أسبوع الرضاعة الطبيعية: هل للالتزام بها فوائد اقتصادية؟
[ad_1]
تصدر مستشفى بومواني للولادة في العاصمة الكينية نيروبي عناوين الأخبار بعد أن أنشأ أول بنك لحليب الأمهات الطبيعي، لمساعدة الأطفال المحتاجين إلى الرضاعة الطبيعية.
وقد أعلن عن هذا البنك في الوقت الذي تحتفل فيه منظمة الصحة العالمية بالأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية، من 1 إلى 7 أغسطس/آب من كل عام، لتشجيع الأمهات على الالتزام بها حفاظا على صحة أطفالهن.
وسيعقد المؤتمر الدولي الثالث للرضاعة الطبيعية في ريو دي جانيرو هذا الخريف.
وفي عام 1990 تبنت حكومات 34 دولة إعلان الأمم المتحدة الذي دعا إلى “إرضاع الأطفال من سن الولادة وحتى سن 4 إلى 6 أشهر طبيعيا”، لكن وتيرة استخدام الرضاعة الطبيعية لم تواصل سرعتها، كما بدأت.
وتظهر أدلة علمية أن للرضاعة الطبيعية فوائد صحية كثيرة للأطفال، وللأمهات، وفوائد اقتصادية للبلدان التي تشجعها.
ما هي النتائج المترتبة على ترك الرضاعة الطبيعية؟
يقول الخبراء إن تدني معدل استخدام الرضاعة الطبيعية يكلف العالم نحو 0.5 في المئة من إجمالي الدخل القومي، ويعادل هذا أكثر من 300 مليار دولار في السنة
وتقدر نتائج دراسة حديثة أن هناك حوالي 595379 طفلا (فيما بين سن 6 إلى 59 شهرا)، ممن لا يرضعون رضاعة طبيعية، يموتون كل عام بسبب الإسهال، والالتهاب الرئوي، بحسب ما تقوله منظمة الصحة العالمية ومنظمة الطفولة (يونيسف).
وتقول أيضا إن هناك 974956 حالة كل عام يتعرض فيها الأطفال إلى السمنة المفرطة بسبب الرضاعة غير الطبيعية.
ما هي فوائد الرضاعة الطبيعية للأطفال؟
لا تكلف الرضاعة الطبيعية شيئا، فهي مجانية، أما الرضاعة غير الطبيعية فتكلف في المعدل 2528 دولارا في العام، في البلدان ذات الدخل العالي، حيث يكلف الحليب البديل أكثر.
ويهدف دعاة الصحة إلى تعزيز الرضاعة الطبيعية للأطفال في الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل، للوصول إلى نسبة 50 في المئة بحلول عام 2025.
هناك أقل من 40 في المئة من الأطفال في العالم يغذون بالرضاعة الطبيعية خلال الأشهر الستة الأولي، بحسب ما أوصت به منظمة الصحة العالمية، والأمم المتحدة.
وتوفر الرضاعة الطبيعية حاجات الأطفال الغذائية خلال الأشهر الستة الأولى من حياتهم.
ويمكن أن يوفر تشجيع الأمهات على الالتزام بها حوالي 300 مليار دولار في العام، تنفق في الرعاية الصحية.
وتفيد دراسات علمية بأن الأطفال الذين يرضعون طبيعيا أقل عرضة لأمراض الحساسية، والربة، والسكري، والإسهال، والبدانة، والالتهاب الرئوي، والطفح الجلدي، والتهابات الأذن والجهاز التنفسي.
كما تظهر أن اختبارات الذكاء لدى الأطفال الذين أرضعوا طبيعيا لمدة 12 شهرا، مقارنة بمن أرضعوا طبيعيا لمدة أقل من شهر، تبين زيادة معدل المجموعة الأولى أربعة أضعاف عن المجموعة الثانية.
ويعني هذا أن الأطفال في المجموعة الأولى، كأنهم حصلوا على فترة تعليم زائدة تقدر بعام كامل، أكثر من المجموعة الثانية، وأن دخلهم في سن الـ30 يزيد بنسبة الثلث.
هل تعود الرضاعة الطبيعية بالفائدة على الأمهات؟
تحول الرضاعة الطبيعية دون وفاة 98243 أمًّا بسبب مرض السرطان والسكري (من النوع الثاني) كل عام.
وتقلل الرضاعة الطبيعية من تعرض الأمهات إلى الإصابة بالسمنة، أو السكري، أو هشاشة العظام، أو سرطان الثدي والمبيض.
هل للرضاعة الطبيعية فوائد لاقتصاد البلاد التي تشجعها؟
هناك عواقب تترتب على عدم استخدام الرضاعة الطبيعية، من بينها تكاليف اقتصادية، وفقدان حياة أطفال وأمهات، وخسائر في القدرة الإنتاجية، وزيادة الأعباء الاقتصادية على الأنظمة الصحية في البلاد، وفي الأقاليم المختلفة وفي العالم.
توصلت دراسة نشرتها دورية لانست الطبية في 2016 إلى أنه إذا أرضع 90 في المئة من الأطفال طبيعيا في بريطانيا، والصين، والولايات المتحدة، فسوف يوفر هذا أكثر من 29 مليار دولار لبريطانيا، و 223 مليار دولار للصين، ومليارين و500 مليون للولايات المتحدة.
وتقدر الخسائر الاقتصادية عالميا بين 257 و 341 مليار دولار من إجمالي الدخل القومي العالمي.
وهناك أعباء أخرى للرضاعة غير الطبيعية على البيئة، إذ إنها تكلف 4000 لتر من الماء لإنتاج كل كيلوغرام واحد من مسحوق الحليب الصناعي.
وتبلغ تكاليف تعبئة الحليب البديل 86000 طن من المعادن، و360000 طن من الورق كل عام.
وإذا التزمت الدول بنظام صحي عالمي تستخدم فيه الرضاعة الطبيعية كعلاج، فإن هذ يوفر سنويا مليارا و100 مليون دولار، إلى جانب تفادي بعض الأمراض والحماية من الموت.
وتشير دراسات إلى أن الخسائر الناتجة عن الضعف الإدراكي لدى الأطفال أكبر بكثير من الخسائر الأخرى، إذ تقدر بما يعادل 285 مليارا و400 مليون دولار.
ويقدر مجموع الخسائر الاقتصادية ما يعادل 341 مليارا و300 مليون دولار، أي ما يساوي 0.7 في المئة من إجمالي الدخل القومي العالمي.
وتسعى الدول الموقعة على الإعلان العالمي الخاص بالرضاعة إلى الاحتذاء بكامبوديا، حيث ارتفعت فيها نسبة الالتزام بالرضاعة الطبيعية، بفعل حملة إعلامية، إلى سبعة أضعاف، فيما بين عامي 2000 و2010. وكذلك الحال في البرازيل، التي تستضيف هذا العام مؤتمر الرضاعة الطبيعية العالمي الثالث.
وتأمل المنظمات الدولية في أن تدفع هذه الخسائر الاقتصادية السلطات ومتخذي القرار، والمتبرعين، إلى توسيع نطاق الرضاعة الطبيعية، والتدخل في تغذية الأطفال بطريقة صحية، وتشجيع الأمهات على الالتزام بها.
[ad_2]
Source link