أخبار عربية

هل تهديدات نصرالله لإسرائيل: “جعجعة بلا طحن”؟


الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله (صورة أرشيفية)

مصدر الصورة
Getty Images

ناقشت صحف عربية توعُّد أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله بالرد على الهجمات التي شنتها إسرائيل بطائرتين مُسيَّرتين على حي ماضي في الضاحية الجنوبية ببيروت، معقل الحزب.

وتباينت آراء الكتاب؛ إذ رأى بعضهم أن تهديدات نصرالله لإسرائيل ماهي إلا “جعجعة بلا طحن”، بينما وصف آخرون نصر الله بأنه “قائد يصدق قوله”.

‘جعجعة بلا طحن’

يقول نبيل عمرو في “اللواء” اللبنانية إن سؤال الأسئلة بعد عاصفة المُسيَّرات التي اجتاحت الضاحية الجنوبية هو: “كيف سيكون ردّ السيد حسن نصر الله؟ ومتى؟ وأين؟ ينتج عن هذا السؤال سؤال ربما يكون أكثر أهمية: ماذا ستفعل إسرائيل بعد دقائق من قيام السيد نصر الله بالرد؟… ما يصدر عن طرفي المعادلة، نصر الله ونتنياهو، لا يقدم إجابات شافية عن السؤالين، إلا أن الجانب الإسرائيلي وكعادته اتخذ إجراءات احترازية وفق توصيات المستوى الاستخباري، كما أن الرد المتوقع من السيد نصر الله سيذهب إلى الحد الأقصى”.

ويرى الكاتب أن “الرد الذي يمكن استنتاجه، ولو على وجه التقريب، إمّا أن يتم بتفاهم عبر طرف ثالث مع إسرائيل يتحدد فيه مستوى الرد الذي يمكن أن يبتلعه نتنياهو، وأن يكتفي حال حدوثه بمجرد رد استعراضي لا يصل حد المواجهة الواسعة، أو أن يكون رد نصرالله متواضعاً بحيث تؤجل إسرائيل الرد عليه إلى ما بعد الانتخابات، وهذا احتمال غير مضمون ما دام الأمر يتعلق بحسابات نتنياهو، الذي لديه الاستعداد المجرب لحرق السهل كله، مقابل أن يظل على مقعد رئيس الوزراء”.

ويقول صبحي حديدي في “القدس العربي” اللندنية إن الكثير من خطب نصر الله “تحوّل إلى جعجعة بلا طحن، وإلى أكاذيب عارية عن الصحة في الحدود الدنيا، وإلى خداع ومخادعة عليهما تنطبق القاعدة الأخلاقية في الحديث النبوي الشهير: مَنْ غشّنا ليس منّا. لقد كذب السيد منذ أولى خطاباته التي تضمنت المراوغة حول وجود عناصر حزب الله في سوريا … ويكذب اليوم، أكثر من ذي قبل، حين يزعم أنّ الانتفاضة الشعبية السورية كانت مجرّد مشروع تآمري لم يكن هدفه لا الديمقراطية ولا التغيير السياسي الداخلي، وإنما استهدف في الحقيقة نظاماً مقاوماً، وأبعد من ذلك، كانت هناك خريطة للسيطرة على المنطقة وتدمير المنطقة وإعادة تقسيم المنطقة على أسس عرقية وطائفية ومذهبية”.

ويضيف الكاتب أن “من يعش سوف يرى أيهما ــ في قادم الأسابيع القليلة المقبلة ــ أكثر جعجعة، بلا طحن: نصر الله، الذي ينتظر قرار طهران؛ أم نتنياهو، الذي … ينتظر، بدوره، القرار الإيراني ذاته! ومع الفوارق، الكبيرة والكثيرة غنيّ عن القول، بين القدرات العسكرية للمنتظرَين كليهما؛ وهامش المناورة المتاح أمام كلّ منهما، بالقياس إلى مؤسسات القرار المختلفة، والسياقات السياسية والظرفية التي تبيح لكلّ جعجعة أن تسفر عن طحن أو محض ضجيج أجوف”.

‘قائد يصدق قوله’

على الجانب الأخر تقول نادية عصام حرحش في “رأي اليوم” اللندنية: “خرج السيد حسن نصر الله بخطاب مهم آخر، جاء متزامنا مع إعلانات الدول العربية بعبارات واضحة تؤكد فيها حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها كما جاء على لسان وزير الخارجية البحريني، وسكوت قاتل للكل العربي، وأصوات مفرقعات من الإعلام، يخرج فيها إعلامي مصري -عمرو أديب- ليتكلم تعقيبا على اعتداء إسرائيل بقصف بيروت ودمشق إن حزب الله يأخذ الشعب اللبناني رهينة له”.

وتضيف الكاتبة: “يهزؤون من تهديد السيد حسن نصر الله لإسرائيل؟ والله يكفي أنه لوّح بيده محذرا لنقول إن الرجل انتصر عليهم وأرهبهم. كم نحتاج في هذا الوطن المستباح إلى قائد يصدق قوله، ويفهم لعبة السياسة، ويعرف كيف يتكلم لغة الحروب والدبلوماسية. كم نحتاج إلى قائد يهدد ويهول ويحذر، ولا تمسك به حمية اللحظة من تصفيق وتمجيد لأن يتصرف باعتباط وبلا تكتيك”.

ويقول عبدالله السناوي في “الأخبار” اللبنانية: إن “التطور الأخطر في خرق قواعد الاشتباك كان سقوط طائرتي استطلاع إسرائيليتين في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت … استثار غضب زعيم حزب الله ملوّحاً بما وصف برد متناسب ومدروس خلال الأيام المقبلة”.

ويضيف الكاتب أن نصرالله “لم يكن مستعداً أن يتقبل تحت أي ذريعة العودة إلى ما قبل عام (2000) عندما كان لبنان مستباحاً بالكامل للغارات الإسرائيلية”.

ويكمل السناوي قائلاً: “الإسرائيليون أخذوا تهديدات السيد حسن نصر الله على محمل الجد، أُخليت حواجز في مزارع شبعا واتخذت إجراءات أمنية مشددة في أماكن عديدة تحسّباً لردٍّ ما لا يعرفون متى وكيف وأين؟ فيما هو جديد هذه المرة ما قرره المجلس الأعلى للدفاع في لبنان من أنه من حق اللبنانيين الدفاع عن أنفسهم. هذه رسالة تحذير معلنة أن ما قد يقدم عليه حزب الله من رد سوف يكون محاطاً بسياج من شرعية الدولة وقبولها المسبق”.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى