أخبار عاجلة

الاكتتابات العامة تقود الشركات الكبيرة.. إلى خسائر أكبر


* د. بلقيس دنيازاد عياشي –

الاكتتاب عملية تريد من خلالها الشركات مشاركة الأفراد في رأس مالها، وتكون هذه العملية خاصة بالشركات المساهمة العامة التي يكون الاكتتاب فيها لعامة أفراد المجتمع.
وتلجأ المؤسسات الكبيرة لهذه العملية حين يصعب عليها تجميع أموال تغطي رأس المال لإقامة مشروع ما، إلا أن الاكتتابات العامة من الشركات الكبيرة أخذت مسارا آخر في الفترة الأخيرة.
ويشير كبير استراتيجي الاستثمار في شركة SPDR في الولايات المتحدة Michael Arony أن «الشركات البارزة غير المربحة قد تستمر في تخييب الآمال عند الإعلان عن أسهمها باعتبارها أكبر سنا وتفقد الأموال باستمرار».
ويضيف Arony أن «شركات Uber و Lyft و Pinterest وغيرها ستنظم إلى عدد متزايد من شركات التكنولوجيا غير المربحة ولكن ذات القيمة العالية والتي سوف تخرق السوق».
وتواجه شركتا Uber و Lyft للنقل التشاركي جولة صعبة في السوق العامة، ففي الوقت الذي تستطيع فيه غالبية الشركات غالباً التغلب على الفروقات الصعبة في الأسواق المالية، فإن النضال من أجل هذه الشركات البارزة قد يصبح مشكلة أكبر لسوق الأوراق المالية، كما تبين آخر التقارير أنه في الوقت الذي يتطلع فيه أغلب المستثمرين إلى الحصول على فرصة للاستثمار في وجهات سابقة مثل تطبيقات النقل التشاركي وشركات أخرى مثل Pinterest و WeWork، نجد أن كبرى الشركات تقدم لمستثمريها أخباراً مخيبة للآمال.
لا يمكن أن ننفي أن الكثير من هذه الشركات الكبرى قد تلحق بها العديد من الخسائر، وهو الأمر الذي حدث مع شركة Lyft والتي تعد المثال الأكثر تطرفًا حتى الآن، حيث خسرت هذه الشركة ما يقرب من مليار دولار في العام قبل أن يتم طرحها للاكتتاب العام «أي أكبر خسارة عرفها التاريخ».
وفي ذات السياق يؤكد Arony أن «المستثمرين الذين ساعدوا في بناء تلك الشركات يمكنهم التحلي بالصبر حيال هذه الأنواع من الخسائر، إلا أن Wall Street قد لا تكون كذلك».
على مدار السنوات الثلاث التي أعقبت الاكتتابات الأولية يقول Arony، «تأخرت الشركات الخاسرة في السوق بنسبة 9.7% بينما تغلبت نظيراتها المربحة على السوق بنسبة 7.9%».
ويوضح Arony أن «شركات التقنية التي يتم طرح أسهمها للعامة في السنوات الأخيرة أقل احتمالًا أن تكون مربحة مما كانت عليه في الماضي – وهي أكبر سناً مقارنة بالشركات السابقة في وقت ظهورها لأول مرة في السوق»، ويقول إن «هذا يعني أنها أقل احتمالًا لتصبح مربحة في المستقبل، فشركات التقنية التي يتم طرح أسهمها للاكتتاب العام اليوم أقدم وأقل ربحية من تلك التي كانت في الماضي»
ويضيف Arony قائلا: «84% من الشركات التي تتطلع إلى الاكتتاب العام اليوم ليس لها أرباح مرتفعة».
وخير دليل على أن اكتتبات الشركات الكبيرة تقود لخسائر كبير ما حدث لشركة Uber التي خسرت أكثر من 18 بالمئة من قيمة سهمها في أول جلستي تداول بالبورصة الأميركية.
ولكن بالرغم من ذلك يبقى الاكتتاب العام هو أحد أهم القرارات الاستراتيجية التي يمكن أن تتخذها الشركات في فترة حياتها المالية، حيث يتيح للملاك الفرصة للوصول إلى نطاق أوسع من السيولة وتوسيع قاعدة المساهمين وبالتالي تحسين أمورها المادية بعد مرور فترة من الزمن.

* دكتوراه في الاقتصاد والتأمينات والبنوك



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى