مقالات

عدم الإحراج … بقلم الأستاذ بدر عبد الله المديرس

نواجه في مجتمعنا الكويتي عادة قد تكون مقصودة أو غير مقصودة وأحياناً مقصودة لأن البعض تعود عليها عندما يلتقي مع الشخص الذي لا يعرفه ويعرفونه بالاسم من البعض الذين تلتقي معهم أو الذين يتحدثون معك بالهاتف الذكي أو الذين يجمعك معهم لقاءات بالصدفة في أي مكان في داخل الكويت وفي الخارج .
إن البعض من هؤلاء يسبب لك الحرج بأسئلة لا معنى لها عندما يلتقون معك يجعلك في موقف المحرج في الرد عليهم وهم صامتون يريدون ردك عليهم .
ونذكر على سبيل المثال عندما نلتقي بشخص لم نره منذ أكثر من ثلاثين عاماً تقريباً أو أكثر وبعد السلام والتحية وتبادل القبلات للرجل وليس للمرأة وأنت في حيرة من أمرك لا تعرفه أو لا تتذكر اسمه يقول لك هل عرفتني وفي هذه الحالة تشعر بالحرج لتقول له لا والله لا أتذكر اسمك فيرد عليك ليقول زيادة في الحرج اشدعوه نسيت اسمي أنا فلان الفلاني وهذا هو الحرج .
أو يتصل معك شخص بالهاتف الذكي وفي أثناء المحادثة معك لا تتذكر اسمه وحتى صوته وأثناء الحديث معه يقول لك هل عرفتني لتقول له صوتك ليس غريب علي فيرد عليك أنا فلان الفلاني الذي يتحدث معك وهذا هو الحرج .
أو يرسل لك رسالة بالهاتف الذكي “مسج” ليدعوك لحفل زواج أو أي حفل أو مناسبة يدعوك إليها ولا يكتب اسمه وإنما مكان الحفل فقط فتحتار في الذي أرسل لك هذه الرسالة وإذا لم تذهب إليه يتصل معك في اليوم التالي للحفل أو أي مناسبة ليقول لك اشدعوه لم تلبي دعوتي بالحضور وهذا هو الحرج .
أو أن يلتقي معك شخص اسمه على سبيل المثال بدر حتى لا أعرض أسماء تزعل علي في ذكرها والمتعارف عليه أن اسم بدر ينادي به بوناصر إذا كان الذي يتحدث معك لا يعرف أنه عندك ولد ينادونك باسمه فيقول لك أهلاً بوناصر فتزعل لأنه لم يناديك باسم ولدك والمهم اسمك وليس من يناديك باسم ولدك لأنه قد يكون عندك أكثر من ولد والذي يتحدث معك لا يعرف أكبر أولادك ليناديك به .
والبعض ينادونهم بأسماء بناتهم لأنهم يعرفون أنه ليس لديهم أولاد وهذا ليس احراج بل تسمية في مكانها الصحيح ولكن البعض يتمادى بالإحراج ويقول يعني ما عندك أولاد وسميت باسم بنتك وهذا هو الحرج .
واشعليكم منه عنده أولاد أو بنات ونادوه باسمه وفكو أنفسكم من إحراج الشخص الذي تقابلوه .
أو عندما يلتقي معك شخص في خارج البلاد ليقول لك أنت مسافر للعلاج واشمعني العلاج وهل أي واحد يسافر يذهب للعلاج والمهم ترحبوا به وإذا قلت له نعم للعلاج يسألونك عن مرضك وتفاصيله وفي أي مستشفى يعالج وهذا هو الحرج .
أو يسألونك أنت مسافر لوحدك أو مع عائلتك وهل ساكن في الشقة أو في الفندق وكم تكلفة الإقامة في الشقة أو الفندق وكم يوم باقي في هذا البلد وعلى أي طائرة مسافر عليها في الدرجة الأولى أو رجال الأعمال أو السياحية وهذا هو الحرج .
آخر الكلام :
اتركوا الناس في حالهم بأسئلتكم المحرجة التي لا تفيدكم بشيء أبداً ومثل ما أنتم تحرجون الآخرين أنتم أيضاً تُحرجون بتوجيه مثل هذه الأسئلة إليكم .
إن هذه العادة المحرجة عندنا في الكويت لا نجدها أبداً عندما نلتقي مع مختلف الجنسيات الأجنبية وعندما نلتقي مع أحدهم من الأصدقاء أو الذين نلتقي معهم صدفة بالمطاعم والكافيتريات وحتى الجالسين بجانبك في الطائرة أو الحفلات والمناسبات المختلفة وكل الذي يقولونه لك بلغتهم الإنجليزية على سبيل المثال How are you فترد عليهم I’m doing alright ليرد عليك Good, see you soon وهذا يكفي بالنسبة لهم ولا فيه أي إحراج لك مثل عندنا ويعطونك عنوان بلدهم مع الهاتف الذكي والايميل ويرحبون بك في بلدهم إذا قمت بزيارتها أو يتراسلون معك ويأخذون الصور التذكارية معك وهذا شيء عادي عندهم وهم لا يعرفون ولا يتعاملون بالإحراج مع الآخرين الذين يلتقون بهم .
ابعدوا أنفسكم عن الإحراج مع الآخرين بأسئلتكم التي لا معنى لها وإنما لمجرد بلاغة الشف وصيروا مثلهم بهدوء أسئلتهم بدون أي إحراج .
ولا شك أن الكثيرين يعانون من الذي طرحناه عن الإحراج .
وأنا أتحدث عن عدم الإحراج أذكر يوم أمس كنت جالساً في الكافيتريا مع صديق وفي هذه الأثناء حضر صديق آخر أعرفه ولا يعرفه صديقي وعندما جلس قال له ما اسمك فقال اسمي فلان الفلاني وقال اسم عائلته فقال الصديق له هذه عائلة معروفة ومع تشابه أسماء العائلتين ولا يقربون لبعض وإنما تشابه أسماء العائلتين قال الصديق الآخر يعني عائلتي غير معروفة ومتسمية باسمها وتدخلت لأنهي النقاش بينهما حتى لا يتطور أكثر لأنهما لا يعرفون بعضهما البعض وإنما التقوا معاً معي في الكافيتريا وأنا الذي أحرجت وقمت بالتوفيق بين الصديقين وهذا هو الحرج وهذه عادة سيئة بالإحراج .
وهذا مجرد مثل والأمثلة كثيرة على مثل هذا الإحراج الذي ابتلي به البعض مع الأسف الشديد في مجتمعنا الكويتي .
قبل الختام :
أتقدم بخالص التهاني والتبريكات للمنتخب الوطني لكرة القدم في مملكة البحرين الشقيقة على لعبهم الراقي في البطولة وفوزهم وحصولهم على بطولة غرب آسيا في كرة القدم لهذا العام 2019 متمنياً لهم دوام التوفيق والنجاح والمستقبل الزاهر للرياضة البحرينية بما في ذلك لعبة كرة القدم .
مع تمنياتنا للفرق المشاركة في هذه البطولة حظاً أوفر في البطولات القادمة في لعبة كرة القدم بما في ذلك منتخبنا الوطني في دولتنا الكويت .
فلقد لعب الجميع بروح رياضية عالية باللعب الجماعي الراقي وأسعدوا الجماهير الرياضية بلعبهم وفنهم وإن لم يحالفهم الحظ بالفوز فهذه نتيجة أي مباراة فوز أو خسارة في البطولات الرياضية .
وسلامتكم

بدر عبد الله المديرس
al-modaires@hotmail.com

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى