أخبار عربية

صحف عربية: اتفاق السودان بين التشاؤم والتفاؤل

[ad_1]

مصدر الصورة
Reuters

Image caption

الاتفاق ينص على مرحلة انتقالية يقودها مجلس سيادي يضم عسكريين ومدنيين.

علّقت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية علىإعلان الاتفاق الذي أُبرِمَ بين المجلس العسكري الانتقالي الحاكم في السودان وقوى الحرية والتغيير المعارِضة، والذي سيُشكَّل بموجبه “مجلس سيادي” يتكون من خمسة عسكريين وخمسة مدنيين ورئيس مقبول من الطرفين ليقود البلاد في مرحلة انتقالية مدتها ثلاث سنوات.

وفي حين أعرب كُتّاب عن تفاؤلهم بما توصل إليه الطرفان وأنه جنَّب البلاد الانزلاق إلى الفوضى، أبدى آخرون تشاؤمهم من الصيغة المقترحة لتشكيل المجلس السيادي ومن طول الفترة الانتقالية.

“انتشال السودان”

يرى حمود أبو طالب في “عكاظ” السعودية بنبرة من التفاؤل أن الاتفاق كان “إنجازاً”.

ويقول: “لم نكن بحاجة إلى جرح جديد ينزف في الجسد العربي المثخن بفعل الداخل والخارج، لذلك كان الإنجاز الذي حدث في السودان باتفاق المجلس العسكري والقوى المدنية على صيغة معينة لانتشال السودان من حافة الانهيار وإعادته إلى طريق الحياة الممكنة خبراً ساراً لكل عربي ولكل إنسان يمقت الاحتراب وإسالة الدماء”.

ويتمنى الكاتب أن يكون الاتفاق “بداية لسودان جديد يتمتع بحكم مدني متحضر يليق بالشعب السوداني الراقي”.

وبالمثل، يقول فارس بن حزام في “الحياة” اللندنية إن المعارضة في السودان قد حققت “كسباً جديداً” بهذا الاتفاق.

ويرى أن المعارضة في السودان “قادت الاحتجاجات وأدارت عملها بكفاءة وذكاء خبيث، بتطويع المتظاهرين لتحقيق مكاسبها”.

وتحت عنوان “ليس في الإمكان أبدع مما كان”، يقول إبراهيم أبو شوك في صحيفة “سودانيل” الإلكترونية إن “الأهم في الأمر أن ننظر إلى الاتفاق في ظل الظروف الموضوعية والشروط الواقعية التي أحاطت بتوقيعه، مع إدراكنا بأنه جسر عبور إلى المرحلة الثانية (الانتقالية)، التي يجب أن تقوم بتنفيذ برنامج الثورة وتطلعاتها المستقبلية”.

ويرى أن عناصر القوة في الثورة السودانية تتبلور في “الوعي السياسي العالي الذي انتظم معظم أرجاء السودان، بكل فئاته العمرية، وقطاعاته المهنية والحرفية، وفي التظاهرات السلمية”.

أما عن عناصر الضعف بحسب رأيه فتتمثل في “الوضع الاقتصادي المنهار الذي يعاني السودان منه طيلة السنوات العجاف التي مضت، فعملية انقاذ الاقتصاد السوداني تحتاج إلى وصفة اقتصادية سحرية، وتفهم من الحكام والمحكمين لأهداف الثورة ورسالة الفترة الانتقالية، فضلاً عن سياسة خارجية واعية، تراعي التوزان الإقليمي، وتفتح آفاقاً جديدةً للعون الخارجي والاستثمار في السودان”.

“يثير القلق”

يرى عريب الرنتاوي في “الدستور” الأردنية أن الاتفاق “يثير القلق أكثر من التفاؤل”.

ويشير إلى إن المعارضة “قدمت ما يكفي من التنازلات المقلقة، منها أنها سلّمت رئاسة المجلس السيادي للجنرالات لمدة عامين متتاليين، وأسقطت مطلبها بغلبة المدنيين على ‘العسكر’ في تشكيلة المجلس، ومنها أن سحبت شرط محاسبة المسؤولين عن القتل الجماعي في شوارع الخرطوم وأزقتها، قبل الشروع في أي حوار مع سلطة الأمر الواقع”.

مصدر الصورة
Reuters

Image caption

سيدات يحضرن الطعام للمتظاهرين في الخرطوم

ويقول: “هؤلاء لديهم الآن عامان كاملان لمقارعة قوى الثورة والتغيير والشعب السوداني برمته. سيعملون على تفكيك وحدتها، وخلق النزاعات داخلها، وتقريب بعضها وإبعاد بعضها الآخر، وضرب بعضها ببعضها. سيعملون على اختلاق المبررات والذرائع لتصفية قوى الثورة والحرية والتغيير، الواحدة تلو الأخرى”.

وبالمثل، يرى الفاتح جبرا في جريدة “الراكوبة” السودانية أنه لم يكن متفائلاً بأي اتفاق بين قوى الحرية والتغيير مع المجلس العسكري “وذلك لسبب بسيط للغاية وهو أن هذا المجلس مجلس غادِر، استباح دماء أولادنا بدون رحمة، على الرغم من تطمينه لهم بأنه لن يستخدم أي قوة لفض الاعتصام”.

ويضيف: “نعتقد أن هذا الاتفاق – الذي تم – يعد أحسن الخيارات المطروحة في ظل هذه الظروف التي نعلمها جميعاً… ويكفي أنه ينقلنا من هذا المربع إلى مربع آخر”.

وفي “المصري اليوم”، يرى عمرو الشوبكي أن “نجاح السودانيين، عقب نجاح ثورتهم في وضع التفاوض أساسا للعملية السياسية…، يُعد في ذاته أمراً إيجابياً، لكنه لا يكفي بمفرده لمواجهة التحديات والصعوبات القادمة”.

لكن الكاتب يرى أن “أصعب ما يواجه السودان في الوقت الحالي هو الفترة الانتقالية الطويلة (ثلاث سنوات) التي أصرت عليها قوى الحرية والتغيير”.

ويقول إن “وجود سلطة قائمة على توازنات بين العسكريين والمدنيين وبين أطراف مختلفة داخل التيار المدني نفسه، وعلى مواجهات بين الأخير وقوى النظام القديم التي تستهدف المسار الديمقراطي برمته، كل ذلك سيجعل من هذا المجلس السيادي عاجزاً عن أن يتخذ قرارات حاسمة في الاقتصاد والسياسة تخفف من المشاكل المتصاعدة داخل السودان”.

ويؤكد الشوبكي أن “رأس السلطة التي يقودها خمس مدنيين وخمس عسكريين ورئيس مقبول من الطرفين هي سلطة ضعيفة بحكم التعريف. والحل الأسلم هو فترة انتقالية قصيرة مدتها عام واحد، والبحث عن رجل أو رئيس جسر بين النظامين القديم والجديد وبين العسكريين والمدنيين”.

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى