أخبار عربية

الأزمة في السودان: من يهتم بما يجري هناك؟


جهازك لا يدعم تشغيل الفيديو

العصيان المدني في السودان: كيف يعيش السودانيون الأوضاع؟

لم ينجُ السودان من رياح الصراع العربي-العربي، ولا سيما ذلك النزاع الإقليمي بين الرياض وحلفائها من جهة والدوحة وداعميها من جهة أخرى.

وهكذا قدمت السعودية، إلى جانب الإمارات العربية المتحدة ومصر، دعماً كبيراً للحكام العسكريين الجدد في الخرطوم.

وحاولت الدول الثلاث احتواء تأثير الحركات السياسية في المنطقة، وخصوصا تلك التي يرون أنها تشكل تهديدًا لأنظمتها، وبصفة خاصة تنظيم الإخوان المسلمين.

وقدمت الرياض وأبو ظبي مساعدة مالية للمجلس العسكري الانتقالي كان في أمس الحاجة لها، كما تعهدتا بتوفير ودائع مالية بقيمة 3 مليارات دولار لدعم الجنيه السوداني وتمويل واردات السلع الأساسية.

وقُبيل فض الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش، زار رئيس المجلس ونائبه الرياض، وزار الفريق البرهان أبو ظبي والقاهرة لتأمين دعم دبلوماسي لصالحه.

واتسع نفوذ هذه الدول الثلاث في السودان منذ فترة ولكنه تنامى بعد الإطاحة بالبشير.

بعد فض اعتصام القيادة العامة هل ضاعت فرصة المصالحة في السودان؟

مظاهرات السودان: عودة ميليشيات الجنجويد المرعبة

مصدر الصورة
Getty Images

تركيا وقطر

تقف تركيا وقطر على الجانب الآخر، إذ تقودان محورا إسلاميا له أيضا علاقات طويلة الأمد بالسودان.

وتستثمر قطر في قطاع الزراعة والغذاء لشريكها العربي الأفريقي، في حين شهدت العلاقات التركية السودانية تقاربًا في ظل حكم أردوغان والبشير.

في مارس/آذار 2018، وقعت كل من الدوحة وأنقرة والخرطوم صفقة بقيمة 4 مليارات دولار لإنشاء قاعدة بحرية تركية في ميناء سواكن على البحر الأحمر وتطوير هذا الميناء الذي كانت تحتله الإمبراطورية العثمانية في القرن التاسع عشر.

وقد نجح البشير في الحفاظ على علاقات متوازنة مع كلي المحورين، وذلك من خلال إقامة علاقات صداقة وتوفير قوات للقتال إلى جانب التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن ضد الحوثيين.

وقد اتخذ البشير القرار بعد زيارة إلى السعودية في مارس/آذار 2015 إثر قطع العلاقات الوثيقة مع إيران بعد أشهر من إغلاق جميع المراكز الثقافية الإيرانية في البلاد بحجة أنها نشر التشيع.

ويُقال إن الحكام العسكريين الجدد كانوا أقرب إلى السعوديين، ولا سيما رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق عبد الفتاح البرهان والفريق محمد حمدان دقلو، الثاني في قيادة المجلس العسكري وقائد قوات الدعم السريع.

مبعوث أمريكي يزور الخرطوم لحث المجلس العسكري والمعارضة على الحوار

مظاهرات السودان: هل تنجح في “تفكيك الدولة العميقة”؟

مصدر الصورة
AFP/Getty Images

Image caption

متظاهرة سودانية تمر بجوار إطار مشتعل بالقرب من مقر وزارة الدفاع في الخرطوم

الاتحاد الافريقي

ومع ذلك، يرى كثيرون أنه لا يوجد محور إقليمي يتوافق مع المعارضة السودانية أو يهتم بشكل خاص بسودان ديمقراطي حقيقي.

يُذكر أن الاحتجاجات التي اندلعت في ديسمبر/كانون الأول الماضي نظمتها جماعات مختلفة من بينها منظمات المجتمع المدني والنقابات العمالية وأحزاب الوسط واليسار والأحزاب القومية العربية، مع تعاطف المتمردين السودانيين بفصائلهم المختلفة.

وتحظى هذه القوى بدعم الدول الغربية والاتحاد الأفريقي ، الذي علق عضوية السودان إلى أجل غير مسمى، وحذر من اتخاذ مزيد من الإجراءات ما لم تُنقل السلطة إلى مجلس انتقالي بقيادة مدنية.

ولا بد من الإشارة هنا إلى أن الجيش بإمكانه الاعتماد على حليف قوي داخل الاتحاد الأفريقي وهي مصر التي ترأس الاتحاد حاليا.

وقد أسفرت زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، إلى الخرطوم عن نجاح مشهود تُوج باتفاق لاستئناف المحادثات بين المعارضة والمجلس العسكري الانتقالي من حيث انتهت على أن تبقى كافة الاتفاقات التي توصل إليها الجانبان قائمة وسارية المفعول.

وبمقتضى ذلك قررت المعارضة رفع عصيان مدني استمر ثلاثة أيام من الأحد إلى الثلاثاء.

مصدر الصورة
Reuters

Image caption

أحد ضحايا الإجراءات الأمنية ضد المحتجين في الخرطوم

روسيا والصين والولايات المتحدة

من بين الأسباب التي يسرت تغلغل نفوذ القوى الإقليمية غياب اللاعبين الرئيسيين الآخرين، مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

إذ اكتفت واشنطن في البداية من خلال السعوديين، بممارسة بعض الضغوط على الخرطوم لإنهاء القمع ضد المتظاهرين السلميين، ولكنها ما لبثت أن أعلنت هذا الأسبوع نية مساعد وزير الخارجية الأمريكية، تيبور ناجي، التوجه إلى المنطقة حيث وصل إلى إثيوبيا قبيل توجهه إلى السودان.

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة رفعت في يناير/كانون الثاني الماضي بعض العقوبات الاقتصادية والتجارية على السودان فيما يتعلق بالمخاوف المتعلقة بالإرهاب وانتهاك حقوق الإنسان، إلا أنها قالت إنها لن تزيل اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ما لم تُنقل السلطة إلى أيدي المدنيين.

أما فيما يتعلق بأوروبا فقد حرص الجيش السوداني على التعاون مع الاتحاد الأوروبي في مكافحة الإرهاب الدولي ووقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا.

ويرى بعضهم أن روسيا والصين مهتمتان قبل كل شيء بالاستقرار في السودان، إذ تبيع موسكو معدات عسكرية للخرطوم منذ عقود، حتى بعد فرض الأمم المتحدة حظرا على بيع الأسلحة له عام 2005.

وفي عام 2017، أصبح السودان أول بلد عربي يحصل من روسيا على الجيل الرابع من طائرة Su-35 المقاتلة.

وهناك أيضًا مصالح تجارية أخرى، إذ زادت الشركات الروسية من حصصها في صناعات التعدين، وخاصة الذهب والنفط.

أما التعاون الصيني-السوداني فيرجع إلى عقود، إذ دعمت بكين تطوير صناعة النفط هناك وأسهمت شركاتها في استخراجه وبناء خط أنابيب النفط الرئيسي الذي ينقله من الجنوب إلى موانئ التصدير في البحر الأحمر، ولدى الصين أيضا استثمارات في قطاع الاتصالات وبناء الطرق وتشييد المباني.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى