بعد القبض على “مغتصب حفر الباطن” في السعودية: كيف تحمي طفلك من التحرش؟
[ad_1]
بعد القبض على مغتصب أطفال في حفر الباطن بالسعودية، استشاري نفسي يقول لبي بي سي، إن “الطفل الذي يتعرض للتحرش يكون في العادة مستعدا لذلك بسبب الثقافة السائدة في بعض المجتمعات العربية”. فكيف ذلك؟
أعلنت شرطة منطقة “حفر الباطن” السعودية القبض على شخص جاهر باغتصاب أطفال بعدما سادت حالة من الهلع والغضب مواقع التواصل الاجتماعي لأيام.
ونقلت صحف سعودية عن متحدث باسم شرطة المنطقة قوله إن “التحريات أسفرت عن تحديد هوية المتهم والقبض عليه بناء على المعلومات المتداولة عبر منصات مواقع التواصل”.
يذكر أن مستخدمي تويتر كانوا قد دشنوا هاشتاغا بعنوان “مغتصب الحفر”، تناقلوا من خلاله صورا قالوا إنها وثقت محادثات عبر تطبيق “واتس آب” بين المتهم وآخرين تفاوضوا معه حول الأسعار وطرق الحصول على أطفال بهدف ممارسة الجنس معهم.
وطالب المتفاعلون مع الهاشتاغ بتوقيع أقسى العقوبة على المتهم لبشاعة الجريمة التي ارتكبها بحق أطفال أبرياء، ولتفاخره بذلك علنا.
وأثارت هذه الحادثة تساؤلات حول قدرة وفعالية القوانين الحالية في الحد من ظاهرة التحرش بالأطفال، في وقت زاد فيه استخدام الإنترنت بين الأطفال ما يجعلهم عرضة للابتزاز وللتنمر الإلكتروني.
ويرى مغردون أن القانون لن تكون له فائدة إذا لم يصاحبه وعي مجتمعي يغلّب الحوار على التكتم خوفا من الفضيحة.
لذا طالب كثيرون “بتغليظ العقوبات على مرتكبي هذه الجرائم وتفعيل عقوبة الإعدام” بينما وجد آخرون في إدراج مادة في المدارس حلا جيدا لتوعية الأطفال بمخاطر التحرش الجنسي.
كما نشر مغردون إرشادات تنصح أولياء الأمور بحماية أطفالهم من الاستغلال الجنسي والتسلط الإلكتروني وتحثهم على الإبلاغ عن أي شخص يحاول الاقتراب منهم.
ثقافة خاطئة
هناك تغييرات عديدة قد تطرأ على الطفل في حالة شهد أو تعرض لتحرش جنسي. قد تكون العلامات ظاهرة أو سلوكية كالميل للعزلة أو تجنب الاستحمام أو التحكم بأولئك الأضعف منه أو الأصغر منه.
ويقول استشاري الطب النفسي وضاح حجار لبي بي سي: “الطفل الذي يتعرض للتحرش يكون في العادة مستعدا لذلك” .
ويوضح: “بيئة الأهل قد تفرض على الطفل مفهوما خاطئا لحدود الغرباء(أصدقاء الأهل أو زوار البيت أو حتى الأقارب) والضغط عليه لكي ليقترب منهم و يسمح لهم بمصافحته أو بتقبيله”.
ويتابع: “قد يزرع هذا الضغط قبولا لدى الطفل بأن يحدث بينه وبين شخص غريب تلامس جسدي”.
لذا عندما يحجم الطفل عن ذلك بدافع الخجل أو الخوف، يجب ألا يجبر على تلامس جسدي تحت مسمى التواصل الاجتماعي مع معارف أو أصدقاء مقربين، كما هو سائد في الثقافة العربية والأفضل تخييره”.
ويلفت الحجار إلى أن توعية الطفل من الاستغلال الإلكتروني لا تقل أهمية عن توعيته في أرض الواقع.
ويردف: “شركات التواصل الاجتماعي الكبيرة مثل الفيسبوك ويوتيوب أطلقت تطبيقات خاصة للأطفال تعرض فقط محتوى مصنفا على أنه مناسب لهم”.
ويحذر من أن الإعلانات، التي تستهدف مزاولي الألعاب عبر مواقع التواصل، أغلبها لا تتناسب مع الأطفال.
ويشدد على أن مراقبة ومحاورة الطفل قد تحميه من مخاطر الاستغلال الإلكتروني، مضيفا أنه يتعين على أولياء الأمور توفير جو من المصارحة وتحقيق توازن بين الحرية والمسؤولية.
ويتابع بأن الأطفال الذين يتعرضون للتحرش يفتقر أغلبهم لهذا التوازن.
ويشير إلى أن نسبة التحرش بين الأطفال الذين يتسمون بحب الاستطلاع أعلى من الباقين في العالم الافتراضي، إذ يستغل المتحرش فضولهم لاستدراجهم”.
ويختم بالقول” العكس يحدث على أرض الواقع، إذ يستهدف المترشحون الطفل المنطوي”.
تنامي حالات التحرش الالكتروني
وتمثل محاولات استغلال الأطفال جنسيا عبر الإنترنت تحديا جديدا يضاف إلى التحديات التي تواجه رجال الشرطة حول العالم.
وفي عام 2019، أفادت دراسة أجرتها منظمة بريطانية معنية بحماية الأطفال في بريطانيا أن موقع إنستغرام هو أكثر التطبيقات المستخدمة على الإنترنت لاستدراج الأطفال واستغلالهم جنسيا.
وتشير أرقام الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في السعودية إلى أن نسبة التحرش واستغلال الأطفال شهدت ارتفاعا كبيرا على مدى السنوات السبع الماضية.
وينص القانون السعودي على معاقبة الضالعين في جريمة التحرش بالأطفال بالسجن لمدة تصل إلى 5 سنوات، وبغرامة مالية تصل إلى 30 ألف ريال سعودي.
وقد أسهمت عدة حسابات سعودية على تويتر منذ سنوات في ملاحقة وفضح المتحرشين جنسيا بالأطفال على غرار صفحة “قوائم العار للمتحرشين بالأطفال” و”افضح متحرّش الأطفال”.
ووفقا لمواقع سعودية، فقد ألقي القبض على أصحاب أكثر من 777 حسابا على مواقع التواصل الاجتماعي تستغل الأطفال جنسيا حتى أواخر عام 2018.
[ad_2]
Source link