أخبار عربية

موريتانيا تطلق سراح مدون سُجن بتهمة الردة في قضية أثارت الرأي العام


المدون محمد الشيخ ولد مخيطير

مصدر الصورة
MOHAMED CHEIKH OULD MOHAMED MKHAITIR

أطلقت السلطات الموريتانية سراح مدون اليوم الثلاثاء، بعد اعتقاله لمدة خمس سنوات إثر إدانته بتهمة الردة.

وقالت محامية المدون، فاطيماتا مباي، إن محمد الشيخ ولد مخيطير “أُفرج عنه أمس الاثنين، لكنه لم يحصل على مطلق الحرية في تحركاته، ولم يعد في العاصمة نواكشوط”، حسبما نقلت وكالة فرانس برس للأنباء.

وكان ولد مخيطير، 36 عاما، واجه حكما بالإعدام لكنه خُففّ بحكم بالسجن لمدة عامين. وعلى الرغم من إتمامه مدة العقوبة، ظل قيد الاعتقال، مما أثار انتقادات واحتجاجات من جماعات حقوقية.

ويتزامن الحكم بإطلاق سراح المدوّن مع الأيام الأخيرة من حكم الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، الذي من المنتظر أن يسلم السلطة بعد غد الخميس لمحمد ولد الشيخ الغزواني، وذلك بعد أن قضى ولد عبد العزيز فترتين في حكم البلاد.

وكان المدون الشاب قد صدر بحقه حكم بالإعدام بتهمة الردة في ديسمبر/كانون الأول عام 2014 بعد أن كتب مدونة تحدى فيها قرارات ورد نقلها عن النبي محمد وصحابته أثناء غزواتهم في القرن السابع الميلادي.

واعتقل المدون في يناير/كانون الثاني 2014 بسبب مقال انتقد فيه بشدة أولئك الذين يستخدمون الدين كوسيلة لتجريم أفراد ينتمون إلى مجموعات إثنية معينة.

وحُذِف المقال لاحقا لأنه اعتبر متضمنا لعبارات تجديف في حق النبي محمد. واعتذر مخيطير قائلا إن مقالته التي أدين بسببها استهدفت نقد استخدام الدين لتبرير التمييز ضد بعض عناصر المجتمع الموريتاني، وأنه لم يقصد أبدا الإساءة إلى النبي محمد.

ولم تطبق موريتانيا عقوبة الإعدام منذ عام 1987.

وأدت “توبة” ولد مخيطير بعد تلقّيه حُكم الإعدام إلى تخفيف الحكم من محكمة استئناف في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2017 إلى عقوبة بالسجن لمدة عامين، مما أشعل تظاهرات تطالب بإعدامه في أنحاء البلد العربي ذي الطبيعة الصحراوية.

وقال محاميو ولد مخيطير إنه ينبغي الإفراج عنه؛ لا سيما وأنه قد قضى بالفعل أربع سنوات خلف القضبان، لكنه ظل مع ذلك قيد الاعتقال.

وفي 20 يوليو/تموز، دافع الرئيس عبد العزيز عن استمرار اعتقال المدون بالقول إن في ذلك “ضمانا لأمنه الشخصي وأمن البلاد”.

وقال عبد العزيز: “نعلم أنه من الناحية القانونية، ينبغي إطلاق سراحه، لكن لدواع أمنية، لا يمكننا المخاطرة بحياة أكثر من أربعة ملايين موريتاني”.

وفي خطاب مفتوح نُشر في اليوم التالي، دعت عشر جماعات حقوقية، بينها “مراسلون بلا حدود”، الرئيس الموريتاني خلال أسابيعه الأخيرة في حكم البلاد إلى إنهاء “حالة الاعتقال غير القانونية” لمخيطير.

بعد ذلك شن رئيس الدولة وعدد من كبار رجال الدين حملة “لتهيئة الرأي العام” لفكرة إطلاق سراح ولد مخيطير.

من هو ولد مخيطير

محمد الشيخ ولد مخيطير ناشط ومهندس ومدون من مدينة نواذيبو الموريتانية. ويقول عنه موقع إنترناشيونال بيزنس تايمز إنه لم يعرف عنه أنه معارض بارز للحكومة ولكن تزعم بعض المنظمات الدينية أن نقده الاجتماعي يمثل انتقادا للإسلام.

وشهدت موريتانيا حملة للمطالبة بإعدام ولد مخيطير، إذ قادت الحكومة وأحزاب المعارضة العديد من الاحتجاجات التي تدين المدون وتطالب بنهاية سريعة للمحاكمة، كما طالب العديد من رجال الدين بإعدامه.

ولدى بدء المحاكمة في عام 2014 نسب لمحمد ولد عبد العزيز الرئيس الموريتاني حينئذ القول : “إننا سنطبق شرع الله ضد كل من يسيئ للنبي وكل من ينشر هذه الإساءة”.

وكان المقال الذي نشره ولد مخيطير في أواخر عام 2013 يتحدث عن تعرض طبقة “لمعلمين” – وهم أصحاب المهن اليدوية مثل الحدادة والنجارة في موريتانيا- للتمييز، وأرجع أصول هذا التمييز إلى صدر الإسلام.

وذكرت مصادر عديدة أن ولد مخيطير ينتمي إلى هذه الطبقة في موريتانيا.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى