هل تمثل دعوة السديس زوار الحرم لإنجاح قمم مكة زجا بالدين في السياسة؟
[ad_1]
أثارت دعوة الشيخ عبد الرحمن السديس، الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي مؤخرا، زوار الحرم المكي إلى إنجاح القمم الثلاث، التي ستشهدها مدينة مكة المكرمة نهاية الشهر الجاري، جدلا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي، وبين المتابعين للشأن السعودي، كما فتحت الجدل من جديد بشأن استخدام الدين في الحياة السياسية، في المملكة العربية السعودية، وعدة أماكن في المنطقة العربية.
وكان السديس قد قال: “تشهد العشر الأواخر هذا العام عقد مؤتمرات قمة إسلامية وعربية وخليجية”، ودعا إلى “التعاون مع ولاة أمرنا ومع قادة المسلمين بالدعاء لهم بالصلاح والنجاح والفلاح والتوفيق والتسديد، ليخرج هذا المؤتمر بالآثار العظيمة التي تعول عليه”.،
وكان الملك سلمان، قد دعا إلى عقد القمم الثلاث الطارئة في مكة المكرمة، إثر الاعتداءات على محطتين لضخ النفط في السعودية، وأربع سفن قرب سواحل الإمارات.
ويبدو الدعاء من قبل إمام وخطيب المسجد الحرام، لولي الأمر في المملكة العربية السعودية، أمرا طبيعيا في ظل العلاقة العضوية، التي ربطت مؤسسة الحكم في المملكة بالمؤسسة الدينية، في ظل خضوع تام من قبل الثانية، لكل ما تتبناه الأولى من سياسات، غير أن ما أثار الجدل هذه المرة هو تحميل السديس، لزوار المسجد الحرام المسؤولية ومطالبتهم بالمشاركة في إنجاح تلك القمم.
وسيرا في نفس الاتجاه، أكدت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في السعودية من جانبها أيضا، أن “انطلاق القمم الإسلامية والعربية والخليجية، بجوار بيت الله الحرام، في العشر الأواخر المباركة من رمضان، وبدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، يكسب هذه القمم أهمية بالغة”.
وخلال الفترة الأخيرة ومنذ صعود نجم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وفي ظل ما يقوم به من حملة وصفت كثيرا بالإصلاحية، بدا كثير من علماء المؤسسة الدينية في المملكة، في تغيير بوصلتهم السياسية، وفق الوضع الجديد فيما يؤشر إلى أن المؤسسة الدينية تغير من قناعاتها وفق توجه المؤسسة السياسية.
وبينما سيطرت دينيا أفكار ما يعرف بتيار الصحوة، على مرحلة ما قبل صعود بن سلمان للساحة السياسية، تبدل الأمر بعد صعود ولي العهد السعودي، ليتم التنكر لكل تلك المرحلة، وليتراجع العديد من رجال الدين من قياداتها البارزين عن أفكارهم ويعتذرون عنها، وعلى رأسهم واحد من أهم منظريها وهو الشيخ عائض القرني.
وكان تيار الصحوة الإسلامي، قد ظهر في المملكة العربية السعودية أواخر الثمانينات، بدعم من مؤسسات الدولة السعودية، وكان يتبنى بدعم من السلطة، نهجا دينيا وصفه عائض القرني نفسه بأنه كان متشددا.
وعبر سنوات طويلة ظلت السلفية الوهابية، سلاحا للحكم في المملكة العربية السعودية، ومكونا هاما في سياستها الخارجية، وقد نجحت في تصديرها إلى العديد من الدول العربية، لمواجهة تحديات كبيرة أهمها تأجيل المطالب الديمقراطية لشعوب المنطقة.
غير أن استخدام الدين في السياسة، قد لا يكون حكرا على المملكة العربية السعودية وحدها في المنطقة العربية، فقد استخدم في عدة دول، وما يزال يستخدم كسلاح في وجه الخصوم السياسيين، لكن المفارقة تكمن في أن السلطة السياسية في الدول العربية، وفي الوقت الذي تحلل لنفسها استخدامه للترويج لرؤاها، ومواقفها السياسية فهي تنكره على خصومها السياسيين وتعتبره حراما.
وقد شهدت مصر على سبيل المثال، وماتزال تشهد استخداما واسع النطاق لرجال الدين الموالين للسلطة السياسية، في مهاجمة خصومها السياسيين، وتمجيد السلطة القائمة، حتى أن أحد رجال الدين هؤلاء وصف الرئيس السيسي ووزير داخليته يوما ما، بأنهما في مرتبة الأنبياء.
برأيكم
هل تمثل دعوة إمام الحرم زواره لإنجاح قمم مكة استغلالا للدين في السياسة؟
لماذا أثارت دعوة السديس هذه الضجة في هذا الوقت رغم أن دعوات رجال الدين لولي الأمر هي أمر مألوف؟
هل تلمسون استغلالا لدين في السياسة من قبل سلطات بلدكم؟
هل يختلف استغلال الدين في السياسة وفق موقف من يستخدمه؟
وهل يمكن أن يحيد الدين جانبا عن عالم السياسة في العالم العربي؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 29 أيار/مايو من برنامج نقطة حوار الساعة 16:06 جرينتش.
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442031620022.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Messageكما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/hewarbbc أو عبر تويتر على الوسم @nuqtat_hewar
[ad_2]
Source link