جدار برلين
[ad_1]
أين الجدار الذي كان يشقُّ مدينة برلين ويفصل بين شطري ألمانيا؟ كيف كانت الأوضاع في المدينة قبل بناء الجدار الفاصل؟ كيف بني هذا الجدار الذي امتدّ طوله لمسافة تتجاوز الـ150 كيلومتراً؟، هل نحن في الجزء الغربي من المدينة أم في جزئها الشرقي؟.
هذه الأسئلة، لطالما رددها السيّاح والزوّار على مسامع المواطنين والمقيمين في مدينة برلين، فهذا الجدار لم يكن يفصل فقط بين شطري المدينة ولا بين قسمي ألمانيا، بل كان رمزاً للفصل بين عالمين؛ غربيٌ بقيادة الولايات المتحددة، وشرقيٌ بقيادة الاتحاد السوفييتي سابقاً، وبالتالي فإن الجدارَ يعدّ وثيقةً مادّية لحقبة تاريخية عُرفت بـ”الحرب الباردة”.
وفي حين كان السيّاح والزوّار والمهتمون يجدون في الكتب والصحف ودور السينما، إضافة إلى أحاديث كبار السن من أبناء المدينة، أجوبةً على أسئلتهم التي لا تنتهي، فقد بات الآن بوسع المرء عبورَ حاجز الزمن والسفر إلى الماضي لمسافة تتجاوز الثلاثين عاماً.
ففي القرب من نقطة التفتيش “شارلي” في برلين، التي كانت تعدّ بوابة العبور بين شطري المدينة، أقيم معرض “السفر عبر الزمن”، الذي يتيح للمرء القيام بجولة افتراضية في برلين الشرقية قبل سقوط الجدار وذلك بمنظار رقمي بتطبيق معزز للواقع يحاكي منظار الشاشات ثلاثية الأبعاد،
يقول مؤسس معرض “السفر عبر الزمن”، جوناس روث، إن أكثر الأسئلة المطروحة في نقطة تفتيش تشارلي هو” أين الجدار؟”، نحن نريد أن يطلّع الناسُ على أوضاع المدينة والظروف التي تمّ خلالها بناء الجدار والتداعيات التي خلّفها، إننا نضع الناس داخل مشهد برلين قبل وأثناء وبعد بناء الجدار.
ويتابع جوناس حديث بالقول: “إن فكرة الانتقال المادي عبر الزمن لا ريب بأنها حلم راود الغالبية من البشر، ونحن نحاول أن نقدم مقاربة لهذا الحلم، نريد أن يشاهد الناسُ بأم أعينهم الماضي، حتى ولو كانت تلك الرؤية معلّقة على حامل افتراضي.
تموضعُ الأبنية، الشوارع، السيارات، الحدائق، الأبنية الحكومية، وغيرها من معالم برلين قبل 30 عاماً، كلها أمورٌ يشاهدها المرء من خلال المنظار الرقمي، بل وأيضاً بإمكانه أن يستمع إلى أصوات تنتمي إلى ذلك الزمن أو تتحدث عنه، وبالتالي، فإن زوّار معرض الواقع الافتراضي يمكنهم السير في الشوارع ورصد المتغيرات التي حصلت في المدينة منذ سقوط الجدار.
وكان سكّان برلين فوجئوا في العام 1961 بفك سكك الترام وقطع طرق السيارات بأسلاك شائكة ومنع وسائل المواصلات من النفاذ إلى الجانب الآخر من المدينة. بدأت بعدها عملية التشييد الخرساني للجدار الذي كلف أكثر من 150 مليون دولار، وخضع الجدار منذ إنشائه لحراسة مشددة من قبل ألمانيا الديمقراطية للحيلولة دون فرار الأشخاص إلى الشطر الغربي من البلاد الذي كان يرتبط بحلف استراتيجي مع الولايات المتحدة والمعسكر الغربي.
معرض “السفر عبر الزمن” يقدم جولة في حافلة افتراضية، حيث يجلس الناس في تلك “الحافلة” ويأخذون بالتنقل افتراضياً في شوارع برلين على طرفي الجدار، وفي هذه الرحلة يحصل المرء على الكثير من الإجابات للأسئلة التي كان يطرحها على نفسه أو يوجهها للآخرين؟.
والجدير بالذكر أنه في التاسع من شهر تشرين الثاني/نوفمبر من العام 1989، أي بعد أكثر من 28 عاما على بناء الجدار، أعلن الناطق الرسمي وسكرتير اللجنة المركزية للشؤون الإعلامية غونتر شابوفسكي أن قيود التنقل بين ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية قد رفعت، وذلك أثناء حوار إعلامي عن طريق الخطأ إذ لم يكن متثبتا من توقيت الإعلان ما تسبب في فوضى عارمة أمام نقاط العبور في الجدار، فتوجهت أعداد كبيرة من الألمان الشرقيين عبر الحدود المفتوحة إلى برلين الغربية، واعتبر هذا اليوم يوم سقوط جدار برلين.
[ad_2]