كيف يتغلب رسامو الكاريكاتير العرب على تحديات المهنة وتضييق الأنظمة؟
[ad_1]
يلتقي نحو ٣٥٠ رساما للكاريكاتير في العالمين العربي والغربي على مدى أسبوعين في قاعات قصر الأمير “طاز” الأثري بحي القلعة في القاهرة للمشاركة في الملتقى الدولي السادس لرسامي الكاريكاتير.
ويناقش رسامو الكاريكاتير خلال الدورة الحالية التحديات والصعوبات التي تواجههم مع تزايد الدور الرقابي على أعمالهم في كثير من البلدان العربية وبلدان العالم النامي، بالإضافة لدور هذا الفن في تنمية الوعي الثقافي والسياسي للمجتمع.
ويرى بعض المراقبين أن فن الكاريكاتير في العالم العربي يتعرض حاليا لهجمة قوية من جانب بعض الأنظمة التي ترى فيه مُحرضاً على الثورة والانتقاد، وأداةً من أدوات الحشد السياسي للمعارضة.
“هجمة شرسة”
يقول فوزي مرسي، منسق عام الملتقى ورسام الكاريكاتير بمجلة أكتوبر المصرية، لبي بي سي إن الملتقى يمثل فرصة لرسامي الكاريكاتير في مصر والعالم لتبادل وجهات النظر والحديث حول هموم المهنة على ضوء ما يتعرض له فن الكاريكاتير من “هجمة شرسة” خلال الفترة الماضية.
ويرى مرسي أن ذلك يحدث نظرا لما تقوم به الرسوم الساخرة من انتقاد أوجه القصور في المجتمع، ومهاجمة المسؤولين المقصرين في أداء واجباتهم.
ويضيف مرسي أن فن الكاريكاتير في العالم العربي يتعرض لنوع من التضييق داخل الصحف القومية والخاصة، بسبب تراجع حجم المساحات المخصصة له داخل الصُحفِ والمجلات بشكل عام.
وأوضح منسق عام ملتقى الكاريكاتير الدولي أن الرسوم الساخرة ولوحات الكاريكاتير تأتي في مقدمة المواد التي يتم حذفها أو تقليص مساحتها إذا ما دعت الضرورة التحريرية، أو في حالة زيادة مساحة الإعلانات.
وقد جد رسام الكاريكاتير الكوبي “أريس” ضالته في ملتقى القاهرة السادس لرسامي الكاريكاتير لعرض مجموعة من لوحاته ورسومه الساخرة التي تعبر عن معاناة الإنسان في العصر الحديث مع مشكلات الحياة وقضايا حرية الرأي والتعبير .
يقول أريس لبي بي سي إن هذه الفرصة محدودة جدا في بلده الأصلي كوبا بسبب ما يصفه بالتضييق على حرية الرأي والتعبير هناك.
ويعتقد مرسي أن بعض الصحف العربية لا تعين رسامي كاريكاتير بسبب الأزمات الاقتصادية وانخفاض أسعار الجرائد والمجلات، ولذلك يتم التعامل معهم بالقطعة، وهو أمر ينعكس على مصدر دخل رسامي الكاريكاتير الذين يعانون من قلة الموارد المادية، مما يعوق قدرتهم على الوفاء بمتطلبات أسرهم.
فنان الكاريكاتير السعودي أيمن الغامدي يقول لبي بي سي إن رسام الكاريكاتير في العالم العربي هو شخص ربما غير مرحب به داخل المجتمعات العربية من جانب بعض الأنظمة التي تخشى على كراسيها، وذلك بسبب ما يقدمه فنانو الرسوم الساخرة من انتقادات وسخرية تصل ببساطة إلى المتلقي، وتحدث أثراً كبيراً يتعدي ما تُحدِثه المقالات المكتوبة بشكل كبير.
ويقول الغامدي إنه من الأفضل للمسؤول أن يسمح لفناني الكاريكاتير بالعمل بحرية لتسليط الضوء على أوجه القصور ومن ثم محاولة إصلاحها، وذلك بدلا من مطاردة الرسامين في الصحف والمجلات والتضييق عليهم في مجالات عيشهم.
أما أنس اللقيس، رسام الكاريكاتير اللبناني الذي يشارك بمجموعة من رسومه الساخرة في ملتقى هذا العام، فيقول إنه لا يهتم كثيرا بنشر رسومه داخل الصحف والمجلات، إذ توفر له منصات وصفحات التواصل الاجتماعي مجالاً رحبا لعرض رسومه، والتفاعل معها من جانب الجمهور.
ويقول اللقيس إن بعض الصفحات المُخصصة لرسوم الكاريكاتير يتخطى عدد متابعيها والمتفاعلين معها أعداد قراء الصحف التقليدية بأضعاف، وهو ما يعطي زخماً كبيراً لبعض الرسوم الساخرة، التي مثل بعضُها رأسَ حربة في ثورات الربيع العربي، مثل رسام الكاريكاتير السوري على فزارات الذي تعرض لبطش الحكومة السورية من خلال التنكيل به جسدياً، وكسرِ أصابعه حتى لا يتمكن من مواصلة رسومه المحفزة للمعارضة السورية.
التضييق والتنفيس
فنان الكاريكاتير المصري محمد حاكم يقول إن بعض الأنظمة العربية تمكنت من إسكات العديد من رسامي الكاريكاتير في بعض الصحف العربية من خلال التضييق عليهم في مجالات التعيين داخل الصحف والمجلات، أو تقليل رواتبهم ومخصصاتهم المالية.
ويضيف حاكم أن ذلك التضييق بلغ الحد الذي “أقعد الكثير منهم داخل البيت” لا يستطيعون الرسم أو نشر رسوماتهم التي تعبر عن مشكلات المجتمع الحقيقية، والتي تتمثل في موجات الغلاء، وارتفاع تكاليف المعيشة، والتضييق على مجالات التعبير عن الرأي، وغيرها من قضايا المجتمعات العربية.
أما محمد الثلاب، رئيس جمعية رسامي الكاريكاتير الكويتية وضيف شرف الدورة الحالية من الملتقى، فيقول إن بعض الحكومات العربية تسمح بالكاريكاتير “كنوع من التنفيس”، وكوسيلة للتعبير عن الرأي منعا للثورة والصدام مع الحكومات.
الرمزية والسخرية
ويقول الثلاب إن أغلب رسامي الكاريكاتير في العالم العربي يلجأون إلى الرمزية في رسوماتهم الساخرة، وحتى من دون كتابة نص أو كلمات يستطيع رسامُ الكاريكاتير التعبيرَ عن أفكاره وموضوعاته بطريقة واضحة لا تحتاج إلى شرح أو تفصيل، وهو أبرز ما يمثل فن الكاريكاتير الذي يستطيع التعبير عن قضايا غاية في السواد والمأساوية من خلال رسومات بسيطة تجلب الضحك والسخرية معا.
ويعرض الملتقى الذي يستمر حتى 21 يوليو/تموز الحالي، مجموعة من رسوم كاريكاتير الصور الشخصية للأديب العالمي نجيب محفوظ (أول عربي حائز على جائزة نوبل في الأدب) بمناسبة مرور نحو 30 عاما على حصوله على الجائزة الدولية الرفيعة، وقرب افتتاح متحفه الخاص بالقاهرة.
كما يكرم الملتقى رسام الكاريكاتير المصري الراحل محمد عبدالمنعم رخا والذي يعد من رواد فن الكاريكاتير في مصر والعالم العربي، والذي مثلت رسوماته الساخرة واجهة فنية متميزة للعديد من المجلات والصحف المصرية والعربية في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي.
[ad_2]
Source link