لماذا تثير الفياغرا النسائية جدلا حول مدى فعاليتها؟
[ad_1]
اعتمدت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، المعروفة اختصار بـ”إف دي إيه”، عقارا جديدا يهدف إلى تعزيز الرغبة الجنسية لدى النساء، وذلك في 21 من يونيو/ حزيران الماضي.
ويستهدف العقار النساء في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، اللائي يعانين من حالة تعرف باسم اضطراب فتور الرغبة الجنسية، المعروف اختصارا بـ (HSDD).
ويصف الأطباء الحالة بأنها نقص مستمر في الاهتمام بالنشاط الجنسي، ويقدر أنها تؤثر على ما بين 6 و10 في المئة من النساء في سن الإنجاب في الولايات المتحدة.
ويُسوق العقار، واسمه العلمي بريميلانوتيد، تحت الاسم التجاري “فايليسي”، وهذه هي المرة الثانية التي تحاول فيها شركات الأدوية إنتاج “فياغرا نسائية”.
لكن موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أثارت جدلا. فهل عقار فايليسي فعال حقا؟ وما هي المخاوف الصحية المرتبطة به؟
الحقن مقابل الحبوب
تم تطوير عقار فايليسي من جانب شركة “بالاتن تكنولوجيز”، وحصلت على رخصة إنتاجه شركة “أماغ فارماسوتيكال”، ويتم تناوله عبر الحقن الذاتي.
ويهدف هذا الدواء إلى تقليل القلق، وتحسين الرغبة الجنسية، وذلك من خلال زيادة وجود الدوبامين، وتثبيط إطلاق السيروتونين.
وسيتنافس العقار الجديد مع عقار “آدي”، الذي تنتجه شركة “سبراوت” للأدوية، وهو عبارة عن أقراص يومية، جرى اعتمادها من جانب هيئة الغذاء والدواء عام 2015.
وأثار ذلك القرار أيضا الجدل حينها، وقال خبراء إن ” آدي” محدود الفعالية وربما غير آمن.
ويقول مصنعو عقار فايليسي إن المرضى لا يحتاجون إلى التوقف عن تناول الكحول أثناء تعاطي الدواء، وذلك على عكس مستخدمي عقار آدي، الذين تم إعلامهم في البداية بأن ذلك ضروري.
كما يعد المصنعون بآثار جانبية أخف، وفعالية أسرع، دون الحاجة إلى الاستخدام اليومي.
معاناة في صمت
وفقا لدراسة أجريت عام 2016، يصيب اضطراب فتور الرغبة الجنسية امرأة من بين كل 10 نساء أميريكيات، وكثيرات منهن لا يسعين للعلاج على الإطلاق.
يقول ويليام هايدن، مدير تنفيذي في شركة أماغ للأدوية: “العديد من هؤلاء النساء يعانين في صمت، ما يعني أنه لا يوجد بالفعل سوق لهذا المنتج”.
لكن مراقبين في مجال صناعة الأدوية يقدرون أن عقار فايليسي قد يحقق مبيعات سنوية تصل إلى مليار دولار.
وتقول شركة بلومبرغ إنتليجنس للاستشارات إن وصفات عقار “آدي “في الولايات المتحدة زادت بأكثر من 400 في المئة في مايو/أيار الماضي، مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، وبلغ إجمالي عدد مرات وصفها للمرضى من جانب أطباء نحو 3000 مرة.
جدل
وتقول شركة أماغ إن معظم الآثار الجانبية، المسجلة أثناء التجارب، كانت تتراوح بين الغثيان المعتدل إلى الشديد، لدى حوالي 40 في المئة من المستخدمات، كما شملت الآثار الجانبية الأخرى المبلغ عنها أيضا الهّبات الساخنة، والصداع.
وأشادت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية بالدواء الجديد، “لتوفيره خيارا علاجيا لحالة اضطراب فتور الرغبة الجنسية”.
وقالت الهيئة: “هناك نساء ضعفت لديهن الرغبة الجنسية دون سبب معروف، الأمر الذي قد يكون محزنا. الآن يمكنهن الاستفادة من علاج دوائي آمن وفعال. موافقة اليوم توفر للنساء خيارا علاجيا إضافيا لهذه المشكلة”.
لكن هيئة الغذاء ذكرت أيضا أنه ليس من الواضح كيف يتفاعل عقار فايليسي في الدماغ، للتأثير على الرغبة الجنسية أو القلق.
وهناك نقاش واسع حول تلك الأدوية باعتبارها أفضل طريقة للتعامل مع ضعف الرغبة الجنسية، إذ قال خبراء طبيون إن هذه الحالة قد تكون مرتبطة بعوامل أخرى خارجية ونفسية.
كما ظهرت انتقادات واسعة بشأن مدى حقيقة أن أغلب الأطباء، الذين كانوا أعضاء في لجنة هيئة الغذاء والدواء الأخيرة التي انعقدت حول دراسة اضطراب فتور الرغبة الجنسية، مرتبطون بشركة سبروات للأدوية التي تنتج عقار آدي.
كما قالت العديد من منظمات صحة المرأة أيضا إن هيئة الغذاء لم تطلب مزيدا من التدقيق في الآثار طويلة المدى لعقار فايليسي.
التجارب الطبية
قالت ديانا زوكرمان، رئيس المركز الوطني للأبحاث الصحية، لصحيفة واشنطن بوست: “الخبر السار هو أنه لا يلزم تناول عقار فايليسي يوميا، كما يتطلب الأمر بالنسبة لعقار آدي”.
وأضافت: “لكن الخبر السيء هو أن الجمهور لا يمكن أن يثق في سلامة الدواء، لأننا لا نستطيع الوصول إلى معلومات السلامة طويلة الأجل بشأنه”.
وأجريت التجارب الطبية لعقار فايليسي على مدار 24 أسبوعا، وشملت أكثر من 1200 امرأة، في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث يعانين من ضعف الرغبة الجنسية.
وقد استخدمت معظم المريضات الدواء مرتين إلى ثلاث مرات شهريا، لكن لم يستخدمنه أكثر من مرة واحدة في الأسبوع على أية حال.
ومن بين هؤلاء، قالت 25 في المئة منهن إنهن شهدن زيادة في الرغبة الجنسية، مقارنة بـ 17 في المئة من النساء اللائي تناولن علاجا بديلا.
لكن وفقا لمركز كولومبوس لأبحاث صحة المرأة، وهو شركة خاصة للتجارب الطبية شاركت في التجربة، خرجت نحو 20 في المئة من النساء المشاركات من تلك التجربة، بما في ذلك 8 في المئة توقفن بسبب أعراض الغثيان.
[ad_2]
Source link