أخبار عربية

هل من المحتمل أن تعاني بلدك من نقص المياه؟

[ad_1]

عاملان هنديان يحملان بعض الماء من بركة صغيرة على مشارف منطقة شيناي

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

عاملان هنديان يحملان بعض الماء من بركة صغيرة على مشارف منطقة شيناي.

يضغط النمو السكاني وزيادة استهلاك اللحوم ونمو النشاط الاقتصادي على موارد المياه في العالم.

ويعيش سكان في نحو 400 منطقة في العالم تعاني من “إجهاد مائي شديد”، وفقا لأرقام جديدة أعلنها معهد الموارد العالمية، وهو مركز أبحاث في العاصمة الأمريكية واشنطن.

وثمة مخاوف من أن تؤدي ندرة المياه إلى نزوح الملايين من الأشخاص، وهو عامل يسهم في حدوث صراعات وانعدام الاستقرار السياسي.

ومن المكسيك إلى تشيلي إلى مناطق أفريقية والمقاصد السياحية الجذابة في جنوب أوروبا والبحر الأبيض المتوسط، يصل مستوى ما يعرف بـ”الإجهاد المائي”، أي كمية المياه التي يمكن الحصول عليها من المصادر الجوفية والسطحية مقارنة بالكمية المتاحة، إلى مستويات تبعث على القلق.

مشكلة عالمية

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

تواجه دول جنوب أوروبا والدول المتوسطية ضغوطا وتتفاقم المشكلة مع تركيز استغلال الموارد المائية في السياحة.

يعيش نحو ثُلث سكان العالم، أي 2.6 مليار شخص، في دول تعاني من “إجهاد مائي شديد”، بينهم 1.7 مليار في 17 دولة تُصنف على أنها تعاني من “إجهاد مائي شديد للغاية”، وفقا لمعهد الموارد العالمية.

في حين تعد أكثر من عشر دول، في المناطق القاحلة في الشرق الأوسط، أكثر دول العالم معاناة من الإجهاد المائي، وبرزت الهند كدولة “تواجه تحديات حرجة بشأن استخدامها وإدارتها للمياه التي ستؤثر على كل شيء بدءا من الصحة وحتى تنميتها الاقتصادية”.

وتعاني دول مثل باكستان وإريتريا وتركمانستان وبوتسوانا من “إجهاد مائي شديد للغاية”.

“مفاجآت سيئة وجيدة”

نشرت هذه البيانات على منصة “أكواداكت 3” التابعة لمعهد الموارد العالمية، والتي أجرت تحليلا للعديد من النماذج الهيدرولوجية وحساب مقدار المياه المسحوب من مصادر المياه السطحية والجوفية في كل منطقة، مقارنة بإجمالي المياه المتاح.

وعندما تجاوزت النسبة 80 في المئة، اعتبرت المناطق مناطق “إجهاد مائي شديد للغاية”، وصُنفت الفئة التالية الأكثر خطورة على أنها “إجهاد مائي شديد” بنسبة 40-80 في المئة.

وقال روتجر هوفست، المشرف على الدراسة، لبي بي سي: “بوصفي أعمل على البيانات، أسعى إلى أن أكون غير منحاز إلى حد ما بشأن ما يمكن توقعه من الأرقام، لكنني فوجئت بمدى سوء الوضع في الهند”.

هل شرب “المياه الخام” من الينابيع أفضل من المياه المعالجة؟

تحتل الهند المرتبة الثالثة عشرة في العالم للدول الأبرز من حيث الإجهاد المائي، أسوأ من باكستان.

وتُصنف تسع من ولاياتها وأقاليمها البالغ عددها 36 ولاية على أنها تعاني من “إجهاد مائي شديد للغاية”، وشيناي (مدراس سابقا)، عاصمة ولاية تاميل نادو جنوبي البلاد، عانت مؤخرا من فيضانات وجفاف أيضا.

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

عانت كيب تاون في جنوب أفريقيا من نقص شديد في المياه عام 2018.

ويقول التقرير: “إن أزمة المياه المستمرة في مدينة شيناي الكبرى تبرز أنواع التحديات التي ستواجه معظم الهند في السنوات المقبلة، والتي تفاقمت بسبب سوء إدارة المياه وتزايد الطلب عليها بسبب الصناعة وحياة الناس اليومية”.

ويقول المعهد العالمي لحقوق الإنسان إن المكسيك ستواجه موقفا خطيرا كالوضع في الهند إن لم تتخذ أي إجراء.

وصُنفت 15 من مجموع 32 ولاية في البلاد على أنها تعاني من “إجهاد مائي شديد للغاية”، ويشير هوفست إلى أن مدينة مكسيكو سيتي على وجه التحديد لديها “شبكة مياه هشة للغاية”.

كما صُنفت عشرة من مناطق تشيلي الـ 16 على أنها مناطق تعاني من “إجهاد مائي شديد للغاية”، بما في ذلك العاصمة سانتياغو.

وتُصنف بكين عاصمة الصين ونظيرتها الروسية موسكو على أنهما تعانيان من “إجهاد مائي شديد للغاية”، على الرغم من أن البلدين ليسا كذلك.

ويقول هوفست إن “بعض المفاجآت الأخرى” رُصدت في جنوب أوروبا، بما في ذلك إيطاليا وإسبانيا، حيث تؤدي السياحة إلى إجهاد شبكات المياه خلال أكثر شهور السنة جفافا.

واعتُبرت أكثر من نصف مناطق إيطاليا البالغ عددها 20 منطقة تعاني من “إجهاد مائي شديد للغاية”، وكذلك ثُلث أقاليم تركيا (أي 27 إقليما) من مجموع 81 إقليما.

وتعاني، كذلك، منطقة ويسترن كيب في جنوب أفريقيا، وعشرة من مناطق بوتسوانا الـ 17 ومناطق في ناميبيا وأنجولا من “إجهاد مائي شديد”.

زيادة العطش

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

يعمل التصحر على تغيير المشهد في العديد من الدول ومن المتوقع أن يؤدي إلى نزوح ملايين الأشخاص العقد القادم.

ارتفع المعدل العالمي لسحب المياه، أو كمية الماء العذب المستخرج من مصادر المياه الجوفية والسطحية، مرتين ونصف بين عامي 1961 و 2014.

كما سجل الطلب على المياه لري المحاصيل زيادة بأكثر من الضعف خلال نصف القرن الماضي، كما يقول معهد الموارد العالمية، ويشكل الري نحو 67 في المئة من المياه المستخدمة كل عام.

وتطلبت الصناعات في عام 2014 ثلاثة أضعاف كمية المياه مقارنة بعام 1961، وهذا يمثل حاليا 21 في المئة من إجمالي عمليات السحب.

في ذات الوقت، يسهم الاستخدام المنزلي بنسبة 10 في المئة من استهلاك المياه المسحوبة، وهو ما يزيد على ستة أضعاف مقارنة بعام 1961.

كما تُخصص نسبة صغيرة فقط من المياه المأخوذة من المصادر الهيدرولوجية مباشرة للماشية.

وعلى الرغم من ذلك يشير هوفست إلى أن المياه المستخدمة لري المحاصيل، والتي تستخدم كأعلاف في نهاية المطاف للماشية تمثل 12 في المئة من استخدام مياه الري في العالم، وفقا لدراسة أجراها باحثون في جامعة توينتي في هولندا عام 2012.

وثمة اعتقاد، مع زيادة الطلب على المنتجات الحيوانية، بأن تغيير وجباتنا الغذائية نحو الحد من تناول اللحوم يمكن أن يساعد في تخفيف بعض الضغط على موارد المياه في العالم.

ويقول: “نحن نستخدم الكثير من الأراضي الزراعية في زراعة محاصيل الأغذية وتغذية الحيوانات، لذلك عندما نفكر في تحويل الموارد إلى سعرات حرارية، نجدها ليست الطريقة الأكثر فعالية”.

وتقول دراسة هولندية أجريت عام 2012، إن البصمة المائية لأي منتج حيواني تعد أكبر من البصمة المائية لمنتجات المحاصيل ذات القيمة الغذائية المعادلة.

المناخ والصراعات

مصدر الصورة
AFP

Image caption

توجد بعض الدول التي تعاني من إجهاد مائي في مناطق الصراعات وقد تكون المياه عاملا مساهما في الصراع، وفقا للدراسة.

وحذرت عدة منظمات تابعة للأمم المتحدة من أن تغير المناخ سيجعل التنبؤ بتوافر المياه أقل في بعض الأماكن.

وتقول منظمة الصحة العالمية إنه من المتوقع أن تؤدي زيادة درجات الحرارة والتفاوت الشديد في هطول الأمطار إلى تراجع غلات المحاصيل في العديد من المناطق النامية المدارية، حيث يمثل الأمن الغذائي مشكلة بالفعل.

وبمقتصى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، واستنادا للاتجاهات الحالية، ستؤدي ندرة المياه في بعض المناطق القاحلة وشبه القاحلة إلى نزوح ما بين 24 مليون و700 مليون شخص بحلول عام 2030.

ويقول معهد الموارد العالمية أيضا إن العديد من المناطق التي تعاني من “إجهاد مائي شديد” يقع في مناطق الصراعات، ويمكن أن تكون المياه عاملا مساهما في دعم الصراعات. وتشمل هذه المناطق إسرائيل وليبيا واليمن وأفغانستان وسوريا والعراق.

كما تعاني العديد من المناطق التي تضطر إلى استيعاب أعداد كبيرة من النازحين، مثل الأردن وتركيا، من إجهاد مائي.

لكن بيانات منصة “أكواداكت” تظهر أيضا أنه حتى الدول التي لا تعاني من الإجهاد المائي بشكل خاص تكون عرضة للجفاف، والذي يعرف بمعدل هطول أمطار أقل من 10 في المئة عن المستوى الطبيعي.

وتعرف مولدوفا وأوكرانيا، على سبيل المثال، بأنهما دولتان تعانيان من إجهاد مائي منخفض إلى متوسط، ومع ذلك تتصدران تصنيف الدول المعرضة لخطر الجفاف، يليهما بنغلاديش، التي تُصنّف بمستوى إجهاد مائي منخفض.

وعلى الرغم من ذلك، فإن صغار المزارعين في هذه الدول أقل قدرة على التكيف مع تفاوت إمدادات المياه مقارنة بالمزارعين في كاليفورنيا، على سبيل المثال.

تجارب إيجابية

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

تعاني شيناي في الهند من الجفاف والفيضانات والأعاصير، وفقا للدراسة.

بيد أن هوفست يقول إن بيانات “أكواداكت” تظهر أيضا أنه يمكن تقليلها عن طريق الإدارة الجيدة للمياه، نظرا لأن العوامل الاجتماعية والاقتصادية تعد المحرك الرئيسي لضغط المياه في العالم.

فعلى سبيل المثال انشأت سنغافورة موردا مستداما للمياه عن طريق ما سمته الحكومة بـ “الصنابير الأربعة”، وهو نظام حظي بإعجاب يهدف إلى تجميع المياه، وتوريد المياه، وتنقية عالية الجودة للمياه تعرف باسم “نيووتر”، وتحلية المياه.

وإسرائيل دولة أخرى رائدة على مستوى العالم في تقنيات المياه المتقدمة وإدارتها.

ويقول هوفست إن الدول التي تواجه تحديات المياه، مثل الهند، يمكن أن تتعامل مع أزماتها.

وأضاف لبي بي سي: “الإجهاد المائي مؤشر غير مباشر لكنه لا يمثل مصيرك.”

وقال : “يعتمد ذلك على استجابة الدولة وهناك أمثلة على دول تعاملت بنجاح مع ظروف مائية صعبة”.

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى