أخبار عاجلة

ملحنون وفنانون أغاني الأطفال انقرضت

[ad_1]

أميرة عزام

[email protected]

في ظل الأعباء التي تتكبدها الأسرة يوميا في الحياة، والمسؤوليات التي يتحملها الآباء والأمهات في محاولة تربية أبنائهم وفق المعايير التي ترقى لإنشاء جيل سوي، يحمل قدرا كافيا من الأخلاق والمعايير التربوية التي تؤهلهم لخلق مستقبل مزهر في المجتمع، يحتاج الأهل لكثير من المساعدات الخارجية التي تمكنهم من الوصول لهذه النتيجة في النهاية، من خلال المرور في قنوات آمنة في التربية التي تعد المدرسة وما يقدمه المعلمون لهم من دروس هي العامل الأول فيها، ويكملها كل أنواع الفنون التي يتعرضون لها، وتعد أغنيات الطفل وخاصة في السنوات الدراسية والتأهيلية الأولى هي الطريق الأنسب لها، لترسخ في أذهانهم القيم والأخلاق التي يريدها الأهل في نفوس أولادهم بشكل سلس ومحبب من الأطفال.

وانتشرت هذه النوعية من الأغنيات في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، والتي تميزت بالكلمات والجمل اللحنية الجميلة والمقربة من لسان الأطفال، إلا أن هذه الأغنيات سرعان ما بدأت بالاندثار مع تطور الزمن وسرعة الحياة.

والسؤال الآن: هل انقرضت اغنية الطفل في الكويت والخليج؟ ولماذا اختفى المضمون القيمي فيما يقدم في الآونة الأخيرة، وأضحت لا تحمل في مضمونها سوى اللحن الراقص؟ هذا ما بحثت عن إجابته «الأنباء» من خلال توجهها للملحنين وشعراء الأغنية في الكويت.. فإلى التفاصيل:

دعم كبير

في البداية اوضح الملحن أنور ‏عبد الله انه كان اهتمام الإذاعة والتلفزيون بأغنيات الاطفال كبير جداً ولها دعم ثم توقف هذا الدعم، وعندما تحول الانتاج للشركات الخاصة كان هناك أيضا اهتمام فعلي منها بهذه النوعية من الأغنيات، مثلما فعلت شركة النظائر في الثمانينيات، وقدمت عددا من الأعمال الناجحة.

اما الآن فلا توجد أي من شركات الإنتاج التي تهتم بهذا الأمر، ‏وإذاعه الكويت تحاول جاهدة الاهتمام بهذا الأمر، وتحاول تكليف المختصين بتقديم أغنية الاطفال، فمنذ ثلاثة أعوام قدمنا بعض المسابقات للأطفال التي كلفنا بها الشيخ فهد المبارك وكيل الاذاعة، والتي تتحدث عن عدة مواضيع مثل الفواكه وفوائدها والتعريف بجزر الكويت، ولكن لا يوجد من يعمل الآن على مثل هذه النوعية من الأعمال دون أن يكون هناك تكليف رسمي بها، على الرغم من وجود كتاب وملحنين ومغنين قادرين على تقديمها مما سيجعلها تنقرض وتختفي عما قريب.

إنتاج سخي

وفي رأي مخالف، لفت الملحن عبدالله القعود الى ان اغاني الاطفال لازالت تنتج ولها اقبال كبير، سواء من قبل الشركات الخاصة أو من قبل الجهات الحكومية، وهو إنتاج سخي ويصرف عليه وواضح للعيان، وهذا يتضح من خلال مسرحيات الاطفال الغنائية والتي عليها اقبال جماهيري كبير، مثل المسرحيات التي تقدمها زين، وحتى الاعلانات التلفزيونية التي تقدم في شهر رمضان تحديدا اغلبها يخاطب الاطفال، او يتم استخدام الطفل في الاغاني التي تقدم فيها، هذا إن تحدثنا عن الانتاج الخاص، اما الإنتاج الحكومي فهو موجود من خلال وزارة الاعلام، فهناك قسم خاص لإنتاج اغاني وبرامج الاطفال، لكن طريقة العرض تغيرت في هذا العصر، وأصبحت السوشيال ميديا هي المسيطرة، وهو ما يمكن أن تكون البرامج المقدمة للأطفال تفتقده لا أكثر.

هوية الطفل

اما الملحن د.سليمان الديكان قال: ان اول من قدم اغنية للطفل في الكويت والخليج كان والده الملحن غنام الديكان منذ الستينيات وحتى منتصف التسعينيات، وكان بدايتها الاغنية التي قدمتها الفنانة سعاد عبدالله (السبت سبمبوت والاحد عنكبوت)، وتلتها اغنية الحروف للاطفال، ومن ثم الاغاني التي قدمتها وزارة التربية، وحينها كان التركيز منصبا في هذه الأغنيات على الاهتمام بالألحان والإيقاع والشكل العام، ولكن سرعان ما شكل الاهتمام الذي لمسه القائمون على هذه الأغنيات من قبل الأسر وعيا وإدراكا بضرورة البحث عن كلمات وجمل لحنية مؤثرة للأطفال تساعد على غرس القيم والأخلاق بداخلهم، فكان الاهتمام بالتراث والألعاب الشعبية هي الموضوعات الأولى التي بدأت تقدمها الاغاني للطفل، وكان اول كاتب لها هو الشاعر المعروف بدر بورسلي، الذي تحمل هذه المسؤولية من الستينيات، ولازالت هذه الاعمال حتى الآن مشاهدة، لذا كانت أغاني الطفل في بداياتها تراثا شعبيا، وبعد انتقال مهمتها الى وزارة التربية أخذت منحى تربويا الى التراث الشعبي، لتحاكي غرز قيم الانتماء والتربية الوطنية.

