جربة تونس: حج إلى كنيس “غريبة” .. دين وسياحة وسياسة
[ad_1]
ما إن تطأ قدماك مطار جربة، جنوب شرقي تونس، حتى تعترضك تشكيلات أمنية وعسكرية، انتشرت في مختلف أرجاء الجزيرة الهادئة لتأمين الزيارة السنوية التي يؤديها اليهود إلى كنيس الغريبة.
ويقول حبر تونس الأكبر، حاييم بيتان، لبي بي سي إن “الزيارة تأتي بعد ثلاثة وثلاثين يوما من عيد الفصح”، حسب التقويم اليهودي.
ويعتبر كنيس الغريبة أقدم معبد يهودي في العالم لايزال مفتوحا، إذ يعود تشييده إلى العهد الروماني. ويعتقد أنه يحتوي على حجر من هيكل سليمان. كما أنه يحتفظ بين أروقته بأقدم نسخة للتوراة في العالم.
ويدخل الزوار الكنيس داعين مصلين متبركين، بينما تُخطّ الأماني على بيض يوضع لاحقا في سرداب صغير. ومعظم زوّار الكنيس هم يهود من أصول تونسية، يعيش سوادهم الأعظم في فرنسا، بالإضافة إلى إسرائيل، وكندا، والولايات المتحدة.
ارتفاع عدد الزوار هذا العام
وتوقع زعيم الجالية اليهودية بجربة، بيريز الطرابلسي، أن يتجاوز عدد الزوار اليهود إلى كنيس الغريبة، هذا العام، سبعة آلاف شخص، وهو أعلى رقم يسجل منذ الإطاحة بالرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي.
ويقول غي عزريا، وهو خبير في السياحة اليهودية إلى تونس، إن “البلاد مرت بفترة عصيبة من جراء العمليات الإرهابية، مما أدى إلى انخفاض كبير في أعداد الحجاج إلى الغريبة وأعداد السياح في تونس، بصفة عامة”.
وقد شهدت تونس ثلاث ضربات إرهابية عام 2015، في متحف باردو، وفي منتجع سياحي في سوسة، في وسط العاصمة، أدت إلى إصدار دول غربية تحذيرات عدة من السفر إليها، بينما أوقفت شركات طيران ووكالات سفر عالمية تسويق الرحلات السياحية إلى تونس.
وكشف وزير السياحة التونسي، روني الطرابلسي، عن استقبال تونس مليوني سائح، منذ بداية العام الجاري وحتى العاشر من مايو/أيار الحالي، معبرا عن أمله في أن يساهم حج الغريبة في نجاح الموسم السياحي في البلاد.
وكان الطرابلسي هو المسؤول عن حج الغريبة، إلى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حين عيّن وزيرا للسياحة، ليصبح ثاني يهودي يتقلّد منصب وزير منذ استقلال تونس، عام 1956.
إرث مهدد
وكان يوجد في تونس نحو مئة ألف يهودي، حتى منتصف القرن الماضي، قبل أن تتراجع أعدادهم إلى حدود ألفي نسمة فقط.
ولهذه الطائفة التي تعتبر من الأقدم في تاريخ تونس، إرث مادّي وغير مادّي ضخم، يمتدّ من شمال البلاد إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها.
وحذّر غي عزريا من خطورة المساس بذلك التراث، موضحا أنه حاول ترميم مواقع تاريخية بعينها، في الحامة، جنوبي البلاد، أو في نابل، شمال شرقيها، بعد فيضانات العام الماضي، التي راح ضحيتها خمسة أشخاص.
وشدد عزريا على أن “الدولة مسؤولة، في النهاية، عن هذا الإرث وضرورة الحفاظ عليه”.
وأضاف أنّ “اليهود، في تونس، مهما كانت إقامتهم الحالية، فإنهم يحاولون تنشئة أبنائهم على أهمية زيارة بلادهم”.
ويحاول حبر تونس الأكبر، حاييم بيتان، التخفيف من أعباء تضاؤل أعداد اليهود في تونس، بالتشديد على أن للطائفة مدارسها، مضيفا: “نحن متمسكون بديننا ونمارسه بكل حرية في تونس دون مشاكل”.
[ad_2]
Source link