مهرجانات رمضان.. باطنُها وَهْمٌ!
[ad_1]
عبدالرزاق المحسن –
انتصف شهر رمضان، وتراجعت الزحمة قليلاً في الجمعيات التعاونية والأسواق الموازية، لكن الشكوى من غلاء الأسعار عامل مشترك بين المتسوّقين هنا أو هناك، في حين وصف محدودو الدخل معدلات الإنفاق المتزايدة في شهر الصيام بأنها «تحرق الجيوب»، وتضاعِف الأعباء.
وبينما قدّمت الجمعيات التعاونية عروضها ومهرجاناتها الخاصة بالشهر الكريم لجذب الزبائن، تحوّل كثير منها إلى وسيلة «لبيع الوهم»، بسبب ضعف الرقابة وعدم تقديم خصومات حقيقية، وفق المعلن عنه.
كما شهدت عملية توزيع السلال الرمضانية في بعض الجمعيات مشكلات، وحجبت «تعاونيات» أخرى العروض والمهرجانات، وحتى السلال لأسباب مجهولة، وهو الامر الذي لاقى استنكار مواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرين إلى ضرورة وجود مراقبة من قبل الجهات المعنية على العروض الرمضانية التي قد تكون وهمية، منتقدين ضعف الأصناف الاستهلاكية المتوافرة في بعض السلال.
زيادة المبيعات
ووفّرت أغلب الجمعيات التعاونية سلات رمضانية لمساهميها، تبدأ بــ 5 فلوس، وتصل الى 10 دنانير، حيث تحتوي على أغلب الاصناف والمواد الغذائية المستخدمة على موائد رمضان، الا ان بعضها كان رمزيا، وما يتوافر فيها من السلع قليل، كما دشّنت «التعاونيات» مهرجانات وعروضا مصاحبة لتوزيع السلال، بهدف استقطاب اكبر عدد ممكن من اهالي المنطقة، بهدف زيادة نسبة المبيعات السنوية للجمعية، وتحقيق الأرباح التي تدعم المركز المالي لاي جمعية.
الا ان هناك تعاونيات غابت عن اجواء رمضان، ولم تشر الى اي عروض او مهرجانات لتخفيض الاسعار على اصنافها، ولاسباب غير معروفة، واكتفت بتنظيم دورات رمضانية لابناء المنطقة، وساهم ذلك في زيادة حدة الانتقادات من قبل المساهمين، لا سيما ان المواطن عادة ما يلجأ الى التعاونية القريبة من منزله لشراء الاحتياجات، ومن ثم يتطلب غياب العروض تدخلا من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، لضمان حفظ حقوق المساهمين بصورة عامة، وتحقيق الهدف من القطاع التعاوني.
نفاد الكمية
ومن الملاحظ وضع بعض الجمعيات التعاونية لاشتراطات قد تكون تعجيزية قبيل صرف السلات الرمضانية، بينها جمعيتا مبارك الكبير، والقرين، حيث اشترطت لصرفهما ان يكون رب الاسرة مساهما، وان تكون لديه بطاقة تموينية، ومن سكان المنطقتين، فضلا عن احضار البطاقة المدنية الاصلية، حيث لفت مواطنون الى ارباب أسر غير مساهمين، الا ان زوجاتهم مساهمات، كما اشار البعض الى انهم مساهمون ولكنهم عزّاب، وتساءل آخرون عن علاقة بطاقة التموين بالسلة الرمضانية؟
السلة بدينار
وكان من اللافت ايضا، عروض جمعية مشرف خلال رمضان، حيث بدأت بتقديم سلتها للمساهمين بدينار واحد، وكلفتها الحقيقية تصل الى 51.9 دينارا، ثم قدّمت مهرجانا بتخفيضات تصل الى %70 على اغلب الاصناف الرمضانية، ومن ثم توفير لحوم «نصف خروف وتمور» لمساهميها بدينارين، تحت مسمى «نقصة رمضان»، في حين يصل سعرها إلى 27 دينارا، وختمتها بتوزيع سلة القرقيعان بدينار، مقابل ان كلفتها نحو 20.7 دينارا، وهو الامر الذي كان حديث مواقع التواصل قبل ايام، ودفع البعض الى طلب فتح باب المساهمة فيها، بدلا من الجمعيات الأخرى!
وتكررت مشاهد وصول المساهم الى بعض الجمعيات لتسلّم سلته الرمضانية، وفوجئت برد الموظف بأن الكمية نفدت، فمثل هذه السلال يجب ان تتوافر وفق اعداد المساهمين ورقم المساهمة، لكل جمعية على حدة، وليس من المنطقي عدم حصول المساهم عليها بحجة نفاد المواد والاصناف الغذائية، كما حددت جمعيات اخرى مواعيد توزيع السلات خلال ساعات العمل الرسمي، في حين يتواجد اغلب المساهمين بمواقع عملهم الحكومية، وبالتالي يتعذر عليهم الخروج او الاستئذان.
الأسواق الموازية
رغم تنظيم جمعيات لمهرجانات تحطيم الاسعار، كان من اللافت عدم اختلاف أثمان السلع عن الفترة التي تسبق رمضان، بل هناك مراكز تسويقية تجارية موازية توفر مواد وأصنافا غذائية استهلاكية، بكميات اكبر واسعار افضل ومساحات اوسع للجميع، وعلى مدار الساعة، وهو ما يكشف عن مهرجانات تعاونية غير مجدية، هدفها الربح المادي فقط على حساب جيب المواطن والمقيم.
طوابير واعتذار
شهدت بعض الجمعيات التعاونية طوابير وزحمة مضاعفة اثناء عملية توزيع السلات الرمضانية، وفي تعاونية الرميثية، استدعى الأمر اعتذار أحد مسؤوليها واصدار بيان توضيحي عما جرى، مشيرا الى عدم وجود تعاون من بعض اعضاء مجلس الادارة.
[ad_2]
Source link