وأضاف الديكان موضحا التطورات التي مرت بها هذه النوعية من الأغاني أنها بعد أن كانت تقدم ما يهم الآباء غرسه في ذهن أطفالهم من خلال صناعها، أضحى الطفل وأغنياته مجرد كورال لأغاني الكبار، فظهر في فترة الثمانينيات مسرح الطفل، الذي أخذ رواجا كبيرا، واصبحت الاغنيات التي تقدم من خلاله هي المركز الرئيسي الذي يستمد منه معلوماته، وقدمها الديكان في البداية، وأعقبه الراحل منصور المنصور، وتلاهما عدد آخر من الفنانين مثل هدى حسين وغيرها، إلى أن تحولت هذه النوعية من المسرحيات لنوع من أنواع المسرح التجاري الذي يحكي القصص العالمية في مواسم الاعياد، وبذلك فقدت القيمة التربوية والعادات والتقاليد واختفت معها هوية الطفل الكويتي، بعكس ما قدم قديما من أغنيات حملت موروثنا الشعبي وعاداتنا وتقاليدنا، فلا يوجد من يستمع او يهتم بهذه النواحي في الفترة الحالية، فالطابع التجاري هو المسيطر على ما يقدم من كلمات وألحان، ففقد المسؤولون عن هذه النوعية من الأغاني الاهتمام بها، وتركوها لأصحاب الانتاج التجاري، مؤكدا أنها مسؤولية حكومية وعلى الدولة الاهتمام بهذا الشأن، وبخلق صناع جدد لأغنية الطفل في مؤسستها الاعلامية طوال العام وليس في الاعياد والمواسم فقط.

شبه منقرضة

ومن جانب آخر قال المخرج رمضان خسروه ان اغنية الطفل اصبحت شبه منقرضة، فالاهتمام بها فقط أصبح من خلال المتعة البصرية والموسيقى الحركية التي أبدع فيها المسرح، مما أدى إلى تراجع اغنية الطفل ذات المعنى والقيمة التي كانت عليها في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.

مضيفا أنه لا يمكن أن نجهل أو نهمش دور وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت وثورة الستالايت في اول التسعينيات، فكل تلك الاشياء جعلت الطفل ينفتح على عالم الكبار مما جعله ينتمي دائما الى كلمة ولحن لأغنية ليست من عمره مما أدى لتراجع اغنية الطفل في محطات النشر، كما بدأ ظهور اغان للطفل تشجعهم على السلوك السيئ والعصيان مثل اغاني «مابي مو لازم انام»، على الرغم من أن أغنية الطفل يجب أن تكون فنا ومحتوى قيما قائما بذاته، يجب أن يعود بأشكاله المتنوعة من خلال الفنانين الكبار قبل الصغار، وعلى وزارة الاعلام متمثلة بإدارة الإنتاج دعم هذا النوع من الأعمال وتشجيعه ليظهر على الساحة بشكل متجدد وقيم حتى يرفع من المستوى والذوق العام لدى اطفالنا.

بدوره، أكد المنتج احمد البريكي تأييده لأغاني الاطفال وأنه يحب كثرة وجودها خاصة ايام المدارس والمواسم المختلفة، وأعاد قلة انتاج اغاني الاطفال في الفترة الأخيرة الى مواقع التواصل الاجتماعي، التي أثرت على مواضيع كثيرة وغيرت الموازين وأصبحت عقول الاطفال اكبر من أعمارهم.

دور مهم

من جانبها، قالت الفنانة هند البلوشي انه لابد لأغنية الطفل ان تنتعش من جديد وليس من المفترض ان تنقرض لأن لها دورا مهما في تشكيل وعي الطفل، اذا كانت تربوية واخلاقية وتحمل رسالة وخاصة ان ابناء اليوم يميلون الى الفن وعالم المسرح الغنائي، والإنترنت والبحث والمشاركة في جميع وسائل التواصل الاجتماعي، موجهة وعد منها لجمهورها بأن تسلك هذا الطريق وتقدم لهم اغاني تخصهم.

واختتم السناريست والمخرج عبدالله الرميان الموضوع بتأكيده قائلا «أغاني الأطفال بالفعل انقرضت، ولاوجود لها واتمنى بالفعل إيجاد من يتبنى انتاج مثل هذه الاغاني لما لها من دور فعال لتعليم الاطفال».

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى