أخبار عربية

ما مصير نقاط المراقبة التركية في سوريا بعد التطورات الأخيرة؟


جندي سوري

مصدر الصورة
MAHER AL MOUNES

Image caption

الجنود السوريون باتوا في محيط نقطة المراقبة التركية في مورك

حاصرت القوات الحكومية السورية أبعد نقطة مراقبة تركية داخل الأراضي السورية يوم 23 أغسطس/ آب 2019 إثر السيطرة على مدينة خان شيخون والقرى والبلدات المحيطة بها.

وباتت القوات التركية المتمركزة في مورك معزولة تماماً عن مناطق سيطرة المعارضة.

وتقع نقطة مراقبة مورك التركية على بعد 12 كيلو مترا عن مدينة خان شيخون وعلى أطراف الطريق الدولي الذي يربط بين محافظة حلب ومحافظة حماه. وبعد السيطرة على مدينة خان شيخون توجهت القوات الحكومية شمالاً وباتت على بعد عدة كليومترات شمالي المدينة باتجاه مدينة حلب.

وجاء ذلك بعد يوم من إعلان أنقرة عن تعرض نقطة مراقبة تركية أخرى لقصف القوات الحكومية السورية دون أن ترد عليها.

مصدر الصورة
ADEM ALTAN

Image caption

موقف روسيا حاسم في تقرير مصير وجود القوات التركية في سوريا

وتحدثت الأنباء عن عقد لقاءات بين العسكريين الأتراك والروس حول مصير نقطة مورك.

تغيرات مرتقبة

وكانت قافلة عسكرية تركية تضم دباباب ومدرعات وذخيرة في طريقها إلى نقطة مورك يوم 19 أغسطس/ آب قد تعرضت لغارة جوية لطائرة سورية على الطريق السريع خارج مدينة معرة النعمان فقتل فيها ثلاثة من المسلحين السوريين الذين كانوا في سيارة تسير في مقدمة القافلة.

وقالت وسائل إعلام تركية إن الطائرة التي نفذت الغارة قد تكون روسية. ولم تقم تركيا بارسال طائراتها المقاتلة لحمايةالقافلة.

واضطرت القافلة إلى التوقف وتراجعت واتجهت إلى نقطة مراقبة تركية أخرى في سوريا. وسارع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الاتصال بنظيره الروسي فلاديمير بوتين بهدف إيجاد مخرج لتركيا يحفظ ماء وجهها. وإثر ذلك أصدرت تركيا وروسيا بيانين مختلفين عن فحوى الاتصال بين الزعمين.

لكن ما لبث أن تم الاعلان عن توجه أردوغان إلى موسكو للقاء بوتين يوم 27 أغسطس/ آب للتوصل إلى محرج للمأزق التي تواجهه تركيا التي يتكدس اللاجئون على حدودها بسبب العمليات العسكرية التي تنفذها القوات الحكومية بغطاء جوي روسي بل بمشاركة روسية على الأرض حسبما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

مصدر الصورة
OMAR HAJ KADOUR

Image caption

فر عشرات الالأف من المدنيين بسبب المعارك نحو الحدود التركية

“رد قاسي”

وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الغاني، شيرلي أيروكور بوتشويه، في موسكو : “لقد أكدت بشكل واضح أنه إذا واصل (الإرهابيون) هجماتهم انطلاقا من تلك المنطقة على الجيش السوري والمدنيين وقاعدة حميميم الجوية الروسية، فإنهم سيواجهون ردا حازما وقاسيا”.

وقال لافروف: “إن الجيش التركي أنشأ عددا من نقاط المراقبة في إدلب وكانت هناك آمال معقودة على أن وجود العسكريين الأتراك هناك سيحول دون شن الإرهابيين هجمات، لكن ذلك لم يحدث”.

وهذا الموقف يبلغ حد تحميل تركيا المسؤولية عن ما يجري على الأرض بسبب استمرار سيطرة “هيئة تحرير الشام” على 90 بالمائة من محافظةإدلب رغم أن الاتفاق بين روسيا وتركيا كان ينص على نزع سلاح الجماعة وإقامة منطقة منزوعةالسلاح تفصل القوات الحكومية وقوات المعارضة.

وكان بوتين قد أعلن في مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي أن الجماعات “الإرهابية” كانت تسيطر على 50 في المئة من محافظة إدلب العام الفائت واصبحت تسيطر على 90 في المئة في الوقت الراهن بسبب إخفاق تركيا في طرد تلك الجماعات.

بعد التغييرات الكبيرة على الصعيد الميداني بات الانتشار العسكري التركي في سوريا يخضع لشروط وقيود جديدة في ظل تأكيد روسيا استمرار دعمها لما وصفته بجهود الجيش السوري في مكافحة “الإرهاب” في سوريا.

ورغم التنديد التركي بعمليات الجيش السوري في المنطقة ووصفها بأنها تشكل خطراً على الأمن القومي التركي وتسبب كوارث انسانية كما تسببت في تهجير عشرات الآلاف من المدنيين وإبلاغ الجانب الروسي بذلك على أكبر من مستوى، لكن يبدو أن روسيا ستطلب تغيير خارطة انتشار القوات التركية في سوريا لأنه لم يعد هناك حاجة لبعضها بعد تغيير خطوط المواجهة العسكرية بين الحكومة والمعارضة.

مصدر الصورة
MAHER AL MOUNES

Image caption

روسيا قالت منذ البداية إن نقاط المراقبة ومناطق خفض التصعيد ترتيبات مؤقتة

القواعد العسكرية التركية في الخارج ومهامها

وكانت تركيا قد أقامت 12 نقطة مراقبة داخل محافظات إدلب وحماة وحلب بالاتفاق مع الجانب الروسي والإيراني بهدف تطبيق ما يعرف باتفاق خفض التصعيد في المناطق التي كانت تفصل بين القوات الحكومية السورية والمعارضة.

وقامت تركيا لاحقا بتعزيز هذه النقاط التي تحولت إلى ما يشبه قواعد عسكرية حقيقية داخل الأراضي السورية مثل تلك الواقعة قرب بلدة مورك وسط سوريا والتي تضم مئات الجنود وتقع على بعد 88 كيلومترا عن الحدود التركية.

كما تحتفظ تركيا بعدد من القواعد العسكرية في مناطق الباب وجرابلس واعزاز وعفرين، وهي مناطق خاضعة كليا للسيطرة التركية.

الولايات المتحدة-تركيا: التحالف المتوتر

ولا توجد أعداد دقيقة لعدد القوات التركية في سوريا، خاصة وأن الحدود السورية مفتوحة للجيش التركي في مناطق كثيرة والقوافل العسكرية التركية تدخل وتخرج بكل الحرية.

مصدر الصورة
Anadolu Agency

Image caption

تركيا تواجه مأزقا في سوريا لانها لايمكن أن تجمع بين التنسيق مع روسيا في إدلب والتنسيق مع الولايات المتحدة في شرقي الفرات في وقت واحد

ويسيطر الجيش التركي بشكل مباشر على منطقة عفرين، وأنشأ فيها ممراً عسكريا مفتوحا على حدودها.

وقال بشار الجعفري، ممثل الحكومة السورية في الأمم المتحدة ورئيس وفدها لمفاوضات الأستانة التي تم فيها التوصل اتفاقية خفض التصعيد في ادلب وحلب وحماه، إن هناك 10655 عسكريا تركيا بين ضابط وصف ضابط وجندي في إدلب وأن تركيا أدخلت 166 دبابة و278 عربة مدرعة و18 راجمة صواريخ و173 مدفع هاون و73 سيارة مزودة برشاش ثقيل و41 قاعدة صواريخ مضادة للدبابات.

ووصف الجعفري ذلك بأنه انتهاك لتفاهمات أستانا التي تنص على السماح بإنشاء 12 نقطة مراقبة تركية للشرطة لا يتجاوز عدد عناصرها الـ 280 شرطياً حسب قوله.

“نقاط المراقبة”

بدأت تركيا في نوفمبر/ تشرين الأول 2017 إقامة نقاط المراقبة في إدلب في إطار اتفاق أبرمته مع روسيا وإيران في أستانا عاصمة كازاخستان في سبتمبر/ أيلول 2017.

ولم تكن تركيا قادرة على إدخال جنودها وإقامة تلك النقاط دون الحصول على موافقة الطرف الذي يسيطر على الأرض هناك وهو “هيئة تحرير الشام” حيث كان مقاتلوها يرافقون الضباط الأتراك عند القيام بمهام الاستطلاع لاقامة النقاط. كما أن كل القوافل التركية التي تقوم بتموين نقاط المراقبة تمر عبر حواجز الهيئة.

وتتوزّع “نقاط المراقبة” التركية في سوريا كما يلي:

  • النقطة الأولى: قرية صلوة بريف إدلب الشمالي، دخلتها القوات التركية في 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2017.
  • النقطة الثانية: قلعة سمعان بريف حلب الغربي، دخلتها القوات التركية في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017.
  • النقطة الثالثة: الشيخ عقيل بريف حلب الغربي، دخلتها القوات التركية في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017.
  • النقطة الرابعة: تلة العيس بريف حلب الجنوبي، دخلتها القوات التركية في 5 فبراير/ شباط 2018 .
  • النقطة الخامسة: تل الطوقان بريف إدلب الشرقي، دخلتها القوات التركية في 9 فبراير/ شباط 2018 .
  • النقطة السادسة: الصرمان بريف إدلب الجنوبي، دخلتها القوات التركية في 15 فبراير/ شباط 2018.
  • النقطة السابعة: جبل عندان بريف حلب الشمالي، دخلتها القوات التركية في17 مارس/ آذار 2018 .
  • النقطة الثامنة: الزيتونة في جبل التركمان شمال اللاذقية دخلتها القوات التركية في 4 أبريل/ نيسان 2018.
  • النقطة التاسعة: مورك في جنوب إدلب دخلتها القوات التركية في 7 أبريل/ نيسان 2018.
  • النقطة العاشرة: الراشدين الجنوبية بريف حلب الغربي دخلتها القوات التركية في 9 مايو/ أيار 2018.
  • النقطة الحادية عشر: شيار مغار بريف حماه الغربي دخلتها القوات التركية في 14 مايو/ أيار 2018.
  • النقطة الثانية عشر: أشتبرق في جسر الشغور بمحافظة إدلب في 16 مايو/ أيار 2018.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى