أخبار عاجلة

فدوى الطويل: روائية كويتية من نخبة الأدباء

شافعي سلامة

روائية كويتية من نخبة الأدباء، كتبت فأجادت وأوجزت فأنجزت دفاعا عن قضايا بنات جنسها ومن ورائهن المجتمع ككل.

أبدعت في «حدث في سوهو» عبر اتخاذها الخط الإجرامي البوليسي الإنساني في الكتابة، وأتبعتها برواية «انتحار جماعي في هاريانا» لتأتي على المنوال «الواقعي» نفسه وتطرح الحقائق بطريقة مؤثرة يصعب على أي خط آخر الوصول إليها.

إنها الروائية فدوى الطويل التي التقتها «الأنباء» وحاورتها لتلقي الضوء بصورة مقتضبة على روايتها الجديدة «انتحار جماعي في هاريانا»، فجاءت تفاصيل الحوار كما في السطور التالية.

في البداية، كيف تكونت لديك فكرة «انتحار جماعي في هاريانا»؟

٭ لم تكن الفكرة وليدة اللحظة، بل تراكمات لأخبار صحافية وأفلام وأحاديث عابرة واجتماعات كونت لدي الرغبة في خلق هذه الرواية وجمع كل تلك القضايا الحساسة في هيكل روائي صلب ومتكامل.

جاءت الرواية على خط «حدث في سوهو» تحت خط الكتابة الواقعية، كيف تجدين نفسك في هذا اللون من الكتابة؟

٭ منذ رواية «حدث في سوهو» علمت على الفور أن هذا هو الخط الذي سيرتبط باسم «فدوى الطويل» على الرغم من أنني كنت اكتب بنفس المجال (الإجرامي البوليسي الإنساني) منذ دخولي لرابطة الأدباء بعمر الخامسة عشرة، ولكن الآن أنا متيقنة بأن هذا ما علي الاستمرار به في الوقت الحالي.

الكتابة الواقعية بالنسبة لي «نشوة» بمفاجآتها وأسرارها ومدى عمق الواقع الذي يبدو مع البحث وكأنه ضرب من الخيال، الكتابة الواقعية تطرح الحقيقة على النفس بطريقة مؤثرة يصعب على أي خط آخر الوصول إليها كما تصل الكتابة الواقعية.

جاءت شخصيات الرواية عميقة ولم تخل من التناقضات الإنسانية، هل تحاكي شخصيات واقعية؟

٭ بعد أن تكونت لدي الفكرة الأساسية والخط الرئيسي للرواية حزمت حقائبي وتوجهت إلى الهند بالفعل لمعايشة هذا الواقع وملامسة ما أود طرحه من قضية إنسانية عن قرب.

هكذا تجمعت لدي خطوط الشخصيات بتنوعها وثرائها، وجاءت تحمل من التناقضات الإنسانية ما يتصف به البشر على أرض الواقع فليس هناك خير مطلق أو شر مطلق في الشخصية، بل هناك قدر من هذا وقسط من ذاك.

من أبرز الأمثلة على ذلك شخصية هارديب سينغ، فكيف ترينه؟

٭ إنه نموذج لعدد من المخادعين الذين يظهرون شيئا ويبطنون أمرا مناقضا تماما.

فهو رجل أعمال حريص على مناصرة قضايا المرأة في الظاهر لكنه في الواقع يدعم عيادات الإجهاض المسؤولة عن جانب كبير من بؤس المرأة.

وهو يدفع الثمن في نهاية الرواية بسبب ما قدم من خداع ومراوغة. وماذا عن شخصية الفتاة عبدالواحد؟

٭ شخصية جريئة تميل إلى التمرد منذ نعومة أظفارها، وقد بدأت مشكلتها منذ مولدها مع تسميتها باسم ولد لهدف في نفس أبيها يوضح كيف تعاني الفتيات في مثل هذا المجتمع الذكوري.

ما قضية المرأة الكبرى من وجهة نظرك؟

٭ القمع، الظلم، الإجحاف بحقوقها وكيانها وإمكانيتها في مختلف بقاع العالم ولكن تتفاوت القضية بحجمها وتفاصيلها من مجتمع إلى آخر، لذلك احاول الوصول إلى أدناها من خلال زياراتي إلى البلدان الأخرى والبحث عن حقيقة الأمور وكشفها.

هل من رابط بين مواقع الأحداث والواقع الكويتي أو العربي؟

٭ نعم، يمكن إسقاط الأحداث على العالم العربي.

قضية المرأة قضية عالمية، أي إنسانة معنفة أو تعرضت للظلم والقمع ستجد نفسها بين سطور الرواية، فالمواقع تختلف ولكن الأفعال التي تؤدي إلى تلك الأضرار النفسية والجسدية هي نفسها في كل مكان لا تتغير بناء على الموقع.

هل تشارك المرأة في قمع المرأة؟

٭ بالطبع، دون إدراك منها بأنها ضحية كذلك لمجتمع ذكوري.

وقد ذكرت ذلك في كل من روايتي (حدث في سوهو) و(انتحار جماعي في هاريانا) حيث تجد شخصيتين متناقضتين، واحدة منهما هي المناضلة والناشطة والأخرى تكون المضادة لها تماما.

ما السبيل لنصرة المرأة في مواجهة الظلم المجتمعي؟

٭ القوة، الشجاعة، الوقوف بوجه الخوف وقفة صارمة لا رجوع فيها، تحالف النساء للوقوف معا بدلا من الخضوع للواقع والاستقرار، التوجه إلى التعبير بشتى المجالات، في الكتابة، في الرسم، في السياسة.. إلخ.

هل ترين أن معركة المرأة خاسرة، كما ألمحت البطلة وأمها بالتبني؟

٭ خسارة المعركة لا تعني خسارة الحرب.

الصور في نهاية الرواية هل هي حقيقية للأبطال؟

٭ نعم تلك هي الصور الحقيقية مع تغيير الأسماء وتفاصيل الأحداث لخدمة الكتابة الروائية.

وصف الصورة

«انتحار جماعي في هاريانا».. المرأة تعاني جاهلية متجددة

تشير الإحصاءات إلى أنه في الهند كل 50 ثانية يقوم أحد الوالدين بقتل ابنته، فيما يبلغ عدد الفتيات المفقودات 629 ألف فتاة كل سنة، يتم التخلص من أغلبهن عن طريق الإجهاض والأخريات يتم قتلهن أو إهمالهن أو التخلي عنهن تحت رحمة الظروف.

لعل هذه الحقائق المؤلمة كانت منطلق الكاتبة فدوى الطويل في إبداع «انتحار جماعي في هاريانا»، الرواية الواقعية البوليسية الإنسانية التي يمثل الدفاع عن قضايا المرأة جوهرها وعمادها.

منذ اللحظة الأولى والمشهد الأول تسيطر مسألة ما تواجهه المرأة من قمع في الهند، وربما في غيرها من الأماكن من العالم، على الأحداث.

تبدأ الرواية بمأساة وأد فتاة حديثة الولادة، فيما يشي منذ اللحظة الأولى أن المرأة وكأنها تواجه جاهلية متجددة تعيد ابتكار نفسها بأشكال وأماكن مختلفة، ثم تكر سلسلة الأحداث المتتالية المترابطة في إطار بوليسي شائق يكشف عن ممارسات خاطئة من أناس ينتمون إلى شرائح مختلفة من المجتمع في مواجهة كفاح البطلة فدا فيرما، الصحافية النشيطة التي نذرت نفسها للدفاع عن حقوق بنات جنسها في مواجهة أبسط حقوقهن، حق الحياة.

جاء السرد في خط ماتع لا ملل أو تطويل فيه كما برعت الكاتبة في الانتقال بين الأحداث والشخصيات بسلاسة، فيما تميزت الشخصيات بالعمق والتنوع وتم رسم خطوطها بعناية فجاءت معبرة عن التنوع في المجتمعات عموما، والمجتمع الهندي بصفة خاصة، حيث تباينت بين الطبقات الفقيرة والغنية، والنخبة المتعلمة المثقفة وأولئك الذين لم ينالوا قسطا كافيا من التعليم ليشكل لهم الحد الأدنى من الوعي النخبوي وغيرهم ممن لم يتعلموا على الإطلاق.

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى