غرس الود هوية وطن | جريدة الأنباء
[ad_1]
مفرح الشمري
[email protected]
يمثل مسلسل «غرس الود» التجربة الأولى للدكتورة نورية صالح الرومي في كتابة الأعمال الدرامية، ويتصدى لإخراجه خلف العنزي الذي يعود بعد غياب طويل ويجسد شخوصه نخبة مميزة من الممثلين على رأسهم الفنان ابراهيم الحربي.
يعرض المسلسل حصريا في «وقت ميت» على شاشة تلفزيون الكويت وهو ما يظلم العمل، وتتناول احداثه حقبة مهمة من تاريخ الكويت تجعله بمثابة «هوية وطن» ليتعرف الجيل الحالي على إنجازات شعب الكويت على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي وعلاقته الوطيدة بأشقائه العرب منذ تلك الحقبة وحتى يومنا.
تدور الأحداث في حقبة الستينيات وصولا إلى السبعينيات والثمانينيات وذلك بتتبع أسرة التاجر الكويتي محمد (إبراهيم الحربي) المؤمن بالقومية العربية ومساعدة القريب والبعيد والحريص على زرع هذا الإيمان في أسرته بدءاً من زوجته مريم (غرور) إلى المربية موضي (ياسة) وأولاده عبدالله (يعقوب عبدالله) ومشاري الفريح وفيصل (سعود بوعبيد) وبناته ود (روان مهدي) ونورا (ليالي دهراب) وضحوك (إيمان جمال) وابنة عمهم نوال (أنوار المنصوري) وصولا لابن اخيه بدر (محمد الأنصاري) والموظف في مصنعه عوض (علي العلي) الذي يعتبره التاجر محمد الذراع اليمنى بالعمل لانشغال أبنائه بالدراسة.
وفي المقابل نجد العائلة السعودية المكونة من ابو محب (يوسف محمد) وابنه الشاعر محب (حمد العماني) وشقيقتيه جواهر(إسراء) ونوف (نيفين بوطبارة) اللتين تتعرفان على «ود» وأخواتها في لبنان فتنشأ بين الأطفال علاقة حب وتلاق في حديقة منزل الأسرة الكويتية التي كانت بمثابة ملتقى الأحباب والأصدقاء لتمضي الأحداث حتى كبروا وكبر معهم حبهم فقرروا ان يشكلوا مجموعة اطلقوا عليها اسم «غرس الود» لتنتج من ذلك علاقة حب جميلة وراقية بين الفتاة الكويتية «ود» والشاب السعودي «محب» بعدما انتقلا للدراسة في الجامعة، حيث تقرر «ود» دراسة الطب ومحب الأدب العربي، ليقدما للمشاهدين صورة حب نادرة وجميلة وبعيدة عن الابتذال!
وتمضي احداث المسلسل في ظل التطور الذي تعيشه الكويت اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وذلك من خلال وثائق معتمدة وموثقة تسلط الضوء على علاقة الكويت بالبلدان العربية ودورها البارز في مساعدتها اقتصاديا وسياسيا وحتى عسكريا في مشاركة قواتها بحرب 1967 وما صاحبها من انتكاسة كبيرة للوطن العربي وشعوبه، بالإضافة الى مشاركتها في حرب 1973 والتي انتصرت فيها مصر بمعاونة شقيقاتها العرب، بالإضافة إلى ان المسلسل يسلط الضوء على اهمية الدواوين في الكويت والتي انبثق منها تأسيس مجلس الأمة بإجراء اول انتخابات ديموقراطية عام 1963 لتعيش الكويت أجواء الديموقراطية الحقيقية في ظل وجود مجلس الأمة ومن بعدها افتتاح جامعة الكــويــت وغيرها من المــشاريع العمــرانية والثقافية والفنية.
طبيعة النص
وتماشيا مع طبيعة الــنـــص اختار المخرج أسلوبا يتماشى مع أجواء النص المليء بالمعلومات التاريخية والتي وثقها المخرج العنزي بالتصوير التلفزيوني او بمواد ارشيفية من الصحافة حتى تبقى تلك المعلومات في ذاكرة الجميع ولا تمر مرور الكرام.
وهذا الأسلوب هو الأنفع لإخراج مثل هذه النصوص «الثقيلة» حتى وإن كان إيقاع الحلقات يسير ببطء شديد.
الصورة الجمالية في هذا العمل هي البطلة وخصوصا المشاهد التي صورت في لبنان، وحاراته الجميلة التي تأخذنا بالفعل الى أجواء الستينيات والسبعينيات من خلال الأزياء والإكسسوارات المستخدمة في تلك المشاهد التي تجمع اصدقاء مجموعة «غرس الود».
مقدمة غنائية
يتميز العمل بمقدمة غنائية من كلمات د.نورية الــرومــي وألحان محمد البعيجان وغناء فاطمة الكويتية بعنوان«كــنا صغار» وهي تختصر احـداث الــعــمل وخصوصا قصة الحب العذري بـــيـــن «ود» (روان مهدي) و«محب» (حــمـــد العماني)، بــالإضــافـة لـــتوظــيف أشـعـــار كتبتــها المؤلفة د.نورية الرومي أو اختارتها بما يتماشى مع القصة لتقوية مشاهدها الدرامية كأشعار الراحل خالد العياف والمتنبي وقيس بن الملوح.
على مستوى الأداء التمثيلي هناك تميز للفنان (إبراهيم الحربي) وإتقان لدوره كتاجر كويتي يخاف الله ويساعد الناس، كذلك تتميز «ود» (روان مهدي) في تجسيد دورها للفتاة الرقيقة والهادئة والمحبة لفعل الخير بكل ثقة وأحاسيس صادقة، وفي المقابل تميز «محب» (حمد العماني) الذي نجح في إتقان اللهجة السعودية، بالإضافة إلى إجادته في توصيل إحساس العاشق بأسلوب جميل ومحبب دون خدش للحياء، والأمر كذلك لشخصية عبدالله (يعقوب عبدالله) الذي يجسد دور الشاب الطامح إلى تحقيق احلامه في الاقتصاد رغم الصعوبات التي يواجهها، حيث يجسد دوره بشكل مقنع للمشاهد وكذلك الممثلة المربية موضي (ياسة) التي اضافت جوا خاصا على العمل بعفويتها وتلقائيتها وخصوصا في المشاهد التي تجمعها مع بنات المعزب محمد (ابراهيم الحربي).
من ميزات العمل وجود مجموعة كبيرة من الشباب المتناغمين وخاصة عوض (علي العلي) الذي يخوض تجربته الأولى بالتمثيل بثقة كبيرة في النفس، ومعه حمد (عبدالعزيز بهبهاني).
شهد العمل مشاركة لبنانية ممثلة بالفنان القدير جمال حمدان والفنانة جومانا شمعون وزينب خضرة والذين جمعتهم علاقة طيبة مع اولاد التاجر محمد (إبراهيم الحربي)، خصوصا البنات وتحديدا «ود» التي غرست وردة بيضاء في حديقة العم كميل (جميل حمدان) وهي صغيرة لتكبر أمامها ويكبر تقديرها له ولأسرته على محافظتهم على وردتها البيضاء والدالة على قلوب اهل لبنان البيضاء تجاه الكويت وأهلها.
اقرا ايضا
[ad_2]
Source link