التايكوندو تساعد أمريكية في الحصول على وظيفة براتب 14 مليون دولار
[ad_1]
تركز بي بي سي أسبوعياً على سيرة أحد قادة الأعمال من أماكن مختلفة حول العالم. ونحاور هذا الأسبوع أدينا فريدمان، المديرة التنفيذية لبورصة ناسداك الأمريكية، التي تقول إن حصولها على الحزام الأسود في رياضة التايكوندو ساعدها على أن تكون أقل خوفاً في مجال المال والأعمال.
بدأت رئيسة ناسداك البالغة من العمر 49 عاماً تعلم فنون الدفاع عن النفس منذ أكثر من عشر سنوات، بعد أن كانت تأخذ نجليها إلى حصص التدريب وهما في سن مبكرة.
وتقول عن ذلك: “كان ذلك بالنسبة لي بمثابة انضباط كبير لعقلي وجسدي. وقد عزز لدي فكرة أن النجاح أمر ممكن إذا توفرت الإرادة. كما ساعد على خفض معدل الخوف من التعرض للصدمات. أعلم أنه يمكن أن أتعرض للصدمة، لكن ذلك ليس أسوا شيء في العالم، وكل ما أحتاجه هو أن أقف من جديد وأواصل القتال”.
وتعد فريدمان، التي تتبوأ منصب المدير التنفيذي لبورصة ناسداك منذ يناير/كانون الثاني 2017، إحدى أهم القيادات النسائية لعالم المال والأعمال في العالم، كما صنفتها مجلة فوربس في المرتبة السادسة عشرة بين أكثر النساء قوة في العالم، وبهذا تكون في مرتبة متقدمة عن كل من أوبرا وينفري مقدمة البرامج التلفزيونية الشهيرة، والملكة اليزابيث الثانية، وجاسيندا أردين رئيسة وزراء نيوزيلندا.
وما يجعل نجاح فريدمان في ناسداك مثيراً للإعجاب هو أنها صعدت سلم المناصب في الشركة من أدنى درجاته، فقد كانت بداية التحاقها بالعمل عام 1993 كمتدربة بلا أجر وعمرها 24 عاماً. وعلى مدى السنوات الـ 26 التالية، ارتقت نحو القمة ببطء ولكن بمثابرة وانتظام، إذ قضت كل تلك الفترة ما عدا ثلاث سنوات في الشركة.
وتقول فريدمان إنها “ترغب في أن يعرفها الناس كقائد عظيم، وليس كقائدة عظيمة”، وقد أدخلت إلى ناسداك بعض السياسات التي تساعد مزيدا من النساء على تولي مناصب قيادية في الشركة.
وتقول فريدمان، التي ولدت وترعرعت في مدينة بالتيمور الأمريكية، إنها استلهمت نجاحها في الحياة من والديها.
وقد كان والدها هو من قدمها لعالم المال، إذ كان يتولى منصباً رفيعاً في شركة استثمارية. وكانت في طفولتها كثيراً ما تقضي أوقاتاً معه على منصة التداول. وقالت فريدمان في مقابلة مع مجلة بلومبيرغ عام 2017: “كان علي أن أكون في نفس المكان مع المتداولين، وقد كان مكاناً ممتعاً بالنسبة لي”.
وتصف فريدمان أمها بأنها كانت “البطل” والمثال الذي تقتدي به. وكانت أمها في الأصل ربة منزل، لكنها حصلت على شهادة في القانون وأصبحت أول شريكة في شركة محاماة محلية.
وتلقت فريدمان تعليمها في مدرسة خاصة للإناث ولم تكن ترغب في البداية في الانخراط في عالم المال. وبعد أن أصبحت سالي رايد أول امرأة أمريكية تذهب إلى الفضاء عام 1983، قررت فريدمان أن تكون هي أيضاً رائدة فضاء.
وفي وقت لاحق، وبعد حصولها على شهادة في العلوم السياسية من جامعة وليامز كوليدج في ولاية ماساشوسيتس، أرادت أن تدخل معترك السياسة.
لكن بعد أن عملت لفترة من الوقت مع نائب الرئيس الأمريكي الأسبق آل غور عندما كان عضواً في مجلس الشيوخ، استقرت بعدها في عالم الأعمال، حيث شعرت بأنه يمكن أن يكون لها “تأثير فوري”.
وبعد حصولها على الماجستير في إدارة الأعمال التحقت ببورصة ناسداك. وتقول إنها ترقت في الشركة بفضل العمل الشاق وتوليها مهام مشروعات غير جذابة بكل سعادة، لكني تظهر أنها قادرة على إحداث فرق إيجابي كبير.
وبحلول عام 2011، كانت فريدمان قد تولت عدداً من المناصب الرفيعة في الشركة عندما توقفت عن العمل لبرهة قصيرة، لتشغل منصب المدير المالي والإداري لمجموعة كارلايل، التي تعد إحدى أكبر شركات الاستثمار الخاصة في العالم.
وبعد ذلك، عادت فريدمان إلى ناسداك عام 2014 قبل أن تتولى أعلى منصب فيها عام 2017. وتشير تقارير إلى أن راتبها السنوي في ذلك العام بلغ 14 مليون دولار.
وتعد ناسداك، التي تتخذ من مدينة نيويورك مقراً لها، ثاني أكبر بورصة في العالم من حيث القيمة الإجمالية لجميع أسهم الشركات المدرجة فيها. ولا يفوقها حجما سوى بورصة نيويورك الرئيسية، التي توجد في نفس المدينة.
وتمتلك ناسداك سبع بورصات أوروبية، بما في ذلك كوبنهاغن وستوكهولم وهلسينكي، وتبيع برمجيات الكمبيوتر الخاصة بها وغيرها من التكنولوجيا التجارية إلى 110 بورصات أخرى و150 شركة استثمار. وبلغت عائدات ناسداك العام الماضي 2.53 مليار دولار، بأرباح صافية قدرها 458 مليون دولار.
وتقول أبريل رودن، متخصصة في استراتيجيات التسويق في قطاع الخدمات المالية، إن فريدمان “صاحبة رؤية تكنولوجية” ومكنت ناسداك من اغتنام الفرص التكنولوجية الجديدة.
وتضيف: “هي لا تقود الشركة فحسب، لكنها تقود الصناعة المالية ككل من خلال التحول التكنولوجي التالي، والمتمثل في التقنية التي تدعم العملة المشفرة، والذكاء الاصطناعي”.
وتقول فريدمان نفسها إنه على الرغم من أهمية التكنولوجيا فإنه لا يمكن الاستغناء عن البشر. أو بالأحرى، فإن الأنظمة والإجراءات والفهارس سوف تبدأ دائماً “باختيار أساسي” من الإنسان.
وتصف فريدمان حياتها العملية من بدايتها حتى الآن بأنها “رحلة مدهشة ومميزة”، وتضيف: “آمل أن يشجع الطريق الذي سلكته في حياتي العملية النساء في القوة العاملة على إدراك أنه يوجد طريق مرسوم للمناصب القيادية في كل مجال من مجالات العمل”.
وتخطط فريدمان منذ توليها أرفع منصب في ناسداك لرؤية المزيد من النساء يتولين مناصب رفيعة في مجال الأعمال، بما في ذلك تعهدها بأن يكون على الأقل 30 في المئة من مجلس إدارة الشركة من النساء، وهي ملتزمة بإجراء مقابلة مع مرشحة واحدة على الأقل لكل منصب رفيع شاغر.
لكنها تقول إنه سواء كان من يعمل رجلاً أو امرأة فإن عليه أن يكون “فضوليا على الدوام”. وتضيف: “عليك بخلق بيئة يمكنك فيها أنت وفريق عملك أن تشعروا بالارتياح لعدم الحصول على كافة الإجابات، لكن استمتع بطرح الأسئلة لكي تتعلم باستمرار، ولا تشعر بالرضا والقناعة أبداً. فالشركات الكبيرة تعلمت أن القناعة تقتل الابتكار، لذا فهي بحاجة مستمرة للاجتهاد وتقديم أفضل الأفكار الجديدة لعملائها”.
كما أن تعلم التايكوندو ربما يساعد أيضاً. وتقول فريدمان، التي تخصص دائماً وقتاً لممارسة التايكوندو، إن هذه الرياضة تذكرها بأنه “إذا أردت أن أصبح أفضل، فإن الأمر يعتمد كلياً على أن أبادر ببذل جهد أكبر في العمل”.
يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على صفحة BBC Capital
[ad_2]
Source link