السندات منخفضة التصنيف تهدد بركود في الأسواق الأمريكية
[ad_1]
* د. بلقيس دنيازاد عياشي –
يحذر أغلب المحللين الماليين في Wall Street – الذي يعدّ الواجهة الرئيسية للسوق الأمريكية حيث توجد فيه بورصة نيويورك والكثير من الشركات المالية الأمريكية الضخمة- أنه في حال انخفضت التصنيفات الائتمانية لبعض الشركات فستزيد بشكل كبير من احتمالات التخلف عن السداد، وإذا تعثر عدد كبير من الشركات في وقت واحد، فسيضع ذلك ضغوطًا شديدة على السوق، مما قد يقود إلى ركود عظيم في أسواق الولايات المتحدة.
وأكد الخبراء في المؤتمر العالمي لمعهد Milken الأخير مخاوفهم بشأن الوضع الذي وصل إلى درجة «الحمى» – على حد وصفهم-، مؤكدين أنه إذا استمرت عمليات الاستحواذ الكبرى للشركات فسوف يبدأ عهد جديد من التمويل بالديون وهو ما ينبئ بخطر شديد.
ويرجع خبراء Wall Street هذا الوضع الذي آلت إليه كبرى الشركات بسبب شروط الاقتراض السهلة التي تميزت بها الفترة الأخيرة، والتي تعد الأولى من نوعها في التاريخ، إذ كانت الأسعار قريبة من مستوياتها المنخفضة خلال العقد الماضي، وكانت الشركات حكيمة في الاستفادة منها، لكن هذا السيل غير المحدود لرأس المال أدى إلى بعض النتائج السلبية المحتملة، وتعالت أصوات خبراء Wall Street مؤكدين أن تكرار سيناريو الركود السابق.. محتمل جداً.
سندات خطيرة
تشكل السندات ذات التصنيف المنخفض BBB ما يقرب من 50 ٪ من سوق الاستثمار وهي تعد أكبر حصة في التاريخ، حيث تضاعف حجم وجودها خلال السنوات العشر الماضية، استنادا إلى بيانات المراجعة الفصلية BIS، وباعتبار أن هذا النوع من الديون يعد غير مرغوب فيه، وبالتالي فهو عرضة بشكل خاص لأي تحول في ظروف السوق من شأنه أن يجعل خدمة الديون أكثر صعوبة، سواء كان هذا التغيير يتمثل في تباطؤ اقتصادي بسيط أو ركود كامل، إلا أن المخاطر تتصاعد مع استمرار الدورة الحالية في مراحلها الأخيرة.
هذا النوع من السندات يمكن أن ينبئ بحدوث الإفلاس، باعتبار أنه من المحتمل أن يشهد تخفيضا في تصنيفه، الأمر الذي سيجعل من الصعب تسديد قروضه، بل قد يتعدى إلى مرحلة التخلف عن السداد، وبمجرد حدوث ذلك، قد لا يكون الإفلاس بعيد المنال.
كان هذا الجزء المتضخم من السندات ذات الدرجة الاستثمارية المنخفضة في الواقع موضوعًا ساخنًا في المؤتمر العالمي لمعهد Milken الحديث، سواء كان ذلك خلال مناقشات الأفرقة أو المقابلات الشخصية، وفي هذا السياق أعرب Scott Mather كبير مسؤولي الاستثمار في الاستراتيجيات الأساسية للولايات المتحدة في Pimco عن تخوفه بشأن هذا النوع من السندات، واصفاً إياها بأنها أخطر سوق للشركات، حيث قال في تصريح له لـ Business Insider: «هذا النوع من السندات عبارة عن فوضى، وهو بمثابة أخطر سوق للشركات لدينا على الإطلاق».
الديون والنمو
ومن بين الأسباب الأخرى لحدوث الإفلاس ما كشف عنه Bryan Whalen المدير الإداري لمجموعة الدخل الثابت الأمريكي TCW، والذي صرح بأن خوفه الأكبر الآن هو عدم التوازن بين الديون والنمو الذي يراه في جميع أنحاء العالم.
وسلط Whalen الضوء على نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي الحالي والتي بلغت 220٪ في الولايات المتحدة، ووفقًا لتحليله فقد تجاوزت هذه النسبة 40٪ خلال الـ 35 عامًا الماضية الأمر الذي أدى إلى ارتفاع معدل التخلف عن السداد للشركات ذات العائد المرتفع إلى أكثر من 10٪ خلال 24 شهرًا.
وصرح Whalen قائلا: « إن الحل الأنسب لهذه النسبة غير المتوازنة ليس عن طريق رفعها بل عن طريق خفضها».
صرخات الركود
يؤكد الخبراء في Wall Street أن صرخات الركود قد خفت حدتها في الأسابيع الأخيرة إلا أنها لا تزال تشكل سيناريوهات مخاطر كبيرة للخبراء الماليين.
ومن غير المتوقع أن يؤدي تخفيض التصنيف الائتماني الشامل إلى الركود إلا أن القنبلة الموقوتة في سندات BBB ستؤدي إلى تفاقم الانهيار الاقتصادي ولن تتأثر قدرة الشركات على سداد الديون المعنية حتى يتباطأ الاقتصاد بالفعل.
وفي ذات الصدد قال Nathan Sheets كبير الاقتصاديين في PGIM Fixed Income: «هذه العيون مفتوحة على مصراعيها، فقد اتخذت هذه الشركات خيارًا لزيادة مستويات الرفع المالي، وهو أمر مختلف تمامًا عن كوننا نعيش فترة يأس على المديونية بشكل مستمر».
* دكتوراه في الاقتصاد والتأمينات والبنوك
[ad_2]
Source link