قصة مدرسة في تشيلي يحمل طلابها قنابل حارقة مع أقلامهم
[ad_1]
يقول رودريغو بيريز، رئيس اتحاد طلبة مدرسة “المعهد الوطني” في العاصمة التشيلية سانتياغو إنه : “لا يحمل طالب كوكتيل مولوتوف لمجرد أنه يحب ذلك أو يعتقد أنه شيء ممتع”.
تعد مدرسة البنين الحكومية واحدة من أعرق المدارس في البلاد، إذ تتمتع بعملية اختيار صارمة للطلاب وتفتخر بتخريج رؤساء سابقين.
بيد أن على مدار الأشهر القليلة الماضية، احتلت المدرسة العناوين الرئيسية للصحف بسبب سلوك بعض تلاميذها، الذين ألقوا قنابل حارقة من سطح المدرسة واستولوا على الفصول الدراسية.
كما استُخدمت الغازات المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريق بعض الاحتجاجات الأكثر عنفا.
لجأت المدرسة إلى تركيب كاميرات مراقبة، كما عمدت الشرطة إلى تفتيش حقائب التلاميذ عند دخولهم المبنى منعا لتكرار الحادث الذي يوصف بأنه الأكثر تدميرا، والذي كان برعاية طلاب أخفوا هويتهم وراء أقنعة.
كما شارك في الاحتجاجات عدد من المدارس الحكومية الشهيرة للبنين، بيد أن مدرسة “المعهد الوطني” كانت الأكثر تطرفا.
“مللنا تشويه صورتنا”
يقول رودريغو عن المحتجين: “كان الأمر أشبه بوعاء طهي يعمل بضغط الهواء وانفجر أخيرا وأفضى إلى هذا النوع من العنف”.
قد يختلف رودريغو مع الأساليب التي استخدمها الطلاب الملثمون، لكنه يتفهم دوافعهم جيدا ويضيف : “تعكس مدرستي حالة التعليم في تشيلي، نقص الموارد ورعاية الطلاب.”
توجد شكاوى من تفشي الفئران، وانسداد مياه صرف الحمامات مع تسرب مياه المجاري، والاستحمام بالماء البارد، والنوافذ المكسورة، وأسقف تسرب المياه وتنمر المعلمين.
ويقول : “طلبنا خلال السنوات الست الماضية تغيير الأشياء، مللنا من وصفنا بالإرهابيين والمنحرفين، في الوقت الذي نرغب فيه أن تُسمع شكوانا”.
كان الطلاب الملثمون، يريدون مثلهم مثل العديد من الطلاب الآخرين في المدرسة، ضخ المزيد من الموارد في مدرستهم، بما في ذلك عدد كاف من المعلمين وإجراء إصلاحات في المناهج الوطنية، إذ يقولون إنها قديمة جدا ولا تعكس فكر القرن الحادي والعشرين.
واعتقد بعض التلاميذ أن الطريقة الوحيدة لجذب انتباه الناس هي إلقاء قنابل البنزين والاستيلاء على الفصول الدراسية.
مشكلة طويلة الأمد
يقول معارضون إن مشكلة المدارس الحكومية التي تعاني من نقص التمويل تعود إلى حكم الجنرال أوغستو بينوشيه في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي عندما وضعت تحت سيطرة السلطات المحلية، التي يتهمونها باختلاس الأموال المخصصة للمدارس.
ويعترض فيليبي اليساندري، عمدة المنطقة التي تقع فيها المدرسة والمسؤول عن الشؤون المالية للمدرسة، على ذلك.
ويقول : “منذ ذلك الحين، وأنا عمدة المنطقة، كان يستخدم كل بيزو أعطيت لي في أغراض البنية التحتية للمدرسة”.
وينحي باللائمة على الطلاب فيما يتعلق بتردي حالة الإصلاح في المدرسة.
ويقول “في كل مرة نجري إصلاح شيء ما، يلحق الطلاب الضرر به. أصلحنا بعض الحمامات خلال العطلات وبحلول ظهيرة أول يوم في الفصل الدراسي الجديد رسموا عليها رسومات وأصيبت بتلفيات”.
ويقول إن مثيري الشغب هم مجموعة صغيرة من الطلاب المسيسين إلى حد كبير بهدف إحداث اضطرابات.
ويعتقد العمدة اليساندري أن هناك حاجة لإجراءات صارمة للتصدي لهم.
ويقول “لا يمكننا أن يكون لدينا طلاب يسكبون البنزين على المعلمين ويلقون القنابل. يلزم وقفهم”.
“سياسة صارمة”
ويشاركه الرأي حكومة الرئيس اليميني سيباستيان بينيرا، التي طبقت سياسة تسمى “الفصل الدراسي الآمن” لاحتواء الاحتجاجات.
ووفقا للسياسة يمكن استبعاد التلاميذ المشتبه في مشاركتهم في الاحتجاجات العنيفة من المدرسة على الفور، حتى إذا كان سلوكهم لا يزال قيد التحقيق.
ويقول رودريغو إن هذا الإجراء الجديد، الذي يؤدي في بعض الأحيان إلى إيقاف نشاط تلاميذ لم يرتكبوا أي خطأ، صارم جدا وأثار غضب الطلاب الساخطين بالفعل.
ويقول إنه تسبب أيضا في زيادة عدد المتظاهرين الملثمين من نحو 20 إلى 100 من مجموع أربعة الآف طالب.
ويضيف : “عندما تملي الدولة سياساتها بالقوة، مع اقتحام الشرطة للمدرسة لتفريق الطلاب واستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، فإن ذلك يبين لنا أن العنف هو رد فعلهم على الموقف، وهذا يولد مقاومة”.
انقسامات عميقة
وتنقسم آراء أولياء الأمور بشأن كيفية التعامل مع المشكلة، حيث تتخذ ثلاث جمعيات رئيسية مواقف مختلفة.
جودي فالديس تقود واحدة من هذه الجمعيات وتقول : “حتى الطلاب الذين يلقون كوكتيلات المولوتوف يتمتعون بحقوق، لأنهم أطفال لا يزالون في مرحلة نمو وهذا لا يفهمه العمدة ولا الحكومة”، و تؤكد أنها لا تتفق مع أساليبها.
تريد فالديس رؤية المزيد من المعالجين في المدرسة بغية المساعدة في التعامل مع الاكتئاب ومشاكل الصحة العقلية الأخرى التي يعاني منها العديد من الطلاب.
ويقول التلاميذ أنفسهم إن الحضور إلى الفصل يشبه أحيانا دخول ساحة حرب، حتى أولئك الذين لا يشاركون بنشاط في الاحتجاجات يقعون في المشاجرة.
أحد هؤلاء ابن ناتاليا كاناليس ريكيلمي، سانتياغو، البالغ من العمر 14 عام.
وتتحدث والدته عن اليوم الذي كاد أن يموت فيه عندما وقع أثناء مواجهة الشرطة للمتظاهرين بالغاز المسيل للدموع وتقول إن سانتياغو “لم يكن ملثما، لم يرم الحجارة، ولا يعرف حتى كيف يشعل موقد الغاز، ناهيك عن إلقاء القنابل الحارقة”.
ويتذكر سانتياغو قائلا : “شعرت باختناق تقريبا، ظننت أنني سأموت. وعندما استطعنا أخيرا الخروج من الفناء، سقطت، وسحقني جميع الطلاب الآخرين وهم يهرعون للفرار”.
ويقول العمدة اليساندري إنه يستمع إلى مطالب الطلاب وأولياء الأمور، كما يسعى إلى العثور على التمويل اللازم لإجراء تحديثات للمدرسة.
ولكن مع زيادة حدة الغضب لدى الطلاب، ليس من الواضح إذا كان تعهد رئيس البلدية بإجراء تحسينات يكفي لإقناع الطلاب بوقف الاحتجاجات أم لا.
[ad_2]
Source link