هل الإفراج عن ناقلة النفط الإيرانية في جبل طارق هزيمة لأمريكا؟
[ad_1]
علّقت صحف عربية، بنسختيها الورقية والإلكترونية، على آخر مستجدات التوتر بين إيران من جهة والولايات المتحدة وبريطانيا من جهة أخرى.
يأتي ذلك في أعقاب قرار سلطات منطقة جبل طارق، التابعة للتاج البريطاني والتي تتمتع بحكم ذاتي، إطلاق سراح ناقلة النفط الإيرانية ” غريس 1″ المحتجزة هناك، وذلك على الرغم من تقدم وزارة العدل الأمريكية بطلب للسلطات المحلية لمواصلة احتجاز الناقلة.
ويرى بعض الكُتّاب أن قرار الإفراج عن الناقلة هو انتصار لإيران وهزيمة للولايات المتحدة، وأن احتجازها من البداية كان “خطيئة كُبرى ارتكبتها الحُكومة البريطانيّة”.
ويرى آخرون أن العلاقة بين طهران وواشنطن لن تتأثر أكثر، لأن “خيط المصلحة الرفيع ما زال يحكم النظامين”.
- واشنطن تهدد بحظر منح تأشيرات لطاقم الناقلة الإيرانية “غريس 1”
- أزمة ناقلات النفط: جبل طارق ما تزال تحقق في قضية السفينة الإيرانية المحتجزة لديها
‘انتصار كبير’
يقول عبد الباري عطوان في “رأي اليوم” اللندنية إن الإفراج عن الناقلة الإيرانيّة “غريس 1” التي كانت مُحتجزةً من قبَل سُلطات جبل طارق مُنذ الرابع من يوليو/تموز الماضي “لم يكُن انتصارًا كبيرًا للقِيادة الإيرانيّة التي أدارت الأزمة بقوّة وصلابة ودهاء، وإنّما أيضًا هزيمةً للولايات المتحدة الأمريكيّة التي حاولت عرقلة هذا الإفراج عندما تقدّمت بطلبٍ رسميٍّ لمُصادرتها، وقُوبِل طلبها هذا بالاحتقار والتّجاهل من أقرب حُلفائها”.
ويضيف الكاتب بأن “احتجاز الناقلة الإيرانيّة بتحريضٍ من إدارة ترامب، ولأسبابٍ استفزازيّةٍ غير مُقنعة، كان خطيئةً كُبرى ارتكبتها الحُكومة البريطانيّة عكَست سوء تقدير رد الفِعل الإيراني، عندما اعتقدت أنّ السلطات الإيرانيّة ستأتي إليها راكعةً مُتذلّلةً مُعتذرةً، وطالبةً الصفح والغفران، وعلى رأي المَثل العربي الذي يقول الذي لا يعرِف الصقر يشويه”.
ويقول فارس بن حزام في “الحياة” اللندنية إن “فتيل الحرب مع إيران في المنطقة لم ينزع حتى الآن، وفرص اندلاعها قائمة إلى يومنا هذا، رغم هدوء مضيق هرمز منذ اختطاف السفينة البريطانية قبل أربعة أسابيع”.
ويرى الكاتب أن البريطانيين “يعالجون الملف بهدوء شديد، فهم يمتلكون مهارات دبلوماسية عالية، وهم آباء إيران في مدد الصبر”.
ويرى الكاتب أيضا أن “بطء حركة تشكيل الحلف الأمني والعسكري لحماية الناقلات يعكس تردداً كبيراً يُعيق واشنطن. ذلك ما تظهره، لكنها تبطن القلق الكبير من قيام الحلف. أما تأخره فلحاجة لوقت كاف لاستكمال المفاوضات والحسابات والمقايضات السياسية والاقتصادية”.
ويقول ياسر الزعاترة في “العرب” القطرية إن ما يعنى إيران الآن هو عدم التورط في حرب، ويرى أن الرئيس الأمريكي ترامب “أكثر خوفاً على هذا الصعيد”.
‘خيط المصلحة الرفيع’
يقول عبدالله العوضي في “الاتحاد” الإماراتية إنه رغم انقطاع العلاقات الرسمية بين طهران وواشنطن “فإن اللقاءات غير المباشرة عبر الوسطاء لم تنقطع أبداً ولا في أحلك الظروف، كما أن خيط المصلحة الرفيع لأمريكا مع إيران ما زال يحكم النظامين اللذين يبدوان لنا متعاديين وبقوة”.
ويضيف: “أصبح لدينا في التاريخ المعاصر «إيرانان»، واحدة صناعة أمريكية صُنعت سياسياً في عام 1925، وانتهت صلاحيتها في عام 1979، لغرض لعب دور الشرطي العالمي على منطقة الخليج العربي، والنسخة الأخرى أوروبية صنعتها فرنسا وبمباركة جميع الدول الأوروبية ومعها بريطانيا الحليف الاستراتيجي لأمريكا. هنا يكمن قلب الصراع على النفوذ في الخليج العربي ومن ثم الشرق الأوسط ككل. فإيران اليوم والأمس أداة من أدوات الصراع في المنطقة، فهي تنفذ أدواراً للغرب لا يستطيع الغرب وحده القيام بها”.
ويرى عبدالله بشارة في “القبس” الكويتية أن “المشكلة بين إيران وبين دول المنطقة هي أن دول الخليج لها سيادة ومواطنة وحدود وهوية ومجتمع مدني، ولها تراث تعتز به، وكبرياء سياسي تؤكده شرعية تاريخية عمرها قرون، ولها مفاهيم عصرية في العلاقات بين الدول، وتلتزم بالقانون الدولي، وتخضع لحسابات النظام السياسي العالمي، لها سلطة داخلية تنظم معيشة مواطنيها، لكن إيران الثورية لا تستطيع أن تتعايش مع هذه المواصفات”.
ويقول الكاتب إن التوتر سيظل قائماً في المنطقة “طالما استمرت إيران في مسارها الحالي بعيداً عن الالتزام بالضوابط التي تخضع لها الدول الأخرى، لأنها تتحرك وفق إرادة قوى غامضة تؤمن بها القيادة الإيرانية”.
[ad_2]
Source link