الدراما الكويتية ما لها وما عليها | جريدة الأنباء
[ad_1]
دلال العياف
بحضور رائع ضم نخبة من الكتاب والمثقفين والأدباء بين أروقة قاعة د.سعاد الصباح برابطة الأدباء في العديلية، أقيمت ندوة ثقافية بعنوان «الدراما الكويتية ما لها وما عليها» وتحدث فيها كل من الكاتب بدر محارب، د.خالد رمضان والناقدة ليلى أحمد، وتناولوا معا مواضيع مهمة وشرحوا وجهة نظرهم تجاهها، وهم الذين واكبوا مرحلة النهضة الدرامية وذوي الاختصاص.
وقبل نقل ما دار من نقاش حول مسلسلات رمضان، لا ننسى أن الدستور كفل لنا حرياتنا، حيث نص في المادة 36 على حرية الرأي والبحث العلمي مكفولة، ولكل إنسان حق التعبير عن رأيه ونشره بالقول او الكتابة او غيرهما، فالاختلاف لا يفسد للود قضية، تلك المقدمة استلهمتها حيث توثق ما دار خلال الجلسة النقاشية الحوارية التي تناولت مواضيع تدور حول الدراما والمسلسلات الكويتية التي تعرض عبر الشاشات في شهر رمضان المبارك.
وقالت الناقدة ليلى أحمد: تنقل الدراما الكويتية صورة عن البلد والوضع الاجتماعي والمادي فيها، حيث إنني تعرضت لموقف حيث سألني احدهم وقال لي «هل بالفعل انتم بالكويت لديكم سيارات فارهة؟ وهل انتم فاحشو الثراء وجميعكم تسكنون القصور؟» وقمت بالرد عليه وقلت بابتسامة «لا، ليس الجميع، فمنهم من يوقع نفسه في قروض للحصول على بيت، وايضا بعض الشباب الذين يقدمون على بيت الحكومة ينتظر ليس اقل من 15 سنة حتى يحصل على ذلك البيت».
وتحدثت عن بعض الأعمال المعروضة حاليا وكان رأيها صريحا حول مسلسل «حدود الشر» بطولة سيدة الشاشة الخليجية حياة الفهد، وقالت احمد ان احداثه تشبه مسلسل «الفرية» وتدور حول ابن شاب يقع في أخطاء لأنه مشاغب نوعا ما، وزوجها الذي يحبها تزوج عليها امرأة اخرى، فهو يمشي على خط درامي مشابه، وتطرقت الى الفترة التي تولت منصب مستشارة في تلفزيون الوطن، وتحدثت عن طلب المحطات الفضائية وجود الوجوه النسائية، وشبهته بـ«عصر السلاطين والجواري».
من جهة اخرى، قالت: اذا كانت المحطات تريد ان تعرض عملا تاريخيا او تراثيا يجب ان توثق متى تلك الفترة؟ وتحددها هل هي في الخمسينيات او الستينيات؟ فلابد من وجود الرقابة التأريخية الأرشيفية للحدث التاريخي، فحين توثق عملا تاريخيا وتقدمه عبر الشاشة لما يتم شرحه وتوضيحه من خلال المشاهد ماذا كان وضع الكويت وقتها؟، لافتة الى ان مسلسل «لا موسيقى في الأحمدي» اشار الى بناء مدينة الأحمدي ودخول الانجليز وما قد يأتي بعد.
وترى الناقدة ليلى احمد ان المسلسل الرمضاني اصبح يتكون من ثلاثين حلقة مع انه في السابق تتكون الحلقات من 15 حلقة ولكن يتم التركيز على النص الجيد، وقالت: هذا ما يختلفون فيه عن الدراما الاجنبية، فاذا تناولت الدراما الكويتية حقبتي الستينيات والسبعينيات فلا بد ان تتناول الانشطة المدرسية والرياضية انذاك، فهناك نوابغ وقتها.
وتحدث د. خالد رمضان عن مهرجانات التكريم التي تقدم حاليا، وقال انه يجب ان تكون هناك لجان مقررة لمثل تلك المهرجانات وان تبنى على اعمدة اسس صحيحة وقويمة، وان يكون هناك تدقيق صحيح لاختيار كل من يكرمون ومن يستحقون التكريم وهل هم اهل له؟، واكمل: في زمن الشيخ احمد الفهد الاحمد الصباح عندما كان وزيرا للأعلام انذاك قرر مهرجان الشهيد فهد الاحمد للدراما حينها كنت رئيسا لجنة جائزة الشهيد رحمه الله، وكانت مقترحة من اللجنة ووافق عليها الشيخ احمد الفهد، وان كانت اهداف الجائزة هي تنشيط الدراما التلفزيونية وتطويرها وايجاد روح المنافسة بين الفنانين لتقديم افضل ما لديهم لان المستفيد الاول هو الجمهور، وشارك في اللجنة ذوو الاختصاص وتم تشكيل لجنة تحكيم للاعمال اضافة الى التكريم لاحد رواد الدراما التلفزيونية الكويتية الذين تميزوا بأعمالهم الدرامية آنذاك، وتشكيل اللجنة بني على ذوي الاختصاص وكانت تضم في عضويتها الاعلامي رضا الفيلي رحمة الله عليه، ود.عبدالله العوضي ود.محمد مبارك بلال والمخرج علي الريس والصحافية والناقدة ليلى احمد، والمقصد من هذا الحديث ان التقييم يجب ان يكون على حرفية عالية لتقييم الاعمال الدرامية للنهوض بمستوى الاعمال والتطوير منها للافضل.
من جهته قال الكاتب بدر محارب: حاليا نرى ان بعض التجار هم السبب في ظاهرة تمطيط الحلقات الى ثلاثين حلقة، لذلك تكون هناك مشاهد تعاني من التمطيط الذي يسبب الملل للمشاهد، والمخرج الان يفرض عليه احيانا نص من قبل بعض التجار، نجد هناك اعمالا خالدة مثل ثلاثية نجيب محفوظ التي كانت ولا تزال اسطورة باقية لكل زمن ولكل جزء منها 15 حلقة مثل «قصر الشوق» و«بين القصرين»، وايضا «درب الزلق» هذه اسطورة اخرى ايضا.
وعن الاعمال الدرامية التراثية، قال: يجب فيها مراعاة الدقة، واذا كانت البيئة قحطا وفقرا فيجب ان تراعى الازياء ويتم اختيارها بشكل جيد حتى ولو كانت البيئة قذرة، فالاجانب في بعض مسلسلاتهم يراعون حتى الاظافر تكون سوداء من كثرة القذارة وذلك يخدم المشهد.
وكان من ضمن الحضور الفنان القدير عبدالعزيز السريع والذي شارك برأيه معلقا على كلام د.خالد رمضان بأن الدراما تشوه صورة المجتمع او تقدم صورة غير صحيحة، وقال: اختلف مع هذا الرأي فالدراما لا تعطي دروسا وليس من الضرورة ان تكون معبرة لتقدم اعمال تسجيلية، فهي تحتمل ان تقدم جزءا من الواقع وجزءا بعيدا عن الواقع، حيث يحتويها بعض الخيال ورؤى الكاتب في فحوى النص، فالدراما عبارة عن جزء من خيال الكاتب، لكن نحن نتكلم عن مستوى الجودة في الحوار، وبناء الدراما على اساس صحيح من كاتب متمكن وسيناريست ومخرج محترف مبدع واختيار جيد للممثلين فيقوم النجاح على ذلك.
[ad_2]
Source link