مكاسب غير متوقعة عند الحديث مع الغرباء
[ad_1]
يقضي معظم الناس جزءا من يومهم محاطين بالغرباء، سواء في الطريق إلى مكان العمل، أو أثناء الجلوس في متنزه أو عند التسوق.
ومع ذلك، يبقى الكثيرون منا في عزلة طوعية، معتقدين أن الاقتراب من الغرباء غير مريح للطرفين.
وقد تكون هذه المعتقدات غير مبررة. وفي الواقع يتضح من أبحاثنا أننا كثيرا ما نقلل من أهمية الأثر الإيجابي للتواصل مع الآخرين.
وربما يجلب التحدث إلى غريب في الطريق إلى العمل سعادة غير متوقعة.
وسألنا الذين يسافرون يوميا على متن الحافلات أو القطارات في مدينة شيكاغو عن شعورهم تجاه بدء محادثة خلال الرحلة، مقارنة بالجلوس في عزلة أو عمل ما يفعلونه عادة، فأجاب جميعهم أن الحديث يجعل الرحلة أقل متعة.
لكن، حين أجرينا تجربة، عاش الأشخاص الذين طلب منهم بشكل عشوائي الحديث مع آخرين تجربة سفر سارة.
وقدر الركاب أن 40 في المئة فقط ممن يسافرون معهم يبدون رغبة في تبادل أطراف الحديث، إلا أن كل مشارك في التجربة حاول التحدث إلى غريب وجد أنه راغب بذلك.
ويقف الاعتقاد بأن الآخرين غير راغبين بالحديث أو سيرفضون الحديث إليك وراء إحجامك عن المبادرة.
وفي الواقع تظهر الأبحاث أننا نستخف دائما بمدى الإعجاب الذي نحظى به من جانب من نتعرف إليهم لأول مرة.
تواصل ممتع
أدت تجارب منفصلة في حافلات وسيارات أجرة إلى نتائج متشابهة. فقد وجد أشخاص في مجموعات مختلفة أن التواصل مع الغرباء ممتع إلى درجة مثيرة للدهشة.
وبدا أن الأثر الإيجابي ينتقل إلى الشخص الذي نتحدث إليه. وفي تجربة أخرى أجريت في غرفة انتظار اتضح أن الشعور الإيجابي لم يقتصر على الشخص المبادر بالحديث بل على شريكه أيضا.
ومن المؤكد أنه لا يوجد من يرحب بالاهتمام غير المطلوب، لكن تحية بسيطة قد يتم تقبلها بأفضل مما نتوقع. ويرحب أغلبية الناس بالحديث إذا اقتربت منهم بنوايا طيبة.
وتجعلنا تجربة التحدث إلى الآخرين ندرك أن لهم أفكارا ثرية ومشاعر وعواطف وتجارب، مثلنا تماما.
وهذا التواصل مع الغرباء لن يحول البؤس في حياتنا إلى سعادة، لكن بإمكانه تغيير اللحظات غير السارة أثناء سفرنا اليومي إلى أخرى ممتعة.
والبشر هم بالفطرة “حيوانات اجتماعية”، ويجلب التواصل مع الآخرين السعادة لهم. والشعور بالوحدة والعزلة، في المقابل، يجلب التوتر ويشكل خطرا على الصحة يعادل خطر التدخين والسمنة.
ولذا، فإن العلاقات الاجتماعية الإيجابية تعتبر أحد المفاتيح المهمة للسعادة، وأهم حتى من مقدار الدخل الذي نحصل عليه.
توقعات مشجعة
قد تعتقد أن المنفتحين فقط هم من يستفيدون من التواصل مع الآخرين.
وفي الحقيقة يتضح من عدة تجارب أن الاجتماعيين والانطوائيين يسعدون حين يطلب منهم الانفتاح على الآخر.
وتوصلنا إلى أن المسافرين يسعدون حين يتحدثون إلى غريب، سواء كانوا من الانطوائيين أو الاجتماعيين.
مع أن الشخصية لا تؤثر كثيرا على تجربتك بالتواصل مع الآخر فإنها قد تؤثر على توقعاتك، حيث يفهم المنغلقون الجانب الإيجابي للتواصل.
وبشكل أساسي، قد تشكل شخصيتك توقعاتك أكثر مما تفعله تجاربك.
وبإمكان توقعاتنا أن تجلب لنا شعورا بالرضى. وإذا أحسست أن التحدث مع غريب يمكن أن يكون غير سار فإنك لن تبادر ولن تعرف إن كانت توقعاتك خاطئة. وهذا يمكن أن يؤدي بنا إلى العزلة، بناء على افتراض خاطئ .
وهذا قد يفسر ظاهرة المدن المكتظة وامتلائها بأشخاص اجتماعيين لكنهم يحاولون تجاهل الآخرين. ويجلس غرباء إلى جانب بعض في المتنزهات محدقين بشاشات هواتفهم، ويتجولون في شوارع المدن دون أن يبتسموا أو يلقوا التحية على أحد.
شعور بالسعادة
ويتجاوز هذا الفهم الخاطئ قضية التفاعل في وسائل المواصلات العامة إلى مجالات كثيرة في حياتنا، حيث نتجاهل باستمرار الأثر الإيجابي للتواصل.
ومن يكتبون رسالة شكر، يقومون بلفتات طيبة عشوائية.
ومع ذلك، فإن سوء تقدير الأثر الإيجابي للتواصل قد يثبط الأشخاص عن القيام بهذه اللفتات لمنفعة الطرفين.
واستنتاجاتنا لا تشي بأن عليك التحدث إلى كل شخص تصادفه أو التجاوب مع كل شخص يحاول التواصل معك.
لكن، في المرة القادمة إذا أردت مساعدة غريب أو البدء بمحادثة معه وكنت متحسبا من رد فعل غير ودي لا تبخل بالمحاولة.
ويتضح من أبحاثنا أن التجربة ستنجح بأفضل مما توقعت، وتجلب لكليكما شعورا بالسعادة.
نيكولاس إبلي: أستاذ في علم السلوك ومدير قسم في مركز ابحاث اتخاذ القرارات في جامعة شيكاغو.
جوليانا شرودر: استاذة في مجموعة “إدارة المنظمات” بجامعة كاليفورنيا، بيركلي.
.
[ad_2]
Source link