أخبار عاجلة

وفاة أول جندي رفع علم مصر على خط بارليف


غيب الموت اليوم المصري محمد العباسي أول جندي مصري رفع علم بلاده على خط بارليف الحصين في حرب أكتوبر من العام 1973 عن عمر ناهز 72 عاماً.

وقال الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية شمال مصر إن محمد عبد السلام العباسي ابن مدينة القرين بالمحافظة، وأحد أبطال القوات المسلحة، وأول من رفع العلم المصري في حرب أكتوبر، توفي اليوم معرباً عن تعازيه ومواساته للفقيد ولأسرته.

من جانبه قال سيد العباسي نجل شقيق الجندي المصري إن جنازة عمه سوف تخرج بعد صلاة الظهر من مسجد العباسي بمدينة القرين.

ولد محمد العباسي في العام 1947 بمدينة القرين بمحافظة الشرقية، وهي مدينة اشتهر أهلها بمقاومة القوات الإنجليزية في معسكرات القناة، والتحق بكتّاب القرية وحفظ القرآن الكريم، ثم حصل على الشهادتين الابتدائية والإعدادية، ثم توقف عن التعليم وعمل بالزراعة، وتم تجنيده في الجيش المصري عقب حرب العام 1967.

وروى الجندي المصري الراحل جانبا من بطولاته، وقصة رفع العلم المصري فوق خط بارليف، ليكتشف بعد ذلك أنه أول من رفع العلم من الجنود المصريين في حرب أكتوبر.

صورته وهو جندي في الجيش

وقال لوسائل إعلام مصرية إنه كان جنديا في إحدى كتائب الجيش المصري بالإسماعيلية والتي تعمل في الضفة الغربية لقناة السويس، وكانت التعليمات لهم بعدم إطلاق النيران على الجنود الإسرائيليين في الناحية المقابلة، وعدم الاستجابة لاستفزازاتهم، لكن قائد الكتيبة، قال لهم باللهجة العامية المصرية “عندي ذخيرة وعندي سلاح هاتوا لي صيد ثمين”، مضيفا أنه في تلك الفترة كان قائد القطاع الشمالي الإسرائيلي يزور موقعين لقواته في الضفة الشرقية، وقام جنديان مصريان من كتيبته بإطلاق النار عليه وقتله.

وأضاف أنه في يوم 5 أكتوبر كان كل الخطباء في الكتائب بصلاة الجمعة يتحدثون عن الشهادة ومكافأة الشهيد عند الله، ووقتها شعر الجميع أن المعركة اقتربت وأن ساعة الصفر قد حانت، مشيرا إلى أنه في اليوم التالي وصلتهم الأوامر بالضرب والقتال.

يقول الجندي المصري الراحل إنه في ظهيرة اليوم التالي يوم 6 أكتوبر، وصلته التعليمات من قائد كتيبته المقدم ناجي عبده، ومعروف عسكريا أنه خلال المعارك لا ينادي الجنود والضباط على بعضهم برتبهم العسكرية أو ألقابهم، مؤكدا أنه صعد فوق تبة ونقطة حصينة بخط بارليف في القنطرة شرق، وأطلق النيران بكثافة ضد الجنود الإسرائيليين فيها فقتلهم جميعا، ومن شدة فرحته مزق العلم الإسرائيلي غير عابئ بما يمكن أن يحدث له من إطلاق نار عليه لو شاهده جنود إسرائيليون آخرون.

ويقول إنه عقب تمزيق العلم الإسرائيلي رفع العلم المصري فوق تلك النقطة التي كانت أول نقطة مصرية يتم تحريرها، ووقتها قال لقائده مبروك يا ناجي، وبعدها سارع زملاؤه بخطف العلم المصري واحتفظ كل منهم بجزء منه للذكرى.

ويكمل العباسي ويقول إنه قام برفع العلم ما بين الساعة الثانية و15 دقيقة وحتى الساعة الثانية و20 دقيقة قبل أن يتخطفه زملاؤه، ثم أكمل المعركة في اليوم التالي واقتحم مع رفاقه، النقطة الثانية في جزيرة البلاج وأسروا 21 إسرائيليا، وفي اليوم التالي أسروا طيارا و17 إسرائيليا.

لم يكن يعرف العباسي أنه أول من رفع العلم المصري فوق خط بارليف إلا عقب انتهاء الحرب، ووقف إطلاق النار، كل ما علمه وقتها أن العلم المصري تم رفعه فوق 22 نقطة حصينة، وأغلب من رفعوا العلم تم إطلاق النار عليهم واستشهدوا، لكن غرفة العمليات بالقيادة العامة للجيش وبعد الرجوع لبيانات القتال اتضح لها من خلال توقيتات المعارك والعمليات أنه أول من رفع العلم.

ويقول العباسي إن هيئة التنظيم والإدارة بالقوات المسلحة أرسلت له لتخبره بأنه أول من رفع العلم، وأنه مدعو للتكريم من جانب وزير الدفاع المشير عبد الغني الجمسي في حفل أقيم في العام 1976، وحضره جميع الوزراء مضيفا أن الدولة كرمته كذلك بمنحه رحلتي حج.

وكشف العباسي أن أهل بلدته القرين استقبلوه عقب عودته من الحرب بزفة شعبية بالخيول وطافوا به أرجاء المدينة، مرددين محمد أفندي رفعنا العلم، واشتهر من وقتها بين أهالي منطقته بمحمد أفندي العباسي.






Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى