أميركا قد تنجح في حربَيها «الباردتين»
[ad_1]
لم تستبعد صحيفة ليزيكو الفرنسية انتصار الرئيس الأميركي دونالد ترامب في حربَيه «الباردتَين» ضد إيران والصين، اللتين أطلقهما في الوقت نفسه.
وفي مقال نشر في الصحيفة، قال دومينيك مويسي، من معهد مونتين: «إذا استخدمنا تعريفا قديما للحرب التقليدية بأنها ممارسة السياسة بوسائل أخرى، فماذا عن الحروب الاقتصادية اليوم؟ هل هناك حرب اقتصادية اختيارية وأخرى ضرورية؟ وهل يمكن أن تعتبر العقوبات الاقتصادية الصارمة على إيران الشكل الحديث لحرب اختيارية، واعتبار العقوبات ضد شركة هواوي الصينية العملاقة حربا ضرورية؟».
ويضيف الكاتب أن «ترامب استخدم في حربه ضد إيران سلاح العقوبات، بهدف إسقاط نظام الملالي، في حين استخدم فرض الضرائب والحظر في حربه على الصين، بهدف منع تفوّقها التكنولوجي على بلاده»، متسائلاً: «هل يمكن لأميركا تحمّل حربين في آن معاً؟ خبراء الإستراتيجية كانوا يرون خلال أيام الحرب الباردة أن الولايات المتحدة هي القوة الوحيدة القادرة على خوض حرب مسلحة على جبهتين في الوقت نفسه. وذكر مويسي أن «ترامب قد لا يكون الرئيس المناسب لأميركا، لكن سياسته تجاه الصين تحتوي على بعض العناصر الإيجابية، إذ كان لا بد أن ينهض أحد ما لوضع حد لسلوك بكين المنحرف وغير المقبول».
تجاهل النظام المتعدد
لكن المشكلة بالنسبة لمويسي هي أن «أميركا اليوم لا تتدخل باسم المصلحة العامة، كما كانت تفعل أيام الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفياتي، بل باسمها الخاص، وفي تجاهل تام للنظام المتعدد الأطراف، لتبقى أوروبا منقسمة بين الرضا عن رؤية لاعب قوي يرفع صوته إزاء الصين، والخوف من أن تكون هي الهدف التالي لأميركا، في عملية تفكيكها المنهجي للتعددية». وأردف: «لمحاولة فهم الوضع الجيوسياسي الحالي، وطبيعة المخاطر التي يواجهها العالم في شكل جماعي، من الضروري أن نفهم أهداف مختلف المتصارعين، ففي مواجهة الصين، تريد أميركا إعادة التأكيد على أنها بلا منازع، وتبقى الرقم الأول، حتى إن لم يعد العالم أحادي القطب، كما كان أيام انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991 وأيام انهيار أبراج مانهاتن عام 2001». ويكمل الكاتب: «مع ذلك، فالولايات المتحدة لا يمكنها أن تسمح بوجود منافس حقيقي، كما أنها لا تتقبل الفكرة الشائعة القائلة إن القرن العشرين كان قرن أميركا بلا منازع، أما القرن الحادي والعشرون فهو قرن الصين».
التفوّق التكنولوجي للصين
ويلفت مويسي إلى ان «الصين تبدو بعيدة من مساواة أميركا على المستوى العسكري، وحتى على الصعيد الاقتصادي، فقد انتعش نمو الاقتصاد الأميركي في شكل كبير، مع انكماش نمو الصين، إلا أن الصين من الناحية التكنولوجية -وهذا أسوأ ما تخشاه أميركا- أصبحت تضاهي أميركا، خاصة أنها سجلت نقاطا مذهلة في بعض المجالات الإستراتيجية». ووفق مويسي، فإن «النوايا الصينية عكس نوايا أميركا، إذ تسعى الصين إلى ضمان التفوّق، أو ربما السيطرة الكاملة على آسيا، كخطوة أولى، قبل أن تصبح في النهاية القوة العالمية الأولى، ما يؤكد تفوّق نموذج السلطة الاستبدادية والمركزية للصينيين، وبالتالي تفوّق الحضارة الصينية على النموذج الديموقراطي والحضارة الغربية في شكل عام».
ويختم الكاتب: «مثل الصين، تبدو نوايا طهران دفاعية إلى حد كبير، إذ اختار نظام الملالي هروباً مزدوجاً إلى الأمام، عبر توسيع نفوذه الإقليمي، واعتماد أسلوب الاستفزاز الدائم، لضمان بقاء نظام، يعرف هشاشته جيدا».
[ad_2]
Source link