تعرف على لالا فاطمة زعيمة ثورة منطقة القبائل الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي
[ad_1]
في مثل هذه الأيام عام 1857 استطاعت قوات الاستعمار الفرنسي في الجزائر إخماد ثورة منطقة القبائل التي قادتها شابة هي لالا “السيدة” فاطمة نسومر التي كانت قد كبدت الفرنسيين خسائر جمة وأنزلت بهم هزائم كبيرة، قبل هزيمتها وأسرها. فما هي حكاية هذه المناضلة الجزائرية؟
ولدت لالا فاطمة في قرية قرب عين الحمام في منطقة القبائل عام 1830، وهو العام الذي سقطت فيه الجزائر فريسة للاستعمار الفرنسي، واسمها هو فاطمة سيد أحمد، وحملت اسم نسومر نسبة إلى قريتها.
وكان والدها على رأس المدرسة القرآنية في القرية، وكانت المدرسة مرتبطة بزاوية الرحمانية نسبة لسيدي عبد الرحمن بو قبرين.
وفي طفولتها، حفظت فاطمة القرآن بالإنصات لأتباع والدها وهم ينشدون.
وقد تزوّجت في صباها، لكن زواجها لم يوفق فعادت إلى أهلها وقد رفض زوجها تطليقها، فبقيت تحت عصمته، الأمر الذي جعلها ترفض زيجات مهمّة لاحقا.
واشتهرت في منطقة القبائل في ذلك الوقت بزهدها وحكمتها وذكاءها.
قادة جيش عبد القادر
وفي أواخر سنوات الأربعينيات من القرن التاسع عشر، شهدت منطقة زواوة توافد العديد من قادة جيش الأمير عبدالقادر، وقد عزموا على تفجير الثورة من جديد في منطقة زواوة، وكان أبرزهم الشريف محمد الهاشمي الملقب ببومعزة، والشريف محمد الأمجد بن عبدالملك الملقّب ببوبغلة وغيرهم.
وتقول مصادر تاريخية إن الشريف الهاشمي عرض عليها الزواج، إلا أن وجودها في عصمة زوجها الأول، الذي رفض تطليقها رغم انتهاء زواجهما فعليا، حال دون هذا الزواج.
وكانت فاطمة نسومر في الـ 16 من عمرها عندما احتل الفرنسيون منطقة القبائل، لكن الانتفاضة التي قادتها لالا فاطمة ضد الاستعمار تظل من أهم معالم المقاومة في الجزائر بفضل شجاعة هذه السيدة ونبلها، وذلك بحسب موقع أمازيغوورلد دوت أورغ.
لا لا فاطمة المحاربة
وقد أشار إليها الفرنسيون حينئذ باعتبارها جان دارك جرجرة “نسبة لجبال جرجرة في المنطقة”، وهو تشبيه رفضته لالا فاطمة مفضلة حمل لقب خولة جرجرة نسبة للصحابية خولة بنت الأزور.
وفي عام 1854، كانت أول معركة تقودها ضد الفرنسيين في وادي سيباو، وكانت في الـ 24 من عمرها.
- اقرأ أيضا: “الحركى” .. “أيتام في بلاد وخونة في أخرى”
- اقرأ أيضا: 7 حقائق عن “الأقدام السوداء”
وتقول الرواية إن القوات الفرنسية كانت على وشك إنزال الهزيمة بقائد المقاومة محمد الأمجد بن عبد الملك المعروف ببو بغلة، حتى تدخلت فاطمة واندفعت ببسالة صوب الفرنسيين، فتجمع الجزائريون وراءها وهزموا الجيش الفرنسي.
ولم يقبل قائد الجيش الفرنسي الجنرال راندون الهزيمة، فاحتل أزازغا التي شهدت قمعا على يد قواته، فحشدت لالا فاطمة أهالي المنطقة ودعت للجهاد والدفاع عن الأرض والحرية، فكانت معركة تاشكريت في يوليو/تموز عام 1854 التي هُزم فيها الفرنسيون وتكبدوا 800 قتيل من بينهم 56 ضابطا فضلا عن 371 جريح.
وعلى أثر ذلك، دعا راندون إلى وقف إطلاق النار الذي قبلته فاطمة نسومر التي أرادت أن تستغل هذه الفرصة لتعزيز دفاعاتها.
لكن هذه الهدنة كانت مثل نظيرتها التي أبرمها الفرنسيون مع الأمير عبد القادر حيث انتهكوها.
فبعد ثلاث سنوات عادوا للهجوم مجددا، وحشدوا قوات كثيفة هزمتها أخيرا، وتم أسرها ومصادرة ممتلكاتها وتدمير مكتبتها.
وكان للهزيمة دورها الكبير في تدهور حالتها الصحية، فتوفيت في الأسر وهي في الثالثة والثلاثين من عمرها.
[ad_2]
Source link