أخبار عاجلة

بالفيديو الثلاجة ضحك راق بعيدا عن | جريدة الأنباء


ياسر العيلة

«أن تعيش مجنونا في عالم العقلاء أفضل من أن تعيش عاقلا في عالم المجانين»، هذه باختصار الفكرة التي تدور حولها المسرحية الكوميدية «الثلاجة» التي تدور احداثها حول عنبر يضم مجموعة من المجانين «عبدالناصر درويش ومبارك المانع وسلطان الفرج ونورا العميري» يعيشون بخيالهم على انهم اموات داخل ثلاجة موتى، ونكتشف في نهاية المسرحية أنهم مجرد مجموعة من المجانين، لكل واحد منهم حكاية عن سبب دخوله المستشفى.

هؤلاء المجانين اتفقوا على ان يقوموا بتطفيش اثنين من المجانين الجدد «سامي مهاوش وبشار الجزاف» بحجة ان العنبر ما هو الا مجرد ثلاجة لحفظ الموتى وسط الكثير من الاحداث والمفارقات الكوميدية.

تقديم مسرحيات تنتمي لنوعية «الفانتازيا الكوميدية» التي تعتمد على المحاكاة الساخرة وصياغتها بشكل جديد ليس بالشيء السهل خاصة انها تعتمد على اسلوب اعادة الاستخدام والابهار في عرض القصة رغم بساطتها، ولأن المسرح صورة وفرجة، والسينوغرافيا مقوم اساسي من مقومات نجاح العمل المسرحي لذلك يحسب لمخرج العمل يوسف الحشاش انه استطاع ان يخرج من كل ممثل أفضل ما لديه، حيث اعتمد في المقام الأول على ابداع كل ممثل منهم، وقدم الحشاش رؤية اخراجية مناسبة للعمل وتنقل بالمشاهدين من مشهد لآخر برشاقة كبيرة، ووظف الاضاءة والموسيقى وقطع الديكور المتحرك بشكل جميل، كما قدم مشهد مطاردة سيارة الشرطة بسيارة اللصوص بشكل جديد.

استطاع قروب مسرحية «الثلاجة» تقديم تيمة مختلفة عن المسرحيات الأخرى المنافسة في السوق، والجمهور دائما ينتظر الجديد وقد نجحوا في تحقيق نجاح جماهيري كبير على الرغم من الحملة غير المفهومة وغير المعلوم مصدرها التي ارادت النيل من المسرحية ونجومها والترويج بأنها فاشلة من خلال «السوشيال ميديا»!!

أداء الممثلين

كانت المسرحية مباراة تمثيلية جيدة لكل نجومها، تبادلوا فيها الاداء الذي يجذب المشاهد، فكل منهم يكمل الآخر وحاولوا بكل جهد الخروج عن المألوف وتقديم أفكار جديدة حتى لا يكرروا أنفسهم من عمل فني لآخر.

درويش «فيلسوف الضحك»

يظل تجسيد شخصية الرجل للمرأة على خشبة المسرح عاملا قويا من عوامل جذب الانتباه في الأعمال الكوميدية، حيث ينجح بالفعل فيما يسعى إليه صناع هذه الأعمال في تقديم توليفة سهلة وسريعة للضحك، وقدم العديد من النجوم على مدار تاريخ المسرح تلك الفكرة التي ظلت عالقة بشخصيتها في أذهان الجمهور مهما أعادها فنان آخر، ويظل النجم عبدالناصر درويش من ابرز الفنانين في الكويت والخليج الذين اجادوا تجسيد شخصية المرأة على خشبة المسرح، فهو بالنسبة لي «فيلسوف الضحك» وقدم من خلال مسرحية «الثلاجــة» شخصـيــة «المختارة»، ومن المفارقات الطريفة ان الشخصية كانت مكتوبة لشخصية «المختار» بمعنى الدور لرجل، لكنه قبل العرض بأيام وامام رغبة الجمهور الذي طالب عبدالناصر بتجسيد شخصية امرأة اضطر فريق العمل لتغيير شخصية المختار إلى المختارة.

استطاع عبدالناصر درويش خلق أسلوب مسرحي خاص به، من خلال حركاته على المسرح، التي تفرد بها دونا عن غيره من الفنانين والذي يعد واحدا من الذين أرسوا قواعد الكوميديا الضاحكة الارتجالية في الكويت، فاستطاع بعد غياب 12 عاما عن المسرح الكويتي أن يعيد للمسرح رونقه وأن يعيد الضحكات لتزلزل جنباته

«الضحك الراقي»

مبارك المانع فنان كوميدي من طراز خاص يحمل نكهة من زمن العمالقة العظام الذين برعوا في فن التمثيل وكانت له شخصيته المميزة وبديهته السريعة المثيرة للضحك، فهو يفاجئك في كل لحظة بخفة ظله وحركاته دون تصنع أو إسفاف، حيث استطاع تجسيد الدور بحرفية شديدة معتمدا على الشكل والصوت وطريقة الكلام، فدائما يقدم من خلال أعماله الضحك الراقي.

الفنان سلطان الفرج قدم واحدا من اجمل أدواره المسرحية من خلال خفة ظل تميزه عن باقي أبناء جيله وتقديمه على إضحاك الجمهور دون ابتذال، وهذه بالتأكيد من اهم صفات الممثل الناجح، فالفرج صاحب الأداء السهل الممتنع في مدرسة الكوميديا كان صانع البسمة في العمل «السكران».

لم يتمكن الكثيرون من إتقان دور الرجل السكير، لكن ظهر القلائل من نجوم المسرح ممن تألقوا في تجسيد تلك الأدوار منهم النجم حسين المهدي الذي أعادته «الثلاجة» لمسرح الكبار بعد غياب طويل، حيث برع المهدي في تجسيد شخصية الرجل السكران خفيف الظل، حيث بهر الحضور بأدائه وبخفة دمه، وملأ المسرح بهجة وفرح.

«لوريل وهاردي»

الفنانان سامي مهاوش وبشار الجزاف، تميز كل منهما بأداء مختلف جعل المشاهد يتفاعل معهما سريعا لأنهما يمثلان الكوميديا بمفهومها الصحيح، وذكراني بالثنائي الكوميدي الأميركاني الشهير (لوريل وهاردي)، فسامي مهاوش نجم كوميدي بمعنى الكلمة ويملك كاريزما خاصة وقبولا كبيرا عند الجمهور الذين أطلقوا عليه لقب عبدالناصر درويش الجديد وهو يستحق هذه الثقة.

أما بشار الجزاف فهو بحق مفاجأة العمل، تعودنا على خفة دم الجزاف في الاستاند اب كوميدي او من خلال فيديوهات اليوتيوب، ولكن في تجربة مسرحية ومع هذا الكم من النجوم استطاع ان يثبت نفسه بقوة، واستطاع ان ينتزع الضحك من الجمهور بكل سلاسة وتلقائية. الفنان ضاري عبدالرضا كان ملح المسرحية حضورا وتمكنا وسرعة بديهة، واستطاع ان يترك بصمة واضحة من خلال هذا العمل وأمتع الحضور بصوته العذب وتقديم اكثر من موال غنائي.

«بنات الثلاجة»

استطاعت الفنانة نورا العميري التي اعتبرها فاكهة العمل أن تصنع عالما من الكوميديا الخاص بها، ونجحت في انتزاع ضحكات الجماهير من خلال طريقتها الكوميدية التلقائية وصوتها وحركاتها المميزة، والتي جعلتها من ابرز الفنانات الكوميديات في السنوات الاخيرة.

الفنانة الشابة مي التميمي قدمت دورها بشكل جيد برغم صغر المساحة الا انها تركت بصمة بخفة ظلها وحضورها، فقدمت شخصية الطبيبة بشكل جميل، وشكلت مع ضاري عبدالرضا ثنائيا جميلا.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى