تعيينات جونسون .. هل هي قفزة نحو المجهول؟
[ad_1]
وصول بوريس جونسون إلى عشرة داوننغ ستريت مقر رئاسة الحكومة البريطانية يأتي في وقت تشهد فيه بريطانيا استحقاقا سياسيا واقتصاديا كبيرا ألا وهو العلاقة المستقبلية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي.
وكانت المملكة المتحدة قد قدمت طلبا رسميا للانسحاب من الاتحاد الأوروبي بموجب البند رقم 50 من اتفاقية لشبونة .
ورغم مرور المدة القانونية، وهي عامان، على الانسحاب كما تقتضي شروط المعاهدة، إلا أن حكومة تيريزا ماي أخفقت في تمرير الاتفاقية التي توصلت إليها مع الاتحاد أمام البرلمان ثلاث مرات، مما أدى إلى انقلاب أعضاء حزبها ضدها واستقالة عدد من الوزراء الذين اتهموها بضعف القيادة والتفاوض بتردد وعدم ثقة بالنفس مع الاتحاد الأوروبي.
من هو بوريس جونسون”الذي ينحدر من أصول تركية”؟
“عدو” الاتحاد الأوروبي والفائز الأكبر بمقاعد بريطانيا في البرلمان الأوروبي
أوروبا “أسقطت تيريزا ماي كما أسقطت مارغريت ثاتشر”
كيف استغرق “بريكست” وقتا أطول من بناء برج إيفل والسفر إلى المريخ؟
وقد أدى ذلك بماي إلى تقديم استقالتها بعد ثلاثة أعوام فقط من تسلمها مهامها خلفا لديفيد كاميرون الذي استقال مباشرة بعد نتائج الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي التي جاءت لصالح الخروج بأغلبية طفيفة.
على خطى الأسلاف
حاولت ماي السير على خطى أسلافها في الحفاظ على العلاقة الاستراتيجية بين بريطانيا والولايات المتحدة التي رأى فيها مؤيدو بريكسيت نوعا من التعويض لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خاصة فيما يتعلق بالاتفاقيات الاقتصادية ولاسيما أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، لم يخف تأييده لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ولهذا السبب أعرب ترامب عن دعمه لكل من بوريس جونسون الذي تولى حقيبة الخارجية في عهد تيريزا ماي والسياسي اليميني المتحمس بقوة للخروج من الاتحاد الأوروبي، نايجل فراج، الذي خاض انتخابات البرلمان الأوروبي الاخيرة في شهر أيار/ مايو الماضي بحزب جديد سماه بريكسيت وحصل على 29 مقعدا من أصل 73 مخصصة لبريطانيا .
وقد رحب ترامب بنتيجة الانتخابات وصرح أكثر من مرة أنه يجب توظيف فراج في الحكومة بل واقترح تعيينه سفيرا في واشنطن وهو ما يعد خروجا عن العرف الدبلوماسي الذي يعتمد على مبدأ عدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول الأخرى.
أزمة جديدة
وشهدت العلاقة الإشكالية بين الرئيس الأمريكي والحكومة البريطانية أزمة جديدة بعد الكشف عن رسائل دبلوماسية أرسلها السفير البريطاني السابق في واشنطن، السير كيم داروك، حول تقييمه لإدارة ترامب وللرئيس الأمريكي نفسه، وقال فيها إنها ادارة متناحرة وعاجزة كما أن ترامب يفتقر إلى معرفة التفاصيل والتركيز.
هذه الرسائل وجدت طريقها إلى الصحف التي نشرتها بالتفصيل مما سبب حرجا للحكومة البريطانية خاصة وأنها جاءت بعد أيام من زيارة ترامب الرسمية لبريطانيا وحلوله ضيفا على الملكة اليزابيث الثانية رغم معارضة عدد كبير من البريطانيين لهذه الزيارة إلا أن الحكومة البريطانية أرادت من خلالها تعزيز العلاقات مع الادارة الأمريكية من خلال الحفاوة التي أبدتها لترامب.
وقد تراوحت مواقف الحكومة البريطانية بين الاعتذار عن الرسائل واتهام جهات لم تسمها بتسريبها، لكنها في الغالب حاولت التقليل من تداعياتها على العلاقات بين البلدين.
وقد رفض رئيس الوزراء الحالي، بوريس جونسون، التأكيد على ثقته بالسفير البريطاني وامتنع عن الرد على سؤال فيما اذا كان سيحتفظ به في منصبه مما دفع السفير لتقديم طلب استقالته، بينما كان موقف وزير الخارجية، جيريمي هانت، أكثر توازنا إذ أشاد بالسفير، وإن كان قد حرص على القول إنه لا يتفق مع ما جاء في الرسائل.
التعيينات الجديدة
وقد يرى البعض أن التعيينات الجديدة في حكومة جونسون، التي كان أبرز ملامحها إقالة 17 وزيرا من وزراء حكومة تيريزا ماي وتكليف مؤيدين لجونسون من المتحمسين للخروج حتى بدون اتفاق، قفزة في المجهول فيما يراها بعضهم الآخر تنتفيذا لرغبة الناخبين الذين صوتوا لصالح الخروج في استفتاء 2016.
ورغم أن المصوتين لصالح الخروج لم يعرفوا وقتها الآليات المطروحة للخروج إلا أن دعاة الخروج يقولون إن عدم تنفيذ رغبتهم سيقوض أسس النظام الديمقراطي فيما يطالب دعاة البقاء تنظيم استفتاء ثان على أي اتفاقية للخروج قبل أن يدخل حيز التنفيذ.
وكان الاتحاد الأوروبي قد مدد المهلة التي منحت لبريطانيا للخروج للمرة الثانية الى الحادي والثلاثين من أكتوبر/ تشرين أول المقبل.
وقد تعهد جونسون بالخروج قبل انتهاء الفترة، وقال إن مدة 99 يوما كافية.
وحرص جونسون على تعيين وزراء من مؤيدي بريكسيت في الوزارات الرئيسية اذ عين وزير الداخلية السابق، ساجد جافيد، وزيرا للخزانة فيما أوكل الخارجية لدومينيك راب أحد الوزراء الذين استقالوا من حكومة ماي احتجاجا على موقفها من بريكسيت، وعين بريتي باتيل وزيرة للداخلية، وهي التي سبق وأقالتها تيريزا ماي بسبب روابطها الوثيقة مع المؤيدين لاسرائيل واتصالاتها مع سياسيين اسرائيليين دون علم الحكومة، فيما خرج منافسه في انتخابات زعامة حزب المحافظين من الحكومة.
ويبدو من هذه التعيينات أن جونسون سيتخذ موقفا متشددا من الاتحاد الأوروبي فيما سيعمل على مزيد من التقارب مع واشنطن وسيعول على العلاقة الشخصية التي تربطه بالرئيس ترامب الذي انتقد أداء تيريزا ماي وقال إنه من الجيد أن يكون لبريطانيا رئيس وزراء جديد.
[ad_2]
Source link