أخبار عاجلة

براشيم الجينز المعدنية قد تصبح شيئا | جريدة الأنباء


ما يزال سروال “الجينز” الحليف الأقوى للأزياء منذ اختراعه عام 1871. إذ يمتلك الجميع زوجاً من الجينز في كافة أنحاء العالم تقريباً. ورغم من شعبيته الواسعة وتعدد استخداماته، إلا أن سمعته كأحد أكثر الصناعات تلويثاً للبيئة في العالم قد فاقت شعبيته. فهل حان الوقت لوضع حدٍ لهذه الحقيقة؟
 
وتطمح مؤسسة “إلين ماك آرثر” البريطانية الخيرية في تغيير هذه الحقيقة من خلال تشجيع شركات الملابس على المشاركة في مبادرة “إرشادات إعادة تصميم الجينز”، مما قد يغير تصميم الجينز كما عهدناه سابقاً.

 
وتنص لائحة الإرشادات على أنه يجب التخلص من البراشيم المعدنية أو تقليل استخدامها إلى الحد الأدنى. وقد كانت البراشيم المعدنية هي أساس التصميم الحاصل على براءة الاختراع من قبل ليفي شتراوس في عام1873، والمعروفة باسم السراويل “XX”، وقد أطلق عليها فيما بعد “501”. واستخدمت البراشيم في الأصل لتعزيز المناطق القابلة للتمزق في الجينز، ولكن الخياطة الحديثة جعلت منها محض زينة.

كما تنص الإرشادات الجديدة، التي تشكل جزءاً من مبادرة إعادة تدوير الأزياء “Make Fashion Circular”، على ضرورة تحمّل ما لا يقل عن 30 غسلة منزلية، وأن يُصنّع من “ألياف السليلوز” عن طريق الزراعة التجديدية، أو العضوية، أو الانتقالية”، كما يجب أن يخلو من المواد الكيميائية الخطرة. ويحظر أيضاً من استخدم طريقة السفع الرملي، أو التشطيب الحجري، أو بيرمنغنات البوتاسيوم، أي العوامل المؤكسدة.

ويقول قائد مبادرة “Make Fashion Circular”، فرانسوا سوشيت، في مقابلة عبر الهاتف: “الفكرة تكمن في إطالة عمر السروال الجينز الافتراضي لأطول فترة ممكنة.”

ويعود تاريخ الجينز الأزرق المعاصر إلى عام 1853، عندما أحضر مهاجر بافاري يدعى ليفي شتراوس نسيج “الدينيم” إلى أمريكا. وبعد انتقاله إلى سان فرانسيسكو لفتح شركته الخاصة لبيع لبضائع الجافة، بدأ شتراوس بتزويد نسيج “الدينيم” لخياط يدعى جاكوب ديفيس في ولاية نيفادا الأمريكية.

وقد حظي القماش بشعبية بين العمال، ورعاة البقر، وعمال المناجم. حيث كان أفضل من ملابس العمل التقليدية بتحمل ظروف العمل القاسية. واستمر ديفيس في التخصص في سراويل “الدينيم”، ثم ابتكر لاحقاً زوجاً تعززه البراشيم النحاسية على أطراف جيوب السروال.

ثم تطورت صناعة الجينز على مدار القرن العشرين، حيث تحول الجينز من ملابس للعمال إلى زي رسمي للقوات البحرية، ثم إلى رمز لتمرد الشباب وثقافة البوب. وقد نال الجينز تأييد نجوم هوليوود من أمثال جون واين، ومارلون براندو، ومارلين مونرو، وجيمس دين، بالإضافة إلى مغني الروك المشهور إلفيس بريسلي.

وخلال فترة تحوله، حافظ الجينز الأزرق على جاذبيته، عندما عُرض كملابس فاخرة أو جاهزة. وقد استحوذ على شريحة كبيرة من قطاع صناعة الملابس. ومن المفارقات كذلك، نظراً لأنه صُنع في البداية كملابس طويلة الأمد، أصبح سلعة يمكن التخلص منها بعد عدة استخدامات.

وقالت أستاذة مساعدة في تصميم الأزياء والأخلاقيات والاستدامة بجامعة “ريرسون” في مدينة تورونتو الكندية، أنيكا كوزلوفسكي: “ما كان من المفترض أن يكون أكثر الملابس المعمرة في خزائننا، أصبح يتوفر  بأعدادٍ هائلة. مما أدى إلى  تأثيره السلبي على البيئة”.

وأضافت كوزلوفسكي : “بات اتخاذ خطوات نحو سلسلة إمداد أكثر وعي بالبيئة أمراً لا مفر منه. وهناك الكثير من المشكلات في قطاع الصناعة حالياً.”

وقد تعهدت كل من “H&M”،و “GAP”،و “C&A”،و “Lee Jeans”، و “Reformation” بالانضمام إلى مبادرة إعادة تصميم الجينز. ومن المتوقع أن تنضم إليها المزيد من شركات بيع الملابس، مع صُنع أول ملابس باستخدام الإرشادات التي تم تعيينها لتصل إلى المتاجر في العام المقبل.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى