منصة عربية “جريئة” لمناقشة الثقافة الجنسية وعلاقات الحب والزواج
[ad_1]
لا يزال الحديث عن الموضوعات الجنسية في المجتمعات العربية أمراً شائكاً ويشوبه الحرج، إلا أن البعض حاول تحدي الأنماط السائدة وتوفير مساحات آمنة للنقاش حول الجنس والحب والزواج والصحة الإنجابية.
وبالرغم من صعوبة تناول تلك الموضوعات في المجتمعات المحافظة، دُشن موقع “الحب ثقافة” في مارس/آذار 2014 ليكون “منصة للنقاش البناء حول أمور الحب، والعلاقات، والجنس، والزواج، لمن هم فوق 18 عاماً”.
“موسوعة كاملة”
تعد منصة الحب ثقافة الموقع العربي لمشروع Love Matters العالمي الذي ترعاه إذاعة هولندا العالمية، ويتضمن خمسة مواقع بعدة لغات تستهدف فئة الشباب على وجه الخصوص في الهند، والمكسيك، وفنزويلا، وكينيا، والصين والعالم العربي.
ويقدم الموقع “موسوعة كاملة سهلة البحث والقراءة من المعلومات الطبية المدعومة بالأبحاث العلمية، ومقالات وقصص شخصية حول الجنسانية والصحة الجنسية للشباب”، بحسب ما ذكره الموقع.
وما بين النصائح العلمية حول أوضاع الجماع المختلفة إلى معلومات حول الصحة الإنجابية واستشارات زوجية ونفسية، تتنوع الموضوعات التي يطرحها الموقع والتي يقدمها أطباء ومتخصصون عبر مقالات ورسوم توضيحية وفيديوهات قصيرة. كما يسهم كتاب ومدونون وخبراء من المهتمين بموضوعات الثقافة الجنسية في إثراء المحتوى.
ومع لجوء فريق إدارة الموقع، ومقره القاهرة، إلى مختلف وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الثقافة الجنسية بمختلف نواحيها، أصبح للموقع أكثر من مليون متابع على فيسبوك، وقرابة 340 ألف مشترك على قناته على يوتيوب.
ويقول دكتور رامي متولي، منسق النسخة العربية من الموقع، لبي بي سي إن هذا المشروع يساهم في حملات عديدة في مصر والعالم العربي حول مناهضة ختان الإناث، والعنف ضد المرأة والتحرش، كما أسس شراكات مع جهات مختلفة لنشر محتوى المشروع من بينها الموقع الإلكتروني لجريدة المصري اليوم، والاتحاد الدولي لجمعيات طلبة الطب في مصر، والجمعية المصرية لتنظيم الأسرة، و جمعية الشرق الأوسط للصحة الجنسية.
ويوفر المشروع دورات تدريبية عديدة لكوادر الأطباء والمختصين في مجال الصحة الإنجابية والعلاقات الزوجية و الاستشارات الأسرية، لأنهم “الأكثر احتكاكاً بالجمهور”.
“إثارة للجدل” و “فرقعة فارغة”
وعملاً بمبدأ “لا حياء في العلم”، ومن أجل الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور، أطلقت منصة الحب ثقافة أول حفلاتها في الجامعة الأمريكية في القاهرة في 2016، كما أنتجت أغنية أداها مطرب المهرجانات الشعبية سادات، بالاشتراك مع فريق الراب “واي-كرو” لأول مرة في الحفل.
وبالرغم من التفاعل الذي تشهده موضوعات “الحب ثقافة” وعشرات الآلاف من المشاهدات للفيديوهات التي يطرحها، خاصة تلك التي تتحدث عن الأمور الجنسية، كثيراً ما يشهد الموقع تعليقات تنتقد محتواه وتتهمه بالبعد عن الدين وعدم مراعاة التقاليد العربية.
وعلى سبيل المثال، علق متابع باسم أحمد جبريل على فيديو يتحدث عن خيارات ممارسة الجنس خارج نطاق الزواج قائلاً: “رسالة إلى أدمن الصفحة: الموضوع مش محتاج تساؤلات .. ومن فضلكم بلاش (لا) نتطرق للأمور دي وبلاش إبداء رأيكم في الحلال والحرام .. خليكم صفحة تثقيفية و علمية أحسن .. وبلاش إثارة للجدل وفرقعة فارغة”.
وقال متابع آخر: “لاحول ولا قوة إلا بالله، تحريم الحلال وإحلال الحرام!”
ويقول د. متولي: “في البداية كانت التعليقات هجومية بنسبة كبيرة. وخلال خمس سنوات، أصبح هناك توازن بين النقد والدعم. المتابعون هم من يردون بأنفسهم على الانتقادات”.
ويقول دكتور أحمد عطوة، مسؤول التواصل الاجتماعي بالمشروع، إن القائمين على صفحات الإنترنت الخاصة به لا يحذفون أية تعليقات إلا إذا كانت مسيئة أو تستخدم ألفاظاً جارحة أو تحمل تحرشاً تجاه النساء والفتيات اللاتي يساهمن بالتعليق.
ويضيف عطوة: “نحن نتقبل أي انتقادات ونرد على الأسئلة التي ترد إلينا يومياً”.
ورغم النقد المستمر، تتلقى منصة الحب ثقافة رسائل دعم وتعليقات إيجابية عديدة.
يقول إسلام أحمد، وهو متابع مصري: “حلو قوي الشغل ده، بيدّي (يعطي) ثقافة عامة عن العلاقة بين الراجل والست في إطار الحياء، وده محتاجينه جداً في مجتمعنا”.
“خرافات” عن الجنس
وعن أكثر الأسئلة التي ترد عبر الرسائل الخاصة، يقول د. عطوة إن تساؤلات الشباب تدور حول أمور مثل حجم الأعضاء التناسلية، بينما تتساءل الكثير من الفتيات عن معلومات عن غشاء البكارة والعذرية.
ويقول د. متولي إن 60 في المئة من متابعي مواقع “الحب ثقافة” من مصر و المملكة العربية السعودية، بينما يشكل متابعون من دول عربية أخرى 40 في المئة.
ويعزي دكتور رامي متولي منسق المشروع العربي إقبال مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة الشباب على الموقع إلى نقص المحتوى المتاح عن موضوعات الصحة الجنسية والإنجابية، وانتشار المعلومات المغلوطة والخرافات المتعلقة بالممارسات الجنسية.
ويأمل القائمون على مشروع الحب ثقافة أن يتمكنوا من الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المتابعين في مختلف الدول العربية، وخاصة عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي.
ويضيف د. متولي: “نحن نسعى إلى توفير المعلومات العلمية للباحثين عنها كي يتمكنوا من اتخاذ القرارات الملائمة لهم”.
[ad_2]
Source link