمكنوا من جعله يتذكر ما حدث من خلال قيام طبيب نفسي بتنويمه مغناطيسيا، مشيرين إلىأنه لم يقتل كينيدي وإنما شاهد من أطلق الرصاص على المرشح الرئاسي من الخلف، وأن فتاة أغوته للذهاب إلى موقع الحادث.
وكان فريق الدفاع قد قال عام 1969 إنه من المستحيل أن يقتله لأن الرصاصة القاتلة جاءت من الخلف وهو كان يقف أمام كينيدي.
وفي جلسة طلب عفو عام 2016 قال بول شريد، أحد الشهود الذين أدانوا سرحان عام 1969: “إنه يعتذر لسرحان لأنه لم يحاول مساعدته من قبل، فهناك ما يشير إلى وجود مسلح آخر في مطبخ الفندق في ذلك اليوم.”
ومن بين نظريات المؤامرة تلك التي تتحدث عن تصفية الاستخبارات الأمريكية للشقيقين كينيدي.
كما تحدث تقرير إذاعي عن إطلاق 13 طلقة في الحادث في حين أن سعة مسدس سرحان 8 طلقات فحسب.
وكان روبرت كينيدي الابن نجل المرشح الرئاسي قد التقى سرحان في سجنه، وقد تحدث لصحيفة واشنطن بوست عن وجود مسلحين في مطبخ الفندق في تلك الليلة، مشيرا إلى أنه “ليس بوسعك إطلاق 13 رصاصة من مسدس سعته 8 رصاصات”.
خسارة كبيرة
يقول أستاذ التاريخ جيرمي سوري إن خسارة أصوات داعمة للسياسات الليبرالية التقليدية جعلت الساحة تخلو أمام ناقدين لها مثل ريتشارد نيكسون ورونالد ريغان.
وأضاف قائلا إن أمريكا كانت ستختلف بالتأكيد اليوم لو عاش كينيدي ولم تكن ستأخذ هذا التحول القوي نحو اليمين.
ومن جانبه يقول بن رايت، من مركز دولف بريسكو لدراسة التاريخ الأمريكي:” إن حادثة مثل اغتيال السيناتور كينيدي تكتسب أهميتها من حيث طرحها للعديد من الاحتمالات بشأن تأثيرها على تاريخ الولايات المتحدة.”
ويقول جوليس ويتكوفر، وهو صحفي كان معنيا بتغطية حملة كينيدي:”كان المرشح الأوفر حظا ولو فاز كان سيعمل جاهدا على إعادة القيم الأمريكية التي سلبت باغتيال شقيقه وحرب فيتنام.”
كما يقول البروفيسور بيتر إلدمان من جامعة جورج تاون: ” باغتيال روبرت كينيدي خسرنا رئيسا كان سينهي حرب فيتنام بسرعة، ويعمل بقوة لتحقيق العدالة في ما يتعلق بقضايا الفقر والتفرقة العنصرية.”
[ad_2]
Source link