طبول الحرب تقرع في المنطقة أم طبول | جريدة الأنباء
[ad_1]
- ترامب لا يرغب في النزاع رغم الحشود وينتظر «اتصالاً» إيرانياً في ظل بوادر خلاف داخل إدارته
- إيران: إما المجازفة بحرب في ظل اختلال موازين القوة وشبه الانهيار الاقتصادي وإما التفاوض
المؤشرات وظواهر الامور توحي بأن ايران والولايات المتحدة تسيران على طريق مواجهة لا يمكن تحديد طبيعتها وحجمها ومداها ان وقعت:
٭ واشنطن حشدت اسطولها البحري في مياه الخليج، من حاملات طائرات وسفن شحن برمائية وبطاريات صواريخ باتريوت ارض ـ جو ومدمرات وصلت الى مضيق هرمز من دون أي مضايقات… ونفذت واشنطن اعادة انتشار لقواتها العسكرية في مياه الخليج وعلى اراضي دول خليجية، بالتنسيق معها، بهدف ردع ايران عن اي محاولة لتصعيد الموقف عسكريا ومهاجمة دول الخليج او المصالح الاميركية، كما طلبت واشنطن من الديبلوماسيين غير الأساسيين في العراق المغادرة، وطلبت من الحكومة العراقية مراقبة أنشطة الحشد الشعبي والسيطرة عليها، وحصل ذلك بعد ورود معلومات استخباراتية عن تحركات لـ«الحشد الشعبي» في محيط القواعد الأميركية ونصب صواريخ موجهة اليها، وبعد وقوع هجمات محدودة كان اخرها سقوط صاروخ في المنطقة الخضراء في بغداد، وقد انتقل التوتر الى داخل العراق بعد اشتداده في مياه الخليج اثر تعرض ناقلات نفط لاعمال تخريبية قبالة ميناء الفجيرة الاماراتي، ومهاجمة الحوثيين محطتي ضخ لخط انابيب نفط في السعودية بطائرات من دون طيار.
٭ ايران مضت قدما في تهديداتها التي وصلت الى حد اعتبار القوات الاميركية بالقرب من ايران «هدفا قتاليا»، والتلويح بان القوات الاميركية يمكن ان تواجه تهديدا من «جماعات قتالية» موالية لها.
وحذر قائد الحرس الثوري حسين سلامي من تحول المنطقة الى ساحة حرب فعالة للقوات الاميركية، فيما طلب قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري قاسم سليماني من تنظيمات عراقية مرتبطة بايران ان تستعد لحرب بالوكالة، وواضح من كل ذلك ان ايران انتقلت من مرحلة الصمود الاستراتيجي الى مرحلة التحرك العملاني وارسال رسائل ساخنة، مستندة الى عمق «جيوستراتيجي» يفيدها في ناحيتين «الدفاع عن بعد» «الهجوم عن قرب».
هذه ظواهر الامور، اما باطنها فانها تشي باستبعاد خيار الحرب والمواجهة العسكرية وتغليب احتمالات وظروف التفاوض.
ومن المؤشرات والوقائع التي تصب في هذا الاتجاه:
٭ تسريب كلام للرئيس ترامب الى الاعلام الاميركي يقول فيه انه لا يرغب في فتح نزاع عسكري تجاه ايران، وجاء ذلك خلال لقائه مع القيادة العسكرية التي قدمت عرضا مفصلا عن الخطط العسكرية المتاحة والتبعات المترتبة على كل منها على المصالح الاميركية.
٭ ظهور بوادر خلاف داخل الادارة الاميركية، حيث تفيد تقارير صحافية بان هناك تيارا متشددا يدفع في اتجاه ضرب ايران ويقوده مستشار الامن القومي جون بولتون، وتيار اخر يفضل الاستمرار في سياسة الضغط وفق مستوى محدد ومضبوط وينبه الى مخاطر وفاتورة الحرب لان لإيران خلايا ومجموعات مرتبطة بها ومنتشرة في كل ارجاء الشرق الاوسط، وقادرة على استهداف المواقع والمصالح الاميركية، ولأن الحرب ستؤدي الى مشكلة في تامين الطاقة والى ارتفاع هائل في اسعار النفط، اضافة الى تدفق سيول المهاجرين الى الغرب.
٭ تسريبات اخرى تقول ان في كواليس الادارة الاميركية اعتراف بانها بالغت في ضغوطها على ايران مع الدفعة الاخيرة من العقوبات هذا الشهر (النفط والمعادن)، ومع ادراج الحرس الثوري الايراني على لائحة الارهاب، ما ادى الى توحيد الصفوف الايرانية خلفه والى احراج الرئيس روحاني وانحيازه الى معسكر التشدد والمواجهة.
٭ اتصال وزير الخارجية الاميركي «بومبيو» بالسلطان قابوس ووزير خارجية سلطنة عمان يوسف بن علوي لاعادة احياء الوساطة العمانية بين ايران واميركا، وتكرار مفاوضات سرية في مسقط التي طالما شكلت قناة تفاوض خلفية بينهما.
٭ ما قاله مسؤول في الادارة الاميركية (لوكالة «رويترز») عن ان الرئيس ترامب لايزال ينتظر تواصل ايران ولا يريد ان تتحول التوترات معها الى حرب.
التقديرات بالإجمال تختصر على الشكل التالي: طبول الحرب تقرع ولكنها فارغة، لغة التحذير والتهديد ترتفع ومعها الاجراءات الحربية لمنع وقوع الحرب ولتشكيل «حاجز ردع» امامها خيار جلوس الطرفين الى طاولة المفاوضات هو المرجح، فكل هذه التوترات والتحركات تبقى مجرد خطوات مدروسة من الطرفين للحؤول دون الدخول الى مرحلة الانفجار، ولابقاء الوضع تحت السيطرة وعلى حافة الحرب من دون السقوط فيها.
ايران، وامام توازنات جديدة في المنطقة، تقف امام خيار واضح، اما الذهاب بعيدا في المجازفة والمخاطرة، واما فتح قنوات تمهيدا للعودة الى طاولة المفاوضات بمرونة وواقعية، وعلى الرغم من امتدادها الجيوسياسي والعسكري في المنطقة ومن انها قد تدفع باذرعها الى اعمال عدائية تستهدف حلفاء واشنطن، الا انها لن تبادر الى اتخاذ خطوات متهورة كاغلاق مضيق هرمز، او استهداف مصالح اميركية لانها تدرك ان قرارات كهذه ستجر عليها حربا مع الولايات المتحدة لن تكون في صالحها في ظل اختلال موازين القوة العسكرية والسياسية لصالح واشنطن وشبه الانهيار الاقتصادي والمالي الذي تعاني منه جراء العقوبات.
اما الرئيس الاميركي دونالد ترامب، فانه لا يرغب في حرب مع ايران وسط مناهضة الراي العام الاميركي للانخراط في حرب جديدة، واعتبار العديد من الخبراء الاستراتيجيين الاميركيين ان ايران ليست في اولويات واشنطن الاستراتيجية، وان تهديدها لا يستحق الدخول في صراع كبير، اضافة الى استعداد البلاد بعد اشهر قليلة لدخول اجواء انتخابات الرئاسة لعام ٢٠٢٠، وتخوف من ان يجره الصقور بين كبار مستشاريه الى مواجهة عسكرية مع طهران تجعله ينكث بوعد عدم خوض حرب جديدة.
الرئيس ترامب يحتاج الى فسحة مفاوضات على ابواب الانتخابات الرئاسية، ويحتاج الى جلب ايران الى طاولة المفاوضات لاثبات ان سياسة «العصا» كانت مجدية، وايران ايضا تحتاج الى فسحة مفاوضات لالتقاط الانفاس واستجماع قواها، مفاوضات ليس بالضرورة ان تصل الى تسوية او الى نهاية سعيدة وسريعة، وتحتاج الى آليات معقدة ووقت طويل.
[ad_2]
Source link