أخبار عاجلة

شدّ حبال روسي ــ إيراني يتنازع الجيش السوري

[ad_1]

تخيّم الضبابية على الأزمة السورية، تعكسها الخلافات المتزايدة بين الاطراف الدولية والاقليمية المنخرطة في الصراع، وسعي كل طرف إلى تثبيت مناطق نفوذه على حساب الطرف الآخر، في وقت تبقى انظار العالم مشدودة باتجاه مصير محافظة إدلب ومنطقة شمال غرب سوريا، بعد الهجوم الاخير للنظام وروسيا. وبعد ساعات من توعده من أسماهم «الإرهابيين» برد ساحق، عاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ليؤكد أن تركيا، الطرف الثاني في اتفاق سوتشي لخفض التصعيد، تعمل بنشاط على تنفيذ التزاماته المتمثلة في فصل المعارضة المسلحة القادرة على الاتفاق والمستعدة للانخراط في العملية السياسية عن الإرهابيين.
تصريحات لافروف تزامنت مع استمرار الطائرات والمدافع التابعة للنظام وروسيا بالفتك بالمدنيين، حيث قتل 27 مدنيا، معظمهم أطفال، وجرح العشرات، في قصف مدفعي وغارات جوية على بلدات في ريفي إدلب وحلب، ليرتفع عدد ضحايا الحملة المستمرة منذ 45 يوما إلى ما يزيد على 800 مدني، بينهم 200 طفل، وفق حملة منسّقي الاستجابة.
في المقابل، تستمر المعارك في ريف حماة الشمالي الغربي، حيث تشنّ المعارضة المسلحة حاليا هجوما عنيفا في محاور عدة، ضمن المرحلة الثانية من عملية سمتها «الفتح المبين». وأعلن «جيش العزة» العامل في المنطقة فتح باب الانتساب إلى معسكر عبدالباسط الساروت لتدريب دورة جديدة من القوات الخاصة، وذلك في تكريم خاص لرمز الثورة الذي قُتل السبت.

شد حبال روسي ــــ إيراني
في غضون ذلك، تتزايد الخلافات بين الايرانيين والروس في سوريا، وبدأت تطفو على السطح بعد غياب القوات الموالية لإيران عن معارك إدلب. وفي هذا السياق، أشار الكاتب الروسي كيريل سيمينوف، في مقال بموقع «المونيتور» الأميركي، إلى أن لدى موسكو وطهران وجهات نظر متباينة حول كيفية إصلاح قوات النظام. وتوقّع الكاتب بأن يكون الهجوم في إدلب أول عملية عسكرية كبيرة لم تشارك فيها المجموعات الموالية لإيران؛ إذ إن الوحدات الرئيسية المهاجمة في قوات النظام هي الهياكل الموالية لروسيا مثل قوات النمر بقيادة سهيل الحسن، وفيلق الاقتحام التطوعي بقيادة زيد صالح.
ويلفت الكاتب إلى أن موسكو مهتمة برؤية انخفاض النفوذ العسكري الإيراني في سوريا مع اعترافها بالنفوذ القوي لطهران في الأجهزة السورية، وانه إذا لم تُستبدل الهياكل التي أنشأتها إيران بكفاءات مؤيدة لروسيا، فإن الفعالية القتالية للجيش سوف تتضاءل؛ لذا يجب إصلاح تلك الهياكل من أجل إزالة النفوذ الإيراني.
ووفقاً لتقديرات الكاتب، فإن إيران تعمل بفعالية على دمج مجموعاتها مع فرق الجيش النظامي، ولتقليل نفوذ طهران إلى الحد الأدنى، تحتاج موسكو انتهاز مبادرة الإصلاح للأنظمة العسكرية والدفع بأجندتها الخاصة. ويرى الكاتب أن روسيا ستواجه تحديات خطيرة في هذا الشأن، ولا يمكن اعتبار سوى اثنين من الهياكل المسلحة السورية المؤيدة لروسيا، أو قادرة على أن تصبح قدما موسكو في الصراع، وهي قوات النمر والفيلق الخامس.
فقوات النمر هي الهيكل الأكثر كفاءة الذي حلَّ، وبدعم من روسيا، محلَّ الفرقة الرابعة المدرعة الموالية لإيران ويقودها ماهر الاسد شقيق الرئيس السوري. وشكلت المخابرات الجوية في البداية قوات النمر باعتبارها قوات المهام الخاصة، وأصبحت وحدة هجومية خاصة، بعد تعزيزها بالأسلحة الثقيلة بعديد يبلغ حوالي 4000 مقاتل. أما الفيلق الخامس، فعلى الرغم من التوقّعات العالية للجيش الروسي، لم يُدمج بعدُ في الهيكل العسكري. ويتألف من 25000 جندي وثمانية ألوية عسكرية تابعة للميليشيات التي حُلَّت والمقاتلين المنتسبين الذين ما زالوا يتمتعون بقدر من الاستقلالية. وقال الكاتب الروسي إن الفيلق أقل كفاءة وقدرة قتالية من قوات النمر، ونقل عن مصدر عسكري روسي، قوله إنه في أثناء العملية الحالية في إدلب، اشتكى قائد قوات النمر للروس من تدنّي القدرة القتالية والمرونة لدى الفيلق الخامس.
وفي حين تقوم روسيا بتطوير متعدد الأوجه لقوات النمر والفيلق الخامس، لا تزال المخابرات الجوية السورية تحت النفوذ الإيراني، ولا يمكن اعتبارها أنموذجا للإصلاح، أو أن تصبح أساسا للجيش السوري المستقبلي. وفي الوقت نفسه، تقترح إيران تصوراً أكثر تماسكاً وتؤيد تشكيل مجموعات عسكرية جديدة أو توسيع فرق الجيش الحالية عن طريق استيعاب الجماعات غير النظامية، وهو ما يفسّر قيام الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد بضمّ مجموعات شيعية فعالة، محلية وعراقية، لتنافس الفيلق الخامس الذي يقوم بتجنيد المسلحين من مقاتلي المعارضة الذين وافقوا على المصالحة، وتعمل طهران أيضا على توسيع نفوذها في الحرس الجمهوري، من خلال ضم لواء «أبو الفضل العباس» إلى اللواء 105 من الحرس، وتشكيل لواء آخر كأساس للفرقة الثلاثين التابعة للحرس، من خلال تجميع قوات الدفاع المحلية.

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى