عزت أبو عوف: مشوار موسيقي حافل طغى عليه التمثيل
[ad_1]
اشتهر الفنان المصري الراحل عزت أبو عوف بأدواره التلفزيونية والسينمائية التي تجاوز عددها المئتي عمل. لكن بداية مشواره الفني سبقت انخراطه في التمثيل بأكثر من عشرين عاما، إذ كانت نقطة الانطلاق على نغمات الموسيقى.
ولم تنجح دراسة أبو عوف للطب وتفوقه فيه في كبح عشقه للموسيقى، التي تفرغ للعمل لها بعد تخرجه. وكرر في أكثر من مناسبة صدمة والده عند احترافه للموسيقى، خاصة بعد انضمام شقيقاته إليه. وكان الوالد صارما في موقفه من أهمية الحصول على شهادة جامعية، وإصراره على ألا تتعدى الموسيقى كونها هواية.
موسيقى “الأندر غراوند” في السبعينيات
كان أبو عوف أحد أهم الوجوه المؤسسة للفرق الموسيقية الشبابية منذ سبعينيات القرن العشرين، والبداية كانت من فرقة “لي بيتي شاه”، التي أسسها وجدي فرانسيس عام 1967، وانضم إليها أبو عوف عازفاً على الأورغ، إلى جانب مجموعة من أبرز الوجوه الموسيقية في مصر حينها مثل الموسيقار عمر خيرت، والمؤلف الموسيقي الراحل عمر خورشيد، والموسيقي الراحل طلعت زين، والفنان سمير صبري، وصبحي بدير، ومحمد سلماوي.
وذكر أبو عوف في أحد اللقاءات التلفزيونية عام 2014 إن البداية الفعلية لفرقة “لي بيتي شاه” كانت عام 1968، حين كان عمره 19 عاماً. واعتادت تقديم عروضها في أحد المراكب السياحية في القاهرة، يحمل اسم “عمر الخيام”.
وغيرت الفرقة لون الموسيقى في مصر، إذ قدمت لأول مرة الموسيقى والأغاني الغربية الصاخبة لمجتمع تسيطر عليه أصوات الموسيقى الشرقية والكلاسيكية. وعُرفت الفرقة آنذاك بـ “البيتلز المصرية”.
وحظى أعضاء الفرقة بشهرة واسعة وشعبية كبيرة، فتهافت عليهم المعجبون والمعجبات. ويروي أبو عوف أن من أبرز المواقف المتكررة آنذاك هو إنجذاب المعجبين لملابس أعضاء الفرقة للحصول على أجزاء من قمصانهم.
كذلك مهدت الفرقة الطريق لظهور عدد كبير من الفرق الأخرى. ويعتبرها النقاد نواة الأشكال الموسيقية التي تطورت في عصرنا الحالي لما يُعرف بـ “موسيقى الأندر غراوند”.
مشروع عائلي
وتفرقت السبل بأفراد فرقة “لي بيتي شاه” مع نهاية السبعينيات، لكنهم عادوا لتقديم عرض أخير عام 2010، في أعقاب صدور فيلم تسجيلي يحمل اسم الفرقة.
و أراد أبو عوف تأسيس مشروعه الخاص في نهاية السبعينيات، فدشن فرقة “فور إم” التي ضمت شقيقاته الأربعة، مها وميرفت ومنى ومنال. وكانت التدريبات تقام في منزل الأسرة بحي الزمالك في القاهرة. وسرعان ما انفصلت منى عن الفرقة بعد زواجها، لتنضم إليها “مريم” بدلاً عنها.
واتخذت “فور إم” نهجاً مغايراً لـ “لي بيتي شاه”، إذ اهتمت بإعادة تقديم الأغاني التراثية التي “نسيها الشباب وابتعدوا عن سماع الموسيقي الشرقية” على حد تعبير أبو عوف في لقاء تليفزيوني عام 1984. وأضاف أنه اتجه إلى تقديم الأغاني التراثية مع إعادة توزيعها موسيقيا وفق الألوان التي استمع لها الشباب آنذاك لتشجيعهم على اكتشاف تراثهم الغنائي.
ومن بين أبرز الأعمال التي أعادت الفرقة تقديمها أوبريت الليلة الكبيرة. ويروي أبو عوف أن العمل أثار في سخط ملحن الأوبريت، الشيخ سيد مكاوي، إذ وبّخه لإلغاء مقام السيكاه، أو الربع تون، ليُخضعه لألوان الموسيقى الغربية.
وحققت فور إم نجاحاً كبيراً، وطافت البلدان العربية لتقديم العديد من الحفلات، وأصدرت ثماني ألبومات غنائية. كما يرجع إليها الفضل في اكتشاف المغني المصري محمد فؤاد، الذي التقى بأبي عوف بالصدفة، فضمه للفرقة. وأعاد فؤاد تقديم هذه القصة بتفاصيلها لاحقا في فيلم “اسماعيلية رايح جاي” عام 1997، الذي ظهر فيه أبو عوف بشخصيته الحقيقية.
وكانت التسعينيات مرحلة فاصلة في مشوار أبو عوف المهني، إذ شهدت تفكك فور إم بعد زواج منى ومنال، وتوجه مها للتمثيل، في حين فضلت ميرفت الحياة الأكاديمية واتجهت لتدريس الإعلام.
مرحلة جديدة
وبين نهاية السبعينيات ونهاية التسعينيات، قدم أبو عوف الموسيقى التصويرية لعدد من الأعمال السينمائية والمسرحية والتليفزيونية، أولاها وأبرزها مسلسل حكاية ميزو عام 1977، من بطولة سمير غانم. ومسرحية الدخول بالملابس الرسمية عام 1979. وكان آخرها موسيقا فيلم “حسن اللول” من بطولة أحمد زكي عام 1997.
وانخرط أبو عوف في التمثيل منذ أوائل التسعينيات، وكانت البداية من فيلم “آيس كريم في جليم” عام 1992، بطولة الفنان عمرو دياب. لكنه لم يحظ بنفس نجوميته في الموسيقى، إذ كانت كل أدواره – رغم أهميتها – ثانوية.
وشارك أبو عوف أكثر من مئتي عمل في مجال السينما، من أبرزها أفلام طيور الظلام، وكشف المستور، وإشارة مرور، وبخيت وعديلة، واضحك الصورة تطلع حلوة، وحسن ومرقص، وحليم، وعمارة يعقوبيان.
كما قدم أدواراً تليفزيونية، أبرزها في مسلسل زيزينيا، وهوانم جاردن سيتي، والرجل الآخر، وأم كلثوم، والملك فاروق، وأوبرا عايدة، وعباس الأبيض في اليوم الأسود، وأنا قلبي دليلي وأخيرا مسلسل الأب الروحي.
كذلك خاض تجربة التقديم التليفزيوني بمشاركته في تقديم برنامج “القاهرة اليوم”.
[ad_2]
Source